وما ذكره المعترض عن دور النقابات في إثبات الأنساب،
فهو غير ظاهر الوجه، وذلك لما يلي:
أولاً:
هل كان دور النقابات هو تمحيص الأنساب؟!
ثانياً:
من الذي قال: إن الإختلاف في نسب الكوفي قد بدأ في حال حياة الكوفي؟!
ثالثاً:
هل اطلع المعترض على سجلات النقابات؟! وكيف وصلت تلك السجلات إليه؟!
ولماذا وصلت إليه ولم تصل إلينا؟!
وكيف يمكن إثبات أنها لم تذكر الكوفي في سجلاتها؟!
رابعاً:
من الذي قال: إن النقابات كانت قد استحدثت في ذلك الزمان؟! وعلى فرض
استحداثها فمن الذي قال: إن الكوفي طلب الإنتساب إليها؟! وإذا كان قد
رحل عن بغداد، فمن الذي قال: إن التهمة توجهت إليه قبل رحيله عنها..
وإذا كانت قد توجهت إليه بعد ذلك، فكيف ثبت وجود نقابات في المنطقة
التي رحل إليها..
خامساً:
من الذي قال: إن النقابات أهملته لأجل الشك في نسبه،
فلعها أهملته لأجل فساد عقيدته ـ لو صح قول المعترض: إن النقابات
أهملته.
سادساً:
لو كان المعيار هو النقابات، وكانت هي التي تمحص انساب الناس، لما بقى
إنسان يختلف العلماء في نسبه.. ولكانت أصدرت حكمها الصريح بحق الكوفي،
ولم يبق مبرر لهذه الإشارات والتلميحات..
|