وقد ادعى المعترض:
أن هنداً كما يقول المجلسي كان ابناً لخديجة من النباش بن زرارة. وقد
رباه رسول الله «صلى الله عليه وآله»([1])..
ولم يطلق عليه أنه ربيب لرسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكذلك الحال
بالنسبة لعلي «عليه السلام»..
ونقول:
أولاً:
إن المجلسي لم يذكر لنا من أين علم أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو
الذي ربى هنداً ابن النباش.
ثانياً:
لعل عدم تسمية هند بربيب رسول الله «صلى الله عليه وآله» يصلح قرينة
على أنه لم يكن ابن خديجة من رجل آخر، ليكون ربيباً لرسول الله «صلى
الله عليه وآله»، وابن زوجته خديجة من رجل آخر، ولا ربيباً بمعنى أنه
قد تربى عنده..
ثالثاً:
لو سلمنا أن هنداً كان ابن زوجة النبي «صلى الله عليه وآله» وربيبه،
فلا يلزم من ذلك أن يكون البنات أيضاً كذلك، فلعل البنات كن ربيبات
بمعنى التربية، لا ربيبات بمعنى انهن بنات الزوجة، ولا بنات لرسول الله
«صلى الله عليه وآله» على الحقيقة.. ولا ربيبات بمعنى التبني، كالذي
جرى لزيد بن حارثة..
رابعاً:
بالنسبة لتربية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي «عليه السلام» نقول:
ليس كل من تربى عند شخص يطلق عليه أنه ابن له، وإن طالت
صحبته وعشرته لذلك الرجل. وملازمة علي «عليه السلام» لرسول الله «صلى
الله عليه وآله» لا توجب اعتباره ابناً له مع حضور أبيه أبي طالب «عليه
السلام» القريب منه، واللصيق به..
خامساً:
لا بد من إثبات صحة الرواية التي تدعي أن النبي «صلى الله عليه وآله»
أخذ علياً من أبيه ليربيه، لا سيما وأن أبا طالب كان هو الكافل لرسول
الله «صلى الله عليه وآله» بعد عبد المطلب.. وقد بقي النبي «صلى الله
عليه وآله» ينفق من أموال أبي طالب إلى حين الهجرة كما ذكرناه في
كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»..
([1])
راجع: البحار ج22 ص20 وأعلام الورى للطبرسي ج1 ص374.
|