سبب مهاجمة الكوفي

   

صفحة :178   

سبب مهاجمة الكوفي:

وقد ذكر المعترض سبب مهاجمته للكوفي، فقال: «إنما هاجمته لأنه مخالف لمذهبي، منتحل نسبي، وليس له من الحسنات إلا كتاب واحد هو «الإستغاثة». وقد ارتكب فيه مخالفات ندين بغيرها، وخالف مذهبنا بها، وقد نسب الكتاب إلى غيره، فإن صحت نسبته فما في الكوفي شيء يعتز به الخ..»([1]).

ونقول:

أولاً: إن المبرر لمهاجمة شخص في رأيه العلمي هو وهن دليله، وبوار حجته، أما مخالفته للمذهب، أو انتحاله للنسب، فلا يوجب الحكم ببطلان جميع أقواله. وقد اعترف المعترض نفسه في ما سبق من كلامه بهذه الحقيقة، وقال: «إن الحق عند الناصبي لا ينقلب باطلاً».

ثم ذكر: أن ابن تيمية يوافقنا في الطلاق، ثم قال: «فهل نتحول عن هذا الرأي، لأن هذا الناصبي الخبيث يراه؟ فاتباع الناصبي على الحق أو الإتفاق معه فيه، لا هو من أعظم الذنوب، ولا أحقرها، ولا هم يحزنون»([2]).

وقال عن موضوع تبعيته للبعض في هذه المسألة: «ولا استنكف من متابعة فاضل أياً كان على الحق، وهو إن أخطأ في بعض ما قال، فقد أصاب في أقوال، ولئن تبعته ـ ولست كذلك والحمد لله ـ فلن أتبعه إلا على ما يقوله من الحق. أما الباطل الذي قاله، ومنه قول حكاه لي أخ فاضل عن أمير المؤمنين، تابع به سيد قطب الخ..»([3]).

ثانياً: قوله عن الكوفي: «ليس له من الحسنات إلا كتاب واحد، هو «الإستغاثة»..» لا يتوافق مع ما قاله الشيخ الطوسي عن الكوفي: «صنف كتباً كثيرة سديدة، منها كتاب الأوصياء، وكتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني»([4]).


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص70.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 65.

([3]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص35 و36.

([4]) الفهرست 91/389 ونقد الرجال ج3 ص226 ومنتهى المقال ج4 ص336 عنه أيضاً.

 
   
 
 

موقع الميزان