قالوا:
روي: «عن زينب ربيبة رسول الله «صلى الله عليه وآله» قالت: إن
نبياً من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له، فرزقه الله
الحيتان والجراد([1]).
فقد يقال:
إن المراد بربيبة رسول الله «صلى الله عليه وآله» زينب بنت أم سلمة،
فإنها كانت ربيبته، لأنها بنت زوجته.
ولكن هذا مجرد تحكُّم لا دليل لقائله عليه سوى
الإصرار على أن البنات بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» على
الحقيقة، فيقترح، أو يضيف من عند نفسه ما يؤيد به ما يرمي إليه، أو
أنه رأى الرواة أضافوا ذلك فجرى عليه.
إلا أن يقال:
إن زينب بنت أم سلمة هي التي عاشت بعد رسول الله «صلى الله عليه
وآله»، وروت عنه، أما زينب زوجة أبي العاص، فماتت في حياة النبي
«صلى الله عليه وآله»، فيبعد أن تكون هي روت ذلك.
ويجاب:
بأن من الجائز أن يكون الراوي قد سمع ذلك من زينب قبل وفاتها في
حياة رسول الله «صلى الله عليه وآله».
([1])
الدر المنثور ج3 ص109 عن سنن البيهقي.