الفصل الخامس
هل من مزيد؟!
بـدايـة:
إننا على يقين: من أن القارئ الكريم قد أصبح يملك حصيلة
كبيرة يستطيع من خلالها الحكم على أفكار هذا البعض ومقولاته. ويعرف إن
كان يستطيع أن يتبنى أي شيء من هذه المقولات أو لا يستطيع..
كما أن عليه أن يعرف أنه هو المسؤول عند الله في هذه
الأمور، ولا بد له من أن يأتي بالإجابة الصحيحة والصريحة أمام علام
الغيوب، وأن يقدم العذر المقنع والمقبول عن أي موقف يتخذه.. ولكي نكون
قد قمنا بواجبنا لجهة إتمام الحجة، فإننا نقدم في هذا الفصل بعضاً آخر
من مقولات ذلك البعض، فنقول:
727 ـ شهيدة بمعنى شاهدة على الناس لا مقتولة..
يقول البعض:
«ورد في الحديث عن الإمام موسى الكاظم «عليه السلام»:
«إن فاطمة صدّيقة شهيدة»..([1]).
إننا نستوحي من هذا الحديث الشريف: أن سيدتنا فاطمة
الزهراء «عليها السلام» وصلت إلى مقام الصديقين الذين يعيشون الصدق مع
النفس ومع الله ومع الناس من حولهم، وقد عرفت أنها كانت الأصدق بعد
أبيها كما روت عائشة.
ونستوحي منه أيضاً: أنها وصلت إلى مقام الشهداء الذين
يشهدون على الأمة يوم القيامة، كما هو شأن الأنبياء الذين اصطفاهم الله
سبحانه واختارهم لمقام الشهادة.
إنّ ضم كلمة «الشهيدة» إلى كلمة «الصديقة» هو الذي يوحي
لنا بهذا التفسير لكلمة الشهيدة، لأنه يلتقي مع الإشارة القرآنية لذلك
في قوله تعالى ﴿وَمَنْ
يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾([2]).
وقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ
نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ..﴾([3]).
وغيرها من الآيات القرآنية التي تتحدث عن مقام الشهادة على الأمة.
ولا ريب أن موقع الشهادة على الأمة هو أعظم من موقع
الشهادة بمعنى القتل في سبيل الله، لأن الشهادة بالمعنى الأول هي صفة
الله سبحانه ﴿أَوَلَمْ
يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾([4]).
وهي أيضاً صفة أنبياء الله ﴿فَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى
هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾([5]).
وعندما يختار الله أحداً للاصطفاء ولمقام الشهادة، كما
اختار سيدتنا الزهراء «عليها السلام» لذلك، فإن هذا الاصطفاء لا ينطلق
من فراغ، بل هو ينطلق من الخصائص التي تحبّب هؤلاء إلى الله، وتجعلهم
في مستوى حمل الرسالة، وتجسيد قيمها في الحياة»([6]).
إن هذا الذي ذكره هذا البعض، والذي أراد من ورائه إنكار
استشهاد الزهراء، يحتاج لإيضاح مغازيه ومراميه إلى مجال آخر..
ولكننا نقتصر هنا على النقاط التالية:
1 ـ قال ابن الأثير: إن كلمة «شهيد» و «شهيدة» في
الأصل: «من قتل مجاهداً في سبيل الله، ويجمع على شهداء، ثم اتسع فيه
فاطلق على من سّماه النبي «صلى الله عليه وآله» من المبطون، والغرق،
والحرق»([7]).
وقال الزبيدي: «الشهيد في الشرع القتيل في سبيل الله»([8]).
واستعمال هذه الكلمة في غير هذا المعنى.. يقترن
بالقرينة التي تعين وتبين.. فقد تكون القرينة هي اقترانها بكلمة (على
كذا) كقوله: ﴿شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ﴾([9]).
أو ﴿عَلَيْهِمْ
شَهِيدًا﴾([10]).
وقد تكون القرينة غير ذلك..
2 ـ ولأجل ما ذكرناه آنفاً احتاج هذا البعض إلى تلمس
القرينة الدالة على ذلك، وهي ضم كلمة الشهيدة إلى كلمة الصديقة،
استناداً إلى آية:
﴿وَمَنْ
يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ﴾
([11]).
