صفحة : 374  

نحن روجنا لفرية الكوفي:

وقال المعترض: «إن فرية الكوفي على أكباد النبوة لم يعبأ بها أحد من الناس، وكل ما ذكره فإنما ذكره عرضاً، حتى جاء سيّدنا العاملي، فكتب إليه الكتب، وحرّر المقالات. وهو فيما أعلم أول من كتب في الموضوع، ومن قبل كان رأياً شاذاً في طوايا الكتب. ومن هذه الجملة ألقينا التبعة عليه»([1]).

ونقول:

أولاً: قد ذكرنا مراراً وتكراراً أنه قد سبق الكوفي آخرون، ذكروا أن البنات الكريمات ربائب لرسول الله «صلى الله عليه وآله».. ومنهم ابن عمر، وعروة بن الزبير، وأشار ابن شهر آشوب إلى البلاذري أيضاً وإلى عدد آخر. ويمكن أن يضاف إلى ذلك من أشار إليهم الخصيبي الذي توفي قبل وفاة الكوفي بحوالي عشرين سنة.. كما في أحد القولين، اللذين ذكرهما المعترض، بالإضافة إلى ما روي عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في ذلك.. وخطبة الزهراء في المهاجرين والأنصار.. ولم يعترض عليها أحد منهم.. وكذلك الحال بالنسبة لحديث نزول سورة الكوثر، فراجع..

ثانياً: إن المعترض لم يقدم دليلاً على أن الّذين جاءوا بعد الكوفي قد أخذوا عنه..

فراجع ما ذكره الكراجكي، والمقريزي، والمقدس الأردبيلي، وكاشف الغطاء، والجزائري، والطريحي، وغير هؤلاء، و.. و..

ثانياً: قول المعترض: إن فرية الكوفي لم يعبأ بها أحد من الناس، وإن كل من ذكر ذلك فإنما ذكره عرضاً.. غير دقيق.

ثالثاً: قول المعترض: إننا أول من كتب في الموضوع.. غير مقبول أيضاً، فقد سجل ذلك العلماء في كتبهم بالتفصيل تارة وبالإجمال أخرى.

وقد تقدم: أن المحقق الكركي قد كتب رسالة حول هذا الأمر، وأن غيره أيضاً قد ألف كتاباً حول هذا الموضوع.

وهناك رسالة منضمة إلى كتاب مكارم الأخلاق الطبعة الحجرية. فراجع..

فكيف ألقى المعترض التبعة علينا يا ترى؟!


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه، ص126.

 
   
 
 

موقع الميزان