ونحن لا ننكر أن يكون الحق مع الأكثرية في أحيان كثيرة،
ولكن شرط أن يكون الدليل هو الذي يحدد هذا الحق..
ولكن هذا المعترض يريد أن يجعل نفس كثرة القائلين هي
الدليل على الحق. والمرشد إليه، بل هو يعتبر أن من غير الممكن أن يجهل
هؤلاء الحقيقة، ويعرفها قلة قليلة..
مع أن الكل يعلم:
أن الذين عرفوا الحق عبر التاريخ هم قلة قليلة بالنسبة لغيرهم من سائر
الفرق، في جميع الأديان، ويدل على ذلك حديثه «صلى الله عليه وآله» عن
أن اليهود افترقوا إلى إحدى وسبعين فرقة، واحدة ناجية، والباقون في
النار، وتفترق النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة، واحدة منها ناجية،
والباقون في النار، وتفترق أمته «صلى الله عليه وآله» على ثلاث وسبعين
فرقة، واحدة ناجية، والباقون في النار([1]).
فكيف إذا قسنا أهل الإيمان والحق الحقيقيين في هذه
الأيام إلى جميع أهل الباطل على وجه الأرض.. فهل يمكن أن نقول: إن الحق
مع الأكثرين لا مع الأقلين؟
وأما الشهرة والشياع فيحكمها حكم الكثرة. وقد شاع وذاع
قولهم: رب مشهور لا أصل له.
([1])
العمدة لابن البطريق ص74 والطرائف لابن طاووس ص381 و 430
وعوالي اللآلي ج4 ص65 والبحار ج28 ص34 وج30 ص337 وطرائف المقال
ج2 ص288 و 290 ونهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي ص331 وإحقاق
الحق (الأصل) ص280 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص185 والفصول
المهمة في تأليف الأمة للسيد شرف الدين ص37.
|