صفحة :275   

الرواة عن الكوفي:

وبعد أن اعترف المعترض بتناقض كلامه حول الرواة عن الكوفي، قال: «والواقع أن الرواة عنه مجهولون. وقد ذكرنا ذلك، ولكن السيد تجاهله، ولا يعرف فيهم إلا ولده، فكأنهم بمنزلة العدم»([1]).

ونقول:

أولاً: لا يهمنا كثيراً البحث حول الرواة عن الكوفي. فإن جهد المعترض منصب على إثبات أن القول بأن البنات ربائب ينتهي إلى أبي القاسم الكوفي وأنه هو الذي اختلق هذا القول، افتراء منه..

وقد قلنا: إن كلا الأمرين غير صحيح، فإن هذا القول كان لدى السابقين على الكوفي.. كما أنه لا مجال لإثبات أن الكوفي قد اخترع شيئاً له ارتباط بالبنات من قريب أو بعيد..

ثانياً: إن الأدلة على كون البنات ربيبات لا تنحصر بمقالة الكوفي.. بل هناك روايات عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعن الزهراء «عليها السلام»، ونقل ذلك عن ابن عمر، وعروة بن الزبير، بالإضافة إلى روايات وأدلة وشواهد، ومؤيدات أخرى.. ذكرناها في كتبنا المختلفة..

ثالثاً: قول المعترض: إن الرواة عن الكوفي مجهولون، لا يعرف فيهم إلا ولده.. غير مقبول..

فقد ذكروا: أن ممن يروي عنه ابنه محمد، وأبو عمران الكرماني([2]).

رابعاً: إذا كان كتاب الكوفي قد وصل إلينا، فنحن نأخذ منه مباشرة، ولا نحتاج إلى معرفة الرواة عنه، لأننا ننقل عنه بلا واسطة..


 

([1]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص98.

([2]) كتاب الإستغاثة (المقدمة) ص11.

 
   
 
 

موقع الميزان