صفحة : 60  

على من يحتج عثمان؟!:

وقد ذكر هذا المعترض: أن الأمويون يدَّعون أن الأمر شورى، وأهل الشورى هم الذين أوصلوا عثمان ومن سبقه إلى الحكم. وأهل البيت وشيعتهم يقولون بالنص، فلم يبق سوى العباسيين الذين ظهرت دعوتهم ودولتهم بعد عشرات السنين من وفاة عثمان؟!

فعلى من يحتج أنصار عثمان بموضوع زواجه ببنات النبي «صلى الله عليه وآله»؟!

ونجيب:

بأن عثمان كان يحتاج إلى تحسين صورته، وإثبات أنه موضع ثقة النبي «صلى الله عليه وآله»، وأنه من أهل الصلاح، وأن الناس قد اتهموه وظلموه.

والأموي كان يحتاج إلى تحسين صورة عثمان، لأنه يريد أن يصل حبل خلافته به، والعباسي إذا حاول المطالبة بالخلافة بالاستناد إلى صلة القربى، فإن المصاهرة مع النبي تعطي عثمان منزلة قريبة من النبي «صلى الله عليه وآله»، تقلل من استهجان تصديه للخلافة..

وإذا حاول الأنصاري أن يدعي لنفسه شيئاً من أمر الخلافة، فستكون حجة عثمان هي الأقوى، لأنه قرشي وصهر أيضاً..

وإذا أراد الموالي لعلي وأهل بيته أن يفاخر بصهر علي «عليه السلام»، فإن يد أنصار عثمان، والأمويين ليست فارغة، فقرابته من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وإن لم تكن كقرابة علي «عليه السلام»، لكن مصاهرته أقوى، لأنه ختنه على اثنتين من بناته، وعلي ختنه على واحدة.

وكل هذا مفيد لعثمان ولأنصاره، ولأقاربه الأمويين.

 
   
 
 

موقع الميزان