ولا ندري كيف أصبحت هذه الآية إشارة إلى ان المراد
بكلمة «شهيدة» في الرواية هو الشهادة على الناس، كما هو شأن الأنبياء
الذين اصطفاهم الله، واختارهم لمقام الشهادة؟! ولماذا لا يكون المراد
هو الشهداء بمعنى الذين يقتلون في سبيل الله؟!.. فإن كلمة «الشهداء» قد
اقترنت مع كلمة «النبيين، والصديقين، والصالحين»، فليس المراد بها
الأنبياء الذين يشهدون، ولا الصالحون الذين يشهدون، بل هي إلى إرادة
المقتولين في سبيل الله أقرب، وبهم أنسب.
3 ـ
وحتى لو غضضنا النظر عن ذلك، فإن جزمه ويقينه بأن
المراد بالآية هو مقام الشهادة على الناس بلا جهة، لأن إرادة هذا
المعنى من آية أخرى لا يعني أنه هو المراد في هذه الآية وفي تلك
الرواية أيضاً..
4 ـ
على أن هذا البعض يشترط في مثل هذه الأمور الدليل
المفيد لليقين، فأين هو هذا الدليل الذي أفاده اليقين بإرادة الشهادة
على الناس يوم القيامة؟..
5 ـ
أما بالنسبة
للآية الثانية التي استشهد بها وهي قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ
نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾
([12]).
فإن الاستشهاد بها أغرب وأعجب، وذلك، لأنها تحمل في
داخلها قرينة صريحة على أن المراد بها الشهادة على الناس. وهي قوله: ﴿عَلَيْهِمْ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾.
إذن.. فما معنى جعلها شاهداً ودليلاً على إرادة الشهادة
على الناس في مورد آخر، مع أن هذا المورد الآخر ليس فيه هذه القرينة
الصريحة؟! ويكون تجرده عن القرينة داعياً إلى حمله على ارادة المعنى
الأصلي، وهو الشهادة بمعنى القتل في سبيل الله.
6 ـ إنه
إذا كان ما ذكر في القرآن من آيات تتحدث عن مقام الشهادة على الأمة
قرائن على المراد من كلمة: «إن فاطمة صدّيقة شهيدة»، فلماذا لا يكون ما
جرى على الزهراء، من ضرب وقهر، وإسقاط جنين، واعتلال، ومرض مستمر وكسر
ضلع، وبقاء آثار الضرب إلى حين الوفاة، حتى إن في عضدها كمثل الدملج..
نعم.. لماذا لا يكون ذلك كله قرينة على إرادة المقتولة ظلماً من كلمة
«الشهيدة»؟!
ولماذا لا تكون كل الأحاديث التي تتحدث عن الشهادة
بمعنى القتل في سبيل الله، حتى لقد أصبحت هي المقصودة في العرف الشرعي،
قرينة على إرادة خصوص هذا المعنى دون غيره؟!
7 ـ إن
كون موقع الشهادة على الأمة أعظم من موقع الشهادة بمعنى القتل، لا يعني
عدم حصول القتل أيضاً، ولا يعني ذلك: أن لا يتحدث النبي والأئمة عن
الاستشهاد بهذا المعنى.
8 ـ
إن الحديث عن مقام الاستشهاد بمعنى القتل قد ورد في ما
يرتبط بالإمام الحسين «عليه السلام» أيضاً. مع ان الحسين«عليه السلام»
شاهد على الأمة في يوم القيامة، كما أنه شهيد مقتول في سبيل الله..
فلماذا لا يصرف الأحاديث التي تحدثت عن قتله شهيداً عن معناها ليصبح
المراد بها الشهادة على الناس ويجعل الآيات المذكورة شاهداً على ذلك؟!
9 ـ
إن الحديث عن استشهادهم «عليهم السلام» مقتولين. هو
حاجة للأمة تماماً كما هو الحديث عن مقام شهادتهم على الناس.. بل ربما
يكون هذا الحديث هو الأهم بالنسبة للناس الذين يفهمون الأمور من خلال
تجسدها في وجدانهم، وتأثيرها في مشاعرهم.
