صفحة :254   

هل كتم الأئمة الحق عن شيعتهم؟!:

وأما ما ذكره المعترض من أن الأئمة «عليهم السلام» لا يكتمون أمراً كهذا عن شيعتهم، وعن الناس، وسؤاله عن سبب نشاط هذه المسألة في عهد الكوفي، فنقول فيه ما يلي:

أولاً: إن البنات قد متن في عهد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يكن لهن دور لافت، يفرض على الرواة والباحثين تداول الحديث عنه، وتمحيص وتمييز الصواب عن الخطأ فيه. وإن كانت قد استيقظت رغبات بعض الناس بالإستفادة من أمر زواجهن بعد أن أصبح بالإمكان تمويهه، والتلاعب فيه، بسبب تقادم الزمان، وبعد العهد..

ثانياً: إن الكوفي قد صرح بوجود روايات صحت عنده عن الأئمة «عليهم السلام» تبين وجه الحق في هذا الأمر، وليس لدى المعترض، ولا لدى غيره، ما يثبت كذب هذا النقل، بل إن سكوت العلماء عبر القرون عن تكذيبه فيما يدَّعيه، أو عن وضع علامة استفهام على هذا الأمر، قد يقوي احتمال قبولهم بوجود تلك الروايات، وإن كان يدعي: أن الكثيرين منهم لا يأخذون بها، اكتفاءاً بما هو الشائع والمعروف.. مع أنه يمكن القول بأنهم كانوا يطلقون كلمة البنات، وينسوبهن إلى الرسول «صلى الله عليه وآله» لا على معنى البنوة بالولادة، وإنما على معنى البنوة بالتربية.

ثالثاً: إن تجاهل الأئمة لهذه القضية ـ لو صح ـ لا يوجب وقوع الشيعة في حيص بيص، لأن أمر البنات كان واضحاً لدى الشيعة، أو على الأقل لم يكن مطروحاً، ولا هو من الأمور التي تتوقف عليها مسائلهم الإعتقادية ولا غيرها من قضايا الدين..

رابعاً: بالنسبة لسؤال المعترض عن سبب نشاط هذه المسألة في عهد الكوفي نقول:

إن هذه المسألة لم تنشط في أي وقت، فإن مجرد ذكر الكوفي لها في بعض كتبه، وذهاب فريق إلى ما يوافق رأيه لا يجعلها ناشطة.. ولذلك لا نجدها مثارة إلا في ضمن سؤال عابر طرح على الشيخ المفيد «رحمه الله»، وأجاب عنه، وانتهى الأمر..

خامساً: قول المعترض: لم يسمع بذكر لهذه المسألة من قبل الكوفي.. قد أجبنا عنه أكثر من مرة فلا نعيد..

 
   
 
 

موقع الميزان