وقد
ذكر المعترض:
أن النبي «صلى الله عليه وآله» لو كان تبنى الثلاث بنات لنقل ذلك
إلينا، خاصة وأن بيانه منوط بأهل البيت «عليهم السلام».. فلماذا لم
يذكر ذلك إلا في القرن الرابع الهجري؟!
ونقول:
أولاً:
إننا لم ندع، ولم يدع أحد أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تبنى
البنات كما تبنى زيد بن حارثة.. بل المدعى: أنه «صلى الله عليه وآله»
رباهن بعد موت كافلهن، أو رباهن، لأنهن بنات زوجته..
ثانياً:
قول المعترض: إن بيان هذا التبني منوط بأهل البيت «عليهم السلام» قبل
غيرهم، وهم المعنيون به.. غير مرضي، فإنه إذا كان لا يترتب على هذا
التبني أي أثر، فهو لا يعني أهل البيت «عليهم السلام» إلا بمقدار ما
يعني غيرهم..
ثالثاً:
لماذا يكون بيان هذا التبني منوطاً بأهل البيت «عليهم السلام»، فإنهم
«عليهم السلام» إذا بينوا ما جرى للنبي «صلى الله عليه وآله» مع زيد بن
حارثة، وذكروا أحكامه، كفى ذلك عن بيان سائر موارد التبني، لو كانت قد
حصلت بالفعل.. ويكون بيان هذه الموارد مما يناط بكل الناس، الذين يحبون
نقل الأحداث التاريخية وتسجيلها..
رابعاً:
قال المعترض: إن القول بتبني النبي «صلى الله عليه وآله» للبنات على
نحو تبنيه لزيد بن حارثة قد ظهر في القرن الرابع الهجري (أي على لسان
أبي القاسم الكوفي)..
ونقول:
إن هذا القول لم يظهر أبداً إلى يومنا هذا، إذ لم نجد
أحداً يقول بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تبنى البنات كما تبنى
زيد بن حارثة.. بل الموجود قولان:
أحدهما:
أنهن بنات خديجة.
والآخر:
أنهن بنات غير خديجة، وقد ربتهن خديجة والنبي، فنسبن إلى النبي لتربيته
لهن.. وأين هذا وذاك من تبني النبي «صلى الله عليه وآله» لزيد بن
حارثة؟!
خامساً:
إن هذه الاقوال قد ظهرت قبل القرن الرابع، على لسان ابن عمر، وعروة بن
الزبير و البلاذري، وكذلك الذي أشار إليهم الخصيبي، وابن شهرآشوب..
والأهم من ذلك كله، ما روي عن رسول الله «صلى الله عليه
وآله» وعن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء «عليها السلام»، وما ورد في
سورة الكوثر.. وغير ذلك..
|