ولأجل ذلك:
كان التأكيد على مصيبة كربلاء، وإثارتها من خلال
المأساة والشهادة.. وكان لا بد من الاستمرار على ذلك مر الدهور
والعصور.
10 ـ
لا ندري إن كان القارئ قد أدرك أمراً لم يزل يثير لدينا
أكثر من سؤال، وهو أننا نجد البعض لا يهتم بمناقشة ما عند الآخرين من
أفكار، ومن توجهات.. بل هو يتغاضى عن ذلك بصورة باتت تلفت النظر.. بل
إنه ربما يقف بطريقة أو بأخرى موقف التأييد والتسديد..
أما فيما يرتبط بمذهب أهل البيت وبمفرداته، ورموزه،
وشعائره، وعلمائه وأعلامه، فإننا نشعر: أنه يكاد يكون شغله الشاغل هو
البحث عن نقاط يزعم هذا البعض أنها نقاط ضعف، ويجهد لتلمس المسارب
والمهارب للتخلص منها، أو على الأقل زعزعة الثقة بها، ووضعها في دائرة
الشبهة، وإثارة الريب فيها. ولعل هذا الكتاب بجميع فصوله يصلح لأن يكون
شاهداً على ما نقول:
وقد كنا ولا زلنا نرغب بأن تسير الأمور في غير هذا
الاتجاه.. ولكن ليس باليد حيلة، وليس أمر ذلك بيدنا، فإنا لله وإنا
إليه راجعون.
728 ـ قضية الزهراء مع أبي بكر وعمر قد انتهت في حينها.
729 ـ الزهراء رضيت على أبي بكر وعمر حين استرضياها.
ويقول البعض:
«إن القضية قد انتهت في حينها، فإنها «صلوات الله
عليها» قد رضيت على أبي بكر وعمر، حينما استرضياها قبل وفاتها».
إننا نشير هنا إلى ما يلي:
1 ـ
إن إصرار الزهراء «عليها السلام» على أن تدفن ليلاً،
ولا يحضر هؤلاء جنازتها، دليل على أن القضية لم تنته في حينها..
وقد صرح البخاري وغيره:
أن الزهراء ماتت مهاجرة لأبي بكر.. كما أن خفاء موضع
قبرها إلى يومنا هذا يبقى هو الشاهد الحي على أن الزهراء لم ترض عنهما
حينما جاءا لاسترضائها..
إذ من غير المعقول..
أن ترضى عنهما، ثم تمنعهما من حضور جنازتها. وتمنعهما
حتى من معرفة قبرها خوفاً من أن يتظاهرا بالحزن عليها، حينما يأتيان
إلى قبرها، ويظهران التفجع والأسى عليها أمام الناس. فأرادت «عليها
السلام» أن تفوت عليهما حتى فرصة الشائعة بأنها قد رضيت عنهما.. أو حتى
أن يتمكنا من إظهار الحزن عليها بعد وفاتها.
2 ـ
إن هناك روايات تصرح بأنها لم ترض عنهما حينما جاءا
لاسترضائها.. بل قررتهما فأقرا بما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم في حقها، بأن من آذاها فقد آذاه، ثم أخبرتهما أنها لا ترضى عنهما
حتى تلقى اباها رسول الله، فتخبره بأفاعيلهما، ويكون هو الحكم بينها
وبينهما.
وقد روي هذا المعنى في كتب الشيعة والسنة على حد سواء
فراجع([13]).
وأما رواية بعض محبي أولئك القوم ـ وهو الشعبي ـ: أنها
رضيت عنهما، فيكذبها ما رواه البخاري بأنها ماتت وهي مهاجرة لهما..
وكذلك سائر الروايات الاخرى، بالإضافة إلى أنها رواية موقوفة لا مجال
للاعتماد على سندها([14]).
3 ـ إن مما لا شك فيه:
أنه لم يكن في مصلحة القوم أن يظهر للناس أن السيدة
الزهراء «عليها السلام» كانت غاضبة عليهما، لأن ذلك معناه أن يراهما
الناس في جملة من آذى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأغضبه. فكان من
الطبيعي أن يسعيا لاسترضائها. ولكنهما لم يقدما أي تنازل، ولم يتراجعا
عن أي شيء مما اقترفاه في حقها.
