وبعد أن ذكر الشيخ علي النمازي قول النبي «صلى الله
عليه وآله»: «يا حميرا، فإن الله تبارك و تعالى بارك في الودود
الولود. وإن خديجة ولدت مني طاهراً وهو عبد الله، وهو المطهر،
وولدت مني القاسم، وفاطمة، ورقية، وأُم كلثوم، وزينب، وأنت فممن
أعقم الله رحمه، فلم تلدي شيئاً»([1]).
قال:
«ومع ما تقدم لا يعتنى إلى قول من قال: إن زينب ورقية، كانتا
ربيبتيه من جحش، وأمهما زينب»
([2]).
ونقول:
أولاً:
ما قدمه هو مجرد ذكر أبناء النبي، وفق ما ورد في الكتب والمصنفات،
وذلك لا يوجب عدم الاعتبار بقول من قال: إن زينب ورقية كانتا
ربيبته من جحش، إذ لا يصح جعل الدليل هو نفس الدعوى.
ثانياً:
لم أجد تصريحاً بأن زينب ورقية قد ولدتا من زينب بنت جحش من غير
رسول الله «صلى الله عليه وآله». ولعل الذي أوقعه في الاشتباه
قولهم: كانتا ربيبتي النبي «صلى الله عليه وآله» من جحش، فتوهم أن
زينب بنت جحش أمهما. مع أن الظاهر هو: أن المقصود بقولهم: «من جحش»
أن والدهما كان من قبيلة جحش.
ثالثاً:
إن حديث النبي «صلى الله عليه وآله» مع عائشة لا يدل على أن اللاتي
ولدتهن خديجة هن نفس زينب زوجة أبي العاص ابن الربيع، ونفس زوجتي
عثمان اللتين كانتا تحت عتبة وعتيبة ابني أبي لهب.
([1])
مستدرك سفينة البحار ج2 ص395 و 396 وشجرة طوبى للشيخ محمد مهدي
الحائري ج2 ص234 ومناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج1 ص140.
([2])
مستدرك سفينة البحار ج2 ص 395 و396.