1 ـ
وقلنا في كتابنا «القول الصائب»: إن إثبات كونهن ربائب ليس فيه إساءة
لخديجة، بل فيه تعظيم وإجلال وتكريم لها.
فقال المعترض:
«خديجة خارجة عن الموضوع، فلم يردها بالإهانة من نفى بناتها، وإن قصد
الدفاع عنها من أثبتهن. ولست أدري من أين تداعى إلى ذهن السيد هذا
المعنى.
وبعد هذا وذاك لا شك أن فيه إيلاماً لها بشكل غير
مقصود، عندما تنفي عنها أفلاذ أكبادها»([1]).
2 ـ وقلنا:
إن ما جرى بين الكوفي وبين المنتسبين لخديجة، لا يثبت له هو أية مشكلة،
بل لهم.
فقال المعترض:
«أقول للسيد: إن هجومه على المنتسبين لسيدتنا خديجة.. بالطبع يريد بذلك
إثبات المشكلة لهم، ومعرفة السبب.
وتخصيصهم بذلك دون غيرهم تحتاج إلى معرفة نوع العلاقة
بينه وبينهم، فما لم ندركها على التحقيق لا ندرك سبب مواجهتهم بالنفي
من الكوفي»
([2]).
ونقول:
أولاً:
قلنا:
إن مسألة البنات هي أمرٌ لم نكن نعرف حقيقته، فبحثنا عنه، فعرفناه، كما
لو كنت لا تعرف اسم ملك الحبشة في سنة ستين مثلاً، ولا تعرف اسم أبيه،
ثم بحثت فأخبرك عشرة أشخاص أن اسمه زيد بن عمرو.. ثم وجدت من أخبرك أن
الخبر باطل، والصحيح هو أنه زيد بن بكر، بدليل ما ورد في الكتاب
الفلاني، أو النقش الفلاني. أو نحو ذلك.
فملك الحبشة لا يغضب، ولا يهتم لمن جهل اسمه أو اسم
أبيه، أو عرف اسمه واخطأ في اسم أبيه، ثم عرف الحقيقة.
ثانياً:
استفادتنا أن لخديجة ارتباطاً في الموضوع كانت من قول المعترض: إن
أحفاد خديجة قد طعنوا بنسب الكوفي، فتولدت لدى الكوفي عقدة، أو حسد،
فطعن في نسب البنات.. فإن ذلك يعني أن الكوفي أراد إلحاق الأذى أو
الشين بخديجة التي يطعن أحفادها بنسبه.. وإلا.. فلماذا يحشر اسم خديجة
في خصوص هذا المورد؟ أليس لأجل إظهار أنها هي التي تعمد الكوفي نفي
بناتها من النبي «صلى الله عليه وآله»؟! فأراد الكوفي أن يؤذي أحفادها
بما فيه أذى لها «عليها السلام»، وقد اعترف المعترض نفسه هنا بأن نفي
البنات فيه إيلام لخديجة. لكنه ادعى أنه كان غير مقصود.
ثالثاً:
إذا كان نفي البنات فيه إيلام لخديجة، فلماذا حكم بأنه غير مقصود؟!..
فإن كان السبب هو ورع الكوفي، فالمعترض لا يعترف به.
لا سيما وأنه يعتبر نفي البنات جرأة على رسول الله «صلى
الله عليه وآله» بالذات، فمن يتجرأ على النبي «صلى الله عليه وآله»، هل
يتورع عن أذى زوجته؟..
ولماذا هذا الدفاع عن الكوفي، الذي يمهد المعترض للطعن
فيه؟
رابعاً:
إن القصد وعدمه من الأمور القلبية ولا مجال لنا للوقوف عليه إلا بواسطة
أمور غير متوفرة لا للمعترض، ولا لنا أيضاً.
خامساً:
ذكر المعترض أننا قلنا: إن ما جرى بين الكوفي، وبين المنتسبين لخديجة
«عليها السلام» ـ لا يوجب له مشكلة، بل يوجب لهم.
ثم
أجاب:
بأن هجومه على المنتسبين لخديجة، يريد به إثبات المشكلة لهم.
ونقول:
أي فرق بين كلامنا وبين هذا الاعتراض؟! من عرف الفرق
بينهما، فليدلنا عليه، وسنكون له من الشاكرين..
سادساً:
بالنسبة للسبب الذي تساءل عنه المعترض، فهو مجهول عنده نقول:
قد تقدم:
أن المتحصل من مجموع كلام المعترض: أنه يريد أن يدعي: أن كلام الكوفي
في نسب السيدات قد جاء بسبب العقدة التي دعته إلى أن يرد على المنتسبين
لخديجة لطعنهم في نسبه..
فلا جهالة في السبب إذن..
([1])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص107.
([2])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص107.
|