وقال المعترض:
«ويقول السيد جملته المعهودة: «إثبات كونهن ربائب»، فهل حصل الإثبات
ليت شعري؟ وليس عند السيد إلا الشكوك والظنون، واللَّعلاَّت. لعل هذا،
ولعل ذاك.
وفي قول «لعل» لا يثبت منفي، ولا ينفى مثبت»
([1]).
ونقول:
أولاً:
إن الحديث عن الشك في كون البنات ربائب لرسول الله «صلى الله عليه
وآله» أو بناته على الحقيقة، إنما هو في سياق الاكتفاء بما تسقط به حجة
الطرف الآخر، إذ يكفي عروض الاحتمال المعتد به عند العقلاء، لإسقاط
دليل الطرف الآخر عن صلاحية الاعتماد عليه.
وحين نتحدث عن إثبات كونهن ربائب.. فإنما هو بملاحظة
قيمة الدليل في نفسه، ومستوى الاعتماد عليه في تكوين القناعة لدينا
بمضمونه.. أو عن أن حجيته ثابتة قطعاً. وقد قيل: ظنية الطريق لا تنافي
قطعية الحكم..
وبذلك يتضح:
أن اللّعلَّات، التي نثيرها كافية في إسقاط حجة الطرف الآخر، ثم تأتي
الأدلة من النصوص والروايات لتثبت مضمونها، بعد التخلص مما يعارضها.
ولو بالجمع العرفي الرافع للتعارض.
ثانياً:
إن الشكوك والظنون التي لدينا ليست هي المعيار في القبول والرد، بل
المعيار هو الدليل الذي نقدمه، والشواهد التي نعرضها.
([1])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص107.
|