صفحة :255   

كتاب الإستغاثة في الميزان:

وعن قيمة كتاب الإستغاثة نقول:

إن المعترض وإن كان قد أثنى على هذا الكتاب هنا، فإنه طعن فيه في مواضع أخرى، وقد أشرنا إليها في حينه، ولكننا نزيد هنا ما يلي:

قال الشيخ الطوسي «رحمه الله» عن الكوفي:

إنـه «صنف كتباً كثيرة سديدة» منها: كتاب الأوصياء، وكتاب في الفقه

 

على ترتيب كتاب المزني، ثم خلط إلخ..([1]).

لكن النجاشي قال: «صنف كتباً كثيرة، أكثرها على الفساد»، ثم عدّ منها خمسين كتاباً([2]). فراجع..

غير أن كلام النجاشي هذا لا يضر في قيمة كتاب الإستغاثة، فقد تقدم أنه ألفه في حال الإستقامة.

قال المحدث النوري: «وهذا ظاهر لمن نظر فيه، وليس فيه مما يتعلق بالغلو والتخليط شيء، بل ومما يخالف الإمامية إلا في مسألة تحديد حد شارب الخمر بالثمانين، وكم له نظائر من أصحابنا..

بل هو في أسلوبه، ووضعه ومطالبه، من الكتب المتقنة البديعة، والكاشفة عن علو مقام فضل مؤلفه. ولذا اعتمد عليه علماء أعلام، مثل ابن شهرآشوب في مناقبه([3])، وفي معالمه إشارة إلى ذلك، كما لا يخفى على الناظر اللبيب([4])، والشيخ يونس البياضي في كتاب الصراط المستقيم([5])، بل وكلام العلامة يشير إلى أنه من الكتب المعروفة بين الإمامية، والقاضي في الصوارم المهرقة([6])، وغيرهم([7]).

وقال السيد الأمين «رحمه الله»: «كتاب الإستغاثة في مسألة الإمامة نظير كتاب «التعجب» للكراجكي»([8]).

وقال المحدث النوري أيضاً: «..وصنف كتباً في حالتي الإستقامة والإنحراف، وهذا الكتاب أي الإستغاثة من القسم الأول»([9]).

وقال الأفندي: ألف في زمان استقامة أمره كتباً عديدة على طريقة الشيعة الإمامية، منها كتاب: «الإغاثة في بدع الثلاثة» ويقال له: «كتاب الإستغاثة»([10]).

بل لقد وصف الشيخ سليمان البحراني، شيخ المحدث البحراني، كتاب الإستغاثة بأنه «لم يعمل مثله»([11]).


 

([1]) راجع: معجم رجال الحديث ج11 ص263 ورجال أبي داود ص259 ورجال المامقاني ج2 ص265 وحاوي الأقوال ج4 ص28 و29 وخاتمة المستدرك ج1 ص163 والفهرست للشيخ الطوسي 91/379 والخلاصة 233/10 ومنتهى المقال 4/336 ونقد الرجال 3/226..

([2]) رجال النجاشي 265/691 وخاتمة المستدرك ج1 ص163 عنه والخلاصة 233/10 ونقد الرجال 3/226 وراجع: روضات الجنات ج4 ص382 ورجال المامقاني ج2 ص265 وحاوي الأقوال ج4 ص 28 ومعجم رجال الحديث ج11 ص263.

([3]) المناقب ج2 ص364.

([4]) معالم العلماء 64/436.

([5]) الصراط المستقيم ج2 ص17.

([6]) الصوارم المحرقة ص20.

([7]) خاتمة المستدرك ج1 ص166.

([8]) أعيان الشيعة ج8 ص156 وفي طبعة أخرى ج12 ص187.

([9]) خاتمة المستدرك ج1 ص163.

([10]) خاتمة المستدرك ج1 ص166 ورياض العلماء ج3 ص 355 وراجع: روضات الجنات ج4 ص381.

([11]) لؤلؤة البحرين ص360 عن رسالة السلافة البهية في الترجمة الميثمية للشيخ سليمان البحراني.

 
   
 
 

موقع الميزان