صفحة :116   

الإصرار على انفراد الكوفي:

وعن إصرار المعترض على أن الكوفي قد انفرد برد نسب السيدات نقول:

ألف: إن في هذا الإصرار مجازفة كبيرة، فالخصيبي المتوفي سنة 334هـ. في أحد القولين ـ حسب نقل المعترض نفسه ـ أي قبل وفاة أبي القاسم الكوفي بحوالي عشرين سنة يشير إلى وجود القائلين بكون البنات المذكورات ربائب، وإن كان هو لا يوافق على ذلك..

ب: كما أن البلاذري ـ حسب نقل ابن شهرآشوب ـ وربما غيره أيضاً ممن أشار إليهم هذا العالم الجليل، وابن عمر، وعروة بن الزبير قد سبقوا الكوفي إلى القول بكون البنات ربائب لرسول الله «صلى الله عليه وآله»..

وقد اعترف المعترض بذلك، ولكنه ادعى أن هذه الكتب نكرات. وهي دعوى لا أهمية لها، إذ ليس من شرط اعتبار القول أن نعرف نحن القائل به معرفة مباشرة، فيكفي أن يعرفه من العلماء من نثق به، ونطمئن إلى صدقه، كابن شهرآشوب رحمه الله تعالى..

كما أنه ليس من شرط اعتبار القول أن نطلع نحن على الكتاب الذي ورد فيه، أو أن يصل إلى أيدينا كله أو بعضه، ولو ورقة أو سطر منه، بل يكفي أن يطلع على تلك الكتب من نثق بهم من أهل العلم والمعرفة، وذوي الوثاقة..

ج: إن قلة القائلين بالنفي أو الإثبات أو كثرتهم ليست هي المعيار في الحق والباطل، فقد يكون الحق مع القلة، وقد يكون العكس.

والذي يمكن أن يحسم الأمر في هذه أو ذاك هو القرائن والدلائل الأخرى..وهكذا حصل فيما نحن بصدده..

 
   
 
 

موقع الميزان