ثم ذكر المعترض:
أن عثمان لم يكتسب من زواجه من المرأة الصالحة البرة
شيئاً، كما لم يكتسب فرعون من زواجه بآسية بنت مزاحم شيئاً.
ومراده:
أن هذا الزواج لا ينفع عثمان، ولا يمكن أن يستفيد منه لتحسين صورته،
كما لم ينتفع فرعون بزواجه من آسية بنت مزاحم.
ونقول له:
إن فرعون كان متجاهراً بالكفر، معلناً بالفجور والظلم
والطغيان، منكر للنبوات، جاحد ومعاند، والكل يعلم حاله، فلا يوجب زواجه
بآسية بنت مزاحم تحسين صورته في أعين الناس..
أما عثمان فهو متظاهر بالإيمان، وبالإنقياد لمقام
النبوة، ومعترف بما جاء به «صلى الله عليه وآله».. ولم يكذبه رسول الله
«صلى الله عليه وآله» فيما يظهره ويعلنه. بل هو يعامله على ما يقتضيه
ظاهر حاله..
فيمكن لعثمان أن يدعي أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد
زوجه ابنتيه لأجل صلاحه الظاهر، وكمالاته المتميزة عنده.. وسيقبل الناس
ذلك منه، ولا يرضون بأن يقاس بفرعون، ويرون أن من يفعل ذلك مجانب
للحقيقة وظالم..
ولأجل ذلك تصدى علماؤنا الأبرار لحل الإشكال في أمر
زواج عثمان بالربائب.. ولم يجدوا داعياً ولا مبرراً علمياً يصح
الاعتماد عليه في انكار زواج فرعون من آسية بنت مزاحم، ولا زواج نوح
ولوط من المرأتين اللتين كشف القرآن سوء حالهما..
|