إنها مجرد توبة صورية هي بمثابة السخرية بالطرف الآخر،
والاستخفاف بعقله.. وهي ستكون أوجع للقلب، وأقبح من ذنب.
فهما لم يرجعا فدكاً، ولا غيرها مما اغتصباه من إرث
رسول الله «صلى الله عليه وآله» وغيره، ولم يقرا بجريمتهما النكراء في
حق الله والأمة باغتصابهما الخلافة من صاحبها الشرعي.
ولم يظهرا الاستعداد لتقديم من ارتكب جريمة هتك حرمة
بيتها، وجريمة ضربها، ومن قتل ولدها محسنا، وأحرق بابها، وكسر ضلعها،
للقصاص، أو للاقتصاص منه.. فلم يعاقب أبو بكر قنفذاً، ولا المغيرة، ولا
عمر بن الخطاب، ولا غيرهم ممن هتك حرمة بيتها، ولا حاول حتى أن يلومهم،
أو يظهر العبوس في وجوههم، بل كان هو الراعي والحامي لهم، والمدافع
عنهم، وقد أشار علي «عليه السلام» إلى أنه كان راضياً بفعلهم أيضاً.
فراجع ما رواه المفيد في أماليه حول هذا الموضوع وراجع غير ذلك من
مصادر عدّة.
وكذلك لم يظهر من قال لرسول الله «صلى الله عليه وآله»:
إن النبي ليهجر.. أي ندامة على قوله، فضلاً عن إظهار الاستعداد للتكفير
عن هذا القول الشنيع..
بل كان الذين فعلوا ذلك وسواه هم أركان الحكم وأعوانه،
وكانت سيوفهم مسلولة على كل من يعترض أو يشكو..
كما أنهم إلى آخر لحظات حياتها لم يسمحوا لها حتى
بالبكاء على مصائبها، وما ألم بها بعد وفاة أبيها.
بل إنهم قد كافأوا من أساء إليها، وهي الصديقة الطاهرة
المعصومة، بإعفائهم من أي إجراء كانوا يتخذونه تجاه الآخرين، فولوهم
الولايات وأعطوهم المناصب، ولم يشاطروا حتى قنفذاً في أمواله التي
كدسها في ولاياته لهم. وكان ذلك منهم كما روي عن أمير المؤمنين «عليه
السلام» مكافأة له على ما صنعه بسيدة نساء العالمين.
بل إنني أكاد أجزم أن لو حاولت الزهراء استعادة ما
اغتصبوه منها، فإنهم سوف يضربونها من جديد، ربما اشد من ضربهم السابق
لها، فقد اصبحوا يشعرون بالهيمنة والسيطرة وبالقوة. هذا إن لم نقل:
إنهم سوف يصدرون عليها حكمهم بالقتل بصورة علنية وظاهرة.
4 ـ
إن استرضاء الزهراء على النحو الذي أسلفناه، ثم رضاها ـ
لو أنها رضيت ـ سوف يفهمه الناس على أن المسألة قد كانت مسألة حنق
شخصي، دون أن يكون للزهراء أي حق فيما كانت تدعيه.. بل كان الحق كله
لهما، وهي الظالمة والمعتدية، والطالبة لما ليس لها حق فيه.
ويصبح ضربها من قبلهم مجرد تسرّع هي التي استدرجتهم
إليه، وحملتهم عليه، حيث فرضت عليهم أجواء ظالمة، دفعتهم لبذل المحاولة
لحفظ الحق.. ولربما يكون تسرّع الزهراء، وإثارتها لهم في كلماتها، أو
بغير ذلك هو الذي أثار حفيظتهم، وأخرجهم عن خط التوازن والاعتدال.
إذن..
فما على الزهراء إلا أن تسمح وتسامح، وذلك هو ما تفرضه
تعاليم الدين، وتقتضيه القيم الأخلاقية والإنسانية في حالات كهذه، بل
إن طلبهما المسامحة لم يكن لأجل ذنب اقترفاه، بل كان كرم أخلاق منهما،
وتواضعاً وأريحية..
وبذلك تكون «عليها السلام» قد أعطت صك الشرعية للعدوان،
ولاغتصاب الحق، والاستئثار بإرث الرسول، وتكون هي وعلي «عليهما السلام»
مصدر الخطأ، والتقصير، والعدوان..
