صفحة : 76  

التخرص القبيح:

وقد ذكر المعترض قولنا: فالظاهر: أن هذا التابع قد اطلع على ذلك الرد، وعرف أنه لن يتمكن من تمرير الإستدلال بالآية من خلاله، فآثر أن يتشبث بدليل جديد الخ..

ثم عقب ذلك بقوله: «وإني والحق يقال: استحي له بصفته عالماً فاضلاً، وأربأ بجنابه أنه يتخرص هذا التخرص القبيح بالعلماء، ويتكهن بما يتنائى عنه من هو دون مقامه في العلم والفضل، فكيف به!! ولعمري، لقد بالغ بظلمي حين صيرني تابعاً الخ..»([1]).

ونقول:

أولاً: إن ما ذكرناه كان مجرد استفادة احتمالية، وقد صرحنا بذلك حين قلنا: «الظاهر».

ثانياً: مع غض النظر عن ذلك، فإننا نلاحظ أن هذا لا ينسجم مع ما ذكره المعترض نفسه قبل صفحتين، وهو يعلق على نفس هذه الفقرة، حيث قال: والسيد لا يعلم الغيب مطلقاً، ولا احب ان انسب إليه التكهن، ولكنه البناء على حكم خاطىء من قبل إلخ..([2]).

ثالثاً: قد تقدم منا ذكر بعض محاولاته للذب عن ذلك البعض، الذي يبرئ نفسه من التبعية له، وتوجيه أصابع الإتهام إلينا، وإلى كل من تصدى لرد مقولاته، وافتخاره بأنه نأى بنفسه عن كل ما جرى لنا مع ذلك البعض، بالاضافة إلى كثير من المواضع التي تثير لدى الباحث أكثر من سؤال..

بل إنه حتى في هذا الموضع قد شفع كلامه بكيل المديح لذلك البعض، حيث وصفه، بأنه سيد، فاضل، فقال: «ولا أستنكف من متابعة سيد فاضل إن كان على حق. وهو ان اخطأ في بعض ما قال، فقد اصاب في أقوال»([3]).

وقد سبق أن شبه المعترض هذا البعض بالسيد الامين فراجع كلامه..

رابعاً: إن المعترض سيصرح بنفس كتابه هذا أن التبعية للغير ليست عيباً، حتى لو كان المتبوع مثل الكوفي المتهم بالغلو والإرتفاع.


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 35.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 32.

([3]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 35 و36.

 
   
 
 

موقع الميزان