وقال المعترض:
«ثم إن كلمة
«ناس»
تطلق على الواحد وعلى الجماعة، ولذا كان البخاري يعبر عن أبي حنيفة:
«بعض الناس».
ونحن ندَّعي بأن هذا القول، وإن كان في الأصل بدعة
الكوفي، إلا أن له أتباعاً ومؤيدين، لأنه صاحب مذهب في التخميس.. وكل
من كان على شاكلته قائل بمقالته»([1]).
وقال:
«إتفقت الأمة على عدد بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأسمائهن،
والمتقدم منهن والمتأخر، والكبرى منهن والصغرى، فلم يشذ منهم إلا
الناس، وما الناس إلا هؤلاء الكوفي وأتباعه»([2]).
وقال:
«إتفقت الأمة على الأول، كما لم تتفق على أي من مسائل الإسلام»([3])
يريد بالأول أن السيدات بنات النبي «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة.
ونقول:
أولاً:
قد تقدم: أن هذا الكلام غير مقبول، فإنه إذا قيل «ناس» فهم منه الجماعة
منهم، ولا تطلق هذه الكلمة على الواحد..
وما ذكره عن البخاري، لا ربط له بالمقام، فإن الواحد
إنما استفيد من كلمة «بعض» التي قَيَّدَتِ الجمع، وأخرجت قسماً من
أفراده، فأصبح مجموع الكلمتين دالاً على الباقي، صالحاً للإنطباق على
الفرد، وعلى الجماعة.
على أن التعبير عن الفرد بهذا المركب الناقص. لا يختص
بالبخاري، بل هو شائع لدى جميع الناس؟
فلما اختار المعترض خصوص هذا المثال؟!
ثانياً:
من أين علم المعترض أن جميع الذين سئل الشيخ المفيد عنهم، وأنهم قائلون
بأن البنات ربائب، كانوا قائلين بالتخميس، وهو المذهب الذي صار إليه
الكوفي في أواخر عمره؟! وما هي النصوص أو الشواهد التي دلته على ذلك؟!
فلعل في أهل السنة أو الشيعة الإمامية، أو الزيدية، أو الإسماعيلية من
يقول بهذه المقالة.
ثالثاً:
من الذي قال: إن كل من قال بالتخميس،لا بد أن يقول بأن البنات ربائب؟!
فلعل بعض أو جل، أو جميع المخمسة لا يقولون بمقالة الكوفي. إلا إذا
أثبت المعترض لنا وجود ملازمة بين هذا القول، وبين التخميس.
رابعاً:
قد ذكرنا مرات كثيرة: أن القول بأن البنات ربائب سابق على الكوفي، وصرح
به في الرواية عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» والسيدة الزهراء
«عليها السلام»، وكذلك ابن عمر، وعروة ما يدل عليه، و أشار الخصيبي
المتوفى قبل وفاة الكوفي بأكثر من عشرين سنة على أحد القولين إلى وجود
قائلين بكون البنات ربائب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولكن من
قبيلة جحش، فدلنا ذلك على أن الخصيبي ينقل ذلك عن غير الكوفي، وذلك
للإختلاف في الخصوصيات المنقولة كما هو واضح، هذا فضلاً عن البلاذري،
وغيره.
خامساً:
قد اتفقت الأمة على عدد ركعات صلاة الصبح، وعلى حرمة الزنا، وقتل النفس
المحترمة، و.. و.. فهل اتفاق الأمة على البنات بهذا المستوى؟!
([1])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص97.
([2])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص 103.
([3])
بنات النبي
«صلى الله عليه
وآله»
لا ربائبه ص 103.
|