نعم.. إن ذلك قد يكون هو أو بعض ما كانا يرميان إليه من
محاولتهما استرضاءها «عليها السلام».
ولكن إصرارها على عدم قبولهما، ورفضها حضورهما جنازتها،
وعدم تعريفهما حتى بموقع قبرها. قد احبط خطتهما هذه. وأفهمت كل أحد،
إلى يوم القيامة: أن القضية لم تكن شخصية، وإنما هي قضية الإسلام كله..
ولا تملك هي أي حق في التفريط في هذه القضية، ولذلك فإنها قد قامت
بواجبها في هذا المجال، على افضل وجه، وأتمه وأكمله..
730 ـ قبر الزهراء قد عرف الآن.
إن هذا البعض حين تحدث في ذلك المجتمع النسائي في مسجد
بئر العبد، وأطلق تشكيكاته، ومقولاته حول الزهراء.. تلك المقولات التي
كانت سبباً في انكشاف أمور كثيرة، سألته إحدى النساء، في تلك المناسبة
بالذات السؤال التالي:
لماذا أصرت الزهراء على أن يبقى قبرها غير معروف، مع
أنها كانت قمة في التسامح؟!
فأجاب:
«كانت المسألة احتجاجية.. وقد عرف قبرها بعد ذلك».
1 ـ
إننا بالنسبة لقوله: «إن قبرها «عليها السلام» قد عرف».
الآن نطلب منه: أن يدلنا عليه، ويقول لنا: هذا هو
قبرها «عليها السلام» بالتحديد..
2 ـ
ليته إلى جانب ذلك يدلنا على الأدلة القاطعة التي استند
إليها في تحديده لموضع القبر، والتي قطعت عنده كل شك وشبهة.
3 ـ
إنه لا بد أن تكون الأدلة على هذا الأمر ـ حسب قرار هذا
البعض ـ أدلة توجب اليقين والقطع، ولا يكفي فيه أخبار الآحاد، بل لا بد
من التواتر، أو الخبر المحفوف بالقرينة القطعية، كما يقول..
4 ـ
كيف نجمع بين قوله:
«إن الزهراء أصرت على إبقاء قبرها غير معروف؟! مع أنها
كانت قمة في التسامح، من أجل ان المسألة كانت احتجاجية..».
وبين قوله: «إن أبا بكر وعمر قد جاءا لاسترضائها قبل
وفاتها، فرضيت عنهما».
([1])
الكافي ج1 ص458 رواية 2.
([2])
الآية 69 من سورة النساء.
([3])
الآية 89 من سورة النحل.
([4])
الآية 53 من سورة فصلت.
([5])
الآية 41 من سورة النساء.
([6])
الزهراء القدوة ص183 و 184 وبيان الحق ص35 وشريط مسجل بصوته في
مكة بتاريخ 6/12/1418. وشريط آخر مسجل بصوته بتاريخ 1/10/1998.
([7])
تاج العروس ج2 ص391 والنهاية لابن الأثير ج2 ص513.
([8])
تاج العروس ج2 ص391.
([9])
الآية 78 من سورة الحج.
([10])
الآية 159 من سورة النساء.
([11])
الآية 69 من سورة النساء.
([12])
الآية 89 من سورة النحل.
([13])
راجع: كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ج2 ص869 وجلاء
العيون ج1 ص212 و 213 وراجع: بحار الأنوار ج43 ص197 و 203 و
170 و 171 و ج28 ص357 وج36 ص308 وج78 ص254 وعلل الشرايع ج1
ص186 و 187 و 189 والإمامة والسياسة ج1 ص14 و 15 وعوالم العلوم
ج11 ص411 و 445 و 498 و 499 و 500 وكفاية الأثر ص64 و 65
والبرهان (تفسير) ج3 ص65 والشافي ج4 ص213 والجامع الصغير
للمناوي ج2 ص122 والرسائل الاعتقادية ص448 ومرآة العقول ج5
ص323 و 322 وضياء العالمين (مخطوط) ج2 ق3 ص85 ـ 87 وأهل البيت
لتوفيق أبي علم ص168 و 169 و 174.
([14])
راجع: دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص281 وبقية المصادر في مأساة
الزهراء ج1 ص239.
|