صفحة :62   

تفرد صاحب الإستغاثة بالقول الشاذ:

وقال المعترض: «القائل الأول، والمتحمس الاكبر لهذا القول الشاذ هو صاحب الإستغاثة، فما بلغه (أي صاحب كتاب «القول الصائب») «عن أحد من الشيعة قول يضارع قوله، من قريب أو بعيد.

والذين احتج بهم سيدنا مع سبق زمانهم، إنما بقي مجرد أسماء، وجدت مثبوتة في بطون الاسفار. وليس منها اليوم كتاب معروف متداول. بل لبعضهم اقوال مثبتة تنافي ما نسب اليهم من انكار بنوتهن عليهن السلام، وهو البلاذري. وقد أحلنا على كتابه انساب الاشراف، وفيه شهادة صريحة على بنوتهن، خلا ان السيد طعن في الكتاب وفي صاحبه.

ولو اقتصرنا في احتجاجنا على كتاب معصومين، أو علماء حباهم الله ملكة العصمة، كالأنبياء، لما عثرنا على أحد بهذه الصفة، إلا أن يكون ملاكاً بصورة إنسان الخ..([1]).

ونقول:

أولاً: لقد راجعنا كلمات صاحب الإستغاثة فلم نجد فيه ما يدل على حماس منه لهذا القول..

ثانياً: إن هذا الرجل ليس هو القائل الأول بكون البنات ربيبات، فقد أشار الخصيبي إلى وجود هذا القول، والخصيبي قد توفي قبل الكوفي بما يقرب من عشرين سنة، إذا أخذنا بقولهم: إن وفاة الخصيبي كانت سنة 334هـ([2]). في حين أن وفاة الكوفي هي في سنة 352 هـ.

وسيأتي أن ثمة تصريحات بكون البنات ربيبات، عن ابن عمر، وعروة ابن الزبير، والبلاذري وغيرهم.. وصرحت بذلك السيدة الزهراء «عليها السلام» في خطبتها في المهاجرين والأنصار، وروي ذلك أيضاً عن النبي «صلى الله عليه وآله» أيضاً..

ثالثاً: كيف يحكم المعترض: أنه لم يبلغنا، أو لم يبلغ غيرنا عن أحد من الشيعة قول يضارع قول الكوفي، والله تعالى لم يطلعه على غيبه.. مع أنه قد اعترف بأننا احتججنا بأناس سبق زمانهم زمان الكوفي..


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 30 و 31.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص163.

 
   
 
 

موقع الميزان