صفحة : 258  

لمن كتاب الإستغاثة؟!:

بالنسبة لما ذكره بعضهم، من أن ثمة من نسب كتاب الإستغاثة إلى ميثم البحراني نقول:

قال السيد الأمين قدس الله نفسه الزكية: «وبعض نسب هذا الكتاب إلى ميثم البحراني، شارح نهج البلاغة([1]).

والمجلسي في أول البحار، وعلي بن يونس العاملي النباطي في فهرست كتاب: «الصراط المستقيم» حكما بفساد هذه النسبة»([2]).

وممن صرح بأن كتاب «الإستغاثة» للكوفي: النجاشي، والعلامة، والسروي، والكاظمي([3]) والخونساري وغيرهم..

غير أننا نقول:

لعل ثمة سقطاً من كتاب الأعيان للسيد الأمين، فإن عبارة العلامة المجلسي في أول البحار هي كما يلي: «..وكتاب شرح نهج البلاغة، وكتاب الإستغاثة في بدع الثلاثة للحكيم المدقق، العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني»([4]).

ومما يدل على أن مؤلف كتاب «الإستغاثة» هو أبو القاسم الكوفي لا البحراني أمور، هي التالية:

الأول: أن مؤلف كتاب «الإستغاثة» روى عن علي بن إبراهيم، فقال: «حدثنا بذلك علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب الخ..([5]).

فأين طبقة مؤلف الكتاب من طبقة ميثم البحراني؟!

ولذلك قال الخونساري: «كيف وأسانيد أخبار الكتاب لا تنطبق على درجته بوجه من الوجوه»([6]).

الثاني: أنه يحيل في بعض الأحيان على كتابه «الأوصياء»، وهو من تأليفات الكوفي كما صرح به النجاشي([7]).

الثالث: قال في «الإستغاثة» ما ملخصه: إن القائلين بأن الإمامة في ولد الإمام الحسين ثابتة بالنص، فإنهم يقولون:إن الأئمة من ولد علي الأكبر ابن الحسين «عليه السلام»، وهو الباقي بعد أبيه، والمقتول في كربلاء هو الأصغر منهما.

ولكن الزيدية قالوا: إن المقتول هو الأكبر.

إلى أن قال: «إن أكثر ما بينهم وبينه من الآباء في عصرنا هذا، ما بين ستة آباء أو سبعة، فذهب عنهم أو عن أكثرهم، معرفة من هم من ولده من الأخوين([8]) الخ..

وهذا منسجم مع كون مؤلف الكتاب هو الكوفي، لأن ميثم بن علي البحراني قد توفي سنة 679 هـ فلا يمكن أن يكون بين زمانه وزمان الحسين «عليه السلام» ستة أو سبعة آباء.

قال الخوانساري: «نعم، لا ينكر وجود كتاب آخر، يسمى بالإغاثة أيضاً يكون من مؤلفات ابن ميثم المذكور»([9]).


 

([1]) أعيان الشيعة ج8 ص156 وط أخرى ج12 ص187 والسلافة البهية في الترجمة الميثمية. وعن الكشكول للبحراني، وعن تكملة نقد الرجال وعنهم في الذريعة ج2 ص28 وروضات الجنات ج4 ص281 وج7 ص209 عن المجلسي، وكشف الحجب والأستار ص82 عن المجلسي في البحار، وعن الحر في أمل الآمل.

([2]) أعيان الشيعة ج8 ص156.

([3]) راجع: خاتمة المستدرك للنوري ج1 ص169 و170 و171 والبحار ج1 ص19 و37 وراجع: تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي، ترجمة علي بن الحسين الأصفر.

([4]) البحار ج1 ص19.

([5]) الإستغاثة ص29 هامش1، وخاتمة المستدرك ج1 ص169 وراجع: روضات الجنات ج4 ص281 والذريعة ج2 ص28.

([6]) روضات الجنات ج4 ص281.

([7]) الإستغاثة ص8 و22 و116 وغير ذلك، وخاتمة المستدرك ج1 ص169.

([8]) الإستغاثة ص73 (هامش ص170) وخاتمة المستدرك ج1 ص169 و170 عنه وعن تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي ج2 ص159.

([9]) روضات الجنات ج4 ص281.

 
   
 
 

موقع الميزان