حاول المعترض أن يفند كلامنا حول المقصود من الربيبة،
فقال ما ملخصه:
إن اللفظ إذا أطلق، يتبادر إلى الذهن معناه الحقيقي،
فإذا اقترن مع اللفظ ما أوجب صرف الذهن عن الحقيقة، فإنه يصار إلى
المجاز، فإذا قيل رأيت القمر يقود السيارة، فكلمة «يقود السيارة» قد
أوجبت انصراف ذهن السامع عن قمر السماء، ويحتم على السامع فهم المعنى
المجازي..
«وأما أن تطلق الكلمة في موضع ويراد منها المجاز، وتكون
قرينتها مبثوثة في موضع آخر في حنايا الكتب، وبطون المجاميع. وعلى
السامع أن يوقف تبادر ذهنه حتى يبحث عن هذه القرينة». أو أن يرجع إلى
كتاب بنات النبي أم ربائبه، ليدرك أن الكلمة مجاز، فإن هذا سيكون
العجيبة التاسعة من عجائب الدنيا»..
كذلك الملك الذي قال لوزيره:
ماذا تشتهي الآن؟!
قال:
البيض.
وبعد سنة مرا في ذلك المكان، فقال
له:
بماذا؟
قال:
بالتّين، «فإن هذا لا يقول به إلا سيدنا العاملي».
وقال:
«وللنبي «صلى الله عليه وآله» ربائب، مثل زينب بنت أم سلمة، لم يسمها
أحد من الأمة بنتاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وهند ابن أبي هالة
من خديجة، وقد رباه رسول الله «صلى الله عليه وآله»([1])،
ولم يسمّ ولا مرة واحدة ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
ثم..
أما كان للسيدات عم أو ابن خال، ليتقرب إليهن ويدعيهن، ويتصل بالنبي من
أجلهن، فإن ذلك شرف له لا يعدله شرف في الدنيا والآخرة؟!.
ولماذا لم تعل قبيلتهن رأسها فخراً، أو تمتلئ زهواً،
بأن من بناتهن من تسمى بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
وما بال قومهن لم يفعلن ما فعله حارثة؟!
وما بال بني عمومتهن لم يتقدموا إلى رسول الله «صلى
الله عليه وآله» لطلب يدهن، وتركوا رسول الله يختار لهن ابن أبي لهب،
وأبا العاص، وعثمان..
والمضحك المبكي من السيد هو اختراع بنات للنبي «صلى
الله عليه وآله» توفين في الجاهلية، تماثل أسماؤهن أسماء السيدات..
وأقول له:
من أين لك هذا؟! وفي أي مصدر عثرت عليه؟! ولم تجاهلت ذكره، وأنت في
مقام يفرض عليك عدم التفريط بالمصادر، لا سيما عند خرق الإجماع،
واعتماد الشاذ من الأقوال؟!
وهذا ما لم نعرف مصدره، ولا يعدوا عندنا القول
المخترع.. وعلينا أن نعرف الذي اخترعه بالباطل ليدحض به الحق..
إلى أن قال:
وأما ما تشبث به، من قول القائل: كلهن قد ولدن بعد القاسم، فكيف يكون
عثمان وأبو العاص قد تزوجا بتلك البنات، في الجاهلية «وهذا قول لبعضهم
شاذ رده العلماء، واتفقوا على ولادتهن في الجاهلية، واكبرهن زينب، وقد
ولدت وللنبي ثلاثون عاماً. ومثلها اختاها..فكيف صار الشاذ المردود
مستنداً، وأهمل المتفق عليه؟ الخ..».
ثم اعتبر القول بأن للنبي «صلى
الله عليه وآله» بنات متن صغاراً من الحدس والتخمين.. فكيف ننكر أمراً،
ثم نصير إليه([2]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم وقفات، نجملها
فيما يلي:
([1])
بحار الأنوار ج22 ص20 وراجع: أعلام الورى ج1 ص274.
([2])
راجع فيما تقدم: بنات النبي «صلى
الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 57 ـ 60.
|