وقد اعتبر المعترض دعاء شهر رمضان([1])
نصاً ثابتاً، ودلالة قاطعة، لا تقبل التحوير والتأويل، والمجاز، على
بنوة اثنتين من السيدات لرسول الله «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة،
وهما: رقية وأم كلثوم، وأننا أنكرنا وجود أم كلثوم..
ونقول:
أولاً:
إن عدم ذكر الدعاء المذكور للبنت الثالثة، وهي زينب، يشير إلى عدم
كونها من بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فهل يرضى المعترض
بذلك؟! لا سيما مع عدم وجود أي داع لاستبعادها؟!
ثانياً:
يا ليت هذا المعترض يبين لنا أين أنكرنا وجود أم كلثوم؟!
ثالثاً:
إن الشيخ لم يذكر عن أي إمام من أئمتنا الطاهرين يروي هذه الصلوات، فهل
لنا أن نرجح أنها ليست رواية له؟!
ولو سلمنا أنها رواية، فعمن رواها؟! وأين هو سندها، مع
علمنا بأنهم يتساهلون في أدلة السنن؟!
رابعاً:
قد يشهد لما ذكرناه من أن هذه الصلاة ليست رواية عن المعصوم: أنها ميزت
بين الأئمة في التعبير عن الكيفية التي رحلوا فيها عن هذه الدنيا،
فعبرت عن ذلك بالنسبة لبعضهم بـ «وضاعف العذاب على من شرك في دمه»
وبالنسبة للباقين بعبارة: «وضاعف العذاب على من ظلمه».
وقد ورد هذا التعبير بالنسبة للإمام السجاد، والباقر،
والصادق، والكاظم، والرضا، والجواد، والهادي، والعسكري «عليهم
السلام»..
وهذا موافق لما ذكره المفيد في
إرشاده([2])،
من أنه لم يثبت استشهاد جميع الأئمة الطاهرين..
ومن المعلوم:
أن هذا مخالف لما ورد مضمونه في عدد من الروايات، وبعضها معتبر أو صحيح
من حيث السند: من أنه «ما منا إلا مقتول أو مسموم» أو نحو ذلك..([3]).
وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في
كتابنا:
الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» (الطبعة الخامسة)
ج33 ص181.
خامساً:
لو صح أن هذه الصلاة رواية عن المعصوم.. فقد يقال: إن التعبير بالبنت
هنا جار على معناه الأعم، وهو البنت بالتربية.. والقرينة على ذلك: نفس
معرفة الناس بهذا الأمر، فالقرينة الحالية أغنت عن التصريح اللفظي
بالقرينة.. وذلك ظاهر..
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 55 وص 50 وفي هامشه عن مصباح المتهجد (ط بيروت سنة
1411 مؤسسة فقه الشيعة) ص622، وتهذيب الأحكام (ط دار الكتب
الإسلامية سنة 1365) ج3 ص120 والبحار ج95 ص109.
([2])
الإرشاد للمفيد ج2 ص295.
([3])
راجع
كتابنا: مختصر مفيد ج4 ص174 السؤال رقم (217).
|