لقد سأل المعترض عن السبب الذي دعا الكوفي لأهمال القول
الآخر، فلم يعزه إلى أحد. وهو في مقام لا يصح منه ذلك..
ونقول:
أولاً:
إن الكوفي لم يكن في مقام جدال مع أحد، ولا كان في مقام استقصاء
الأقوال في هذه المسألة، فلا معنى لمطالبته بأمر لم يلزم نفسه به، ولا
بمقتضيات مقام لم يدخل نفسه فيه..
ثانياً:
لنفترض: أن الكوفي قصّر في أداء ما يطلب منه، أو ما يفترض فيه أن يقوم
به، فإن ذلك لا يبرر المبادرة إلى اتهامه بالإدعاء، أو بما هو أكثر أو
أقل من ذلك، وهو الكذب. بل ذلك يحتم على الباحث الواعي لمسؤوليته أن
يبادر هو إلى بحث هذا الأمر، وتمحيصه، وجلاء وجه الحقيقة فيه..
|