صفحة : 189-226  

الفصل الأول

علي.. ومناوئوه..

1000 ـ فكرة (التفضيل) إتعاب للفكر وإرضاء للزّهو.

1001 ـ التفضيل ليس جزءا من العقيدة ولا من الخط.

والله سبحانه يقول: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ([1])..       

لكن البعض يقول:

«فكرة تفضيل نبي على آخر، أو تفضيل إمام على نبي، كما قد يثار ذلك لدى بعض الفرقاء، أو فيما يثار من تفضيل فاطمة الزهراء «عليها السلام» على مريم، أو العكس، فإن هذا حديث لا يجني الخائض فيه أية فائدة على مستوى الدين أو الدنيا سوى إتعاب الفكر، أو إرضاء الزهو الذاتي..»([2]).

   ويقول:

«هذه الأمور ليست جزءا من العقيدة، وليست جزءا من الخط»([3]).

وقفة قصيرة:

إن النبي «صلى الله عليه وآله» والأئمة «عليهم السلام» هم الذين تحدّثوا عن تفضيل أناس على غيرهم، وكذلك القرآن حين قال: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ([4])، فهل كان ذلك إتعاباً للفكر، وإرضاءً للزهو الذاتي؟!

   وإذا لم نستطع فهم فوائد بعض الأمور، فهل يجوز لنا أن نبادر إلى التشكيك فيها، وتسخيفها، وردّها بهذه الطريقة؟!

1002 ـ (حديث الكساء المتواتر)، في سنده مناقشة!!

سئل عن حديث الكساء الذي يفسر آية التطهير، فجاء السؤال والجواب كما يلي:

س: ما صحة رواية أهل الكساء؟!

   ج: «الرواية مشهورة، ولكن بعض العلماء يناقش في سندها، باعتبار أن بعض رجال السند ضعاف»([5]).

مع أن حديث الكساء متواتر وليس مشهوراً فقط، وهذا مما لا يخفى على أحد من العلماء، ولا معنى لأن يبحث في سند الحديث المتواتر، أما المشهور فإن للبحث في سنده مجالاً.

   1003 ـ علي «عليه السلام» يشرب الخمر.

ولا نريد أن نتهم البعض بما هو بريء منه، ولكننا نقف متحيرين حين تتناهى إلى مسامعنا أخبار متضاربة حول اعتذاراته عن ذكر رواية في تفسير له، تنسب إلى علي «عليه السلام» شرب الخمر. ونكتفي هنا بتسجيل واحدة من تلك الأعذار حيث سأله أحدهم:

س: نسب البعض اليكم بأنكم تقولون: بأن آية: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى([6])، نزلت في الإمام علي «عليه السلام».

   ج: «ناقشنا هذه المقولة الباطلة والمفتراة علينا اكثر من مرة. والذي صف حروف التفسير للطبعة الجديدة لم يصف مناقشتنا لهذه المقولة، خيانة منه وكيدا وحسابه على الله سبحانه».

(هذه العبارات في أجوبته على أسئلة قدمت إليه وموقعة ومختومة بختمه بتاريخ 16/ج2/1410 هـ. ق).

ومرة أخرى قيل له:

روي عنكم أنكم ذكرتم في حلقات التفسير، رواية يرويها إخواننا من أهل السنة في أن الإمام علي «عليه السلام» كان يشرب، بدون أي تعليق من جنابكم أي أنه ذكرها في تفسيره ـ بعنوان أنها سبب نزول آية: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى﴾، ولم يعلق عليها..

فأجاب:

«لم تذكر في تفسير «من وحي القرآن» الرواية المذكورة.

وثانياً: فإن هذا الكلام قد دس في الطبعة الجديدة من قبل من كان يتولى صف الأحرف. وعندما يرى تفسير «من وحي القرآن»، في طبعته الجديدة، فسوف ترون فيه مناقشة علمية من جميع الجهات حول هذه الرواية»([7]).

1004 ـ إعتراض عمر على النبي «صلى الله عليه وآله» في الحديبية كان وعي الصحابة!!

1005 ـ عدالة الصحابة.

1006 ـ نفي جرأة أحد على النبي «صلى الله عليه وآله».

1007 ـ لا سلبية من الصحابة تجاه النبي «صلى الله عليه وآله».

ومما يدل على نظرته إلى الصحابة قوله:

«نلاحظ: أن ليس هناك في التاريخ شخصية اتفق عليها المسلمون كشخصية النبي «صلى الله عليه وآله». ولم يحدث هناك أية سلبية حيال النبي في كل واقع الإسلام»([8]).

والملفت للنظر: أن هذا النص بعينه قد ذكر في كتاب الندوة ج2 ص376، لكن فقرة:

ولم يحدث هناك أيّة حالة سلبية تجاه النبي في كل واقع الإسلام، قد حذفت، مع أن هذه الفقرة قد ذكرها في سياق حديثه عن التحريف وإدانته علما أن كتاب الندوة إنما هو عبارة عن مجموع المحاضرات التي ألقيت في دمشق وطبعت في نشرة فكر وثقافة كما هو واضح لمن راجع هذا الكتاب.

   مع أن بعض الصحابة قد نفروا الناقة برسول الله «صلى الله عليه وآله» ليلة العقبة ورفضوا تجهيز جيش أسامة، وقال بعضهم عنه «صلى الله عليه وآله»: إن النبي ليهجر!!

والكل يعلم ماذا جرى له «صلى الله عليه وآله» مع بعضهم في يوم الحديبية.

وإن كان هذا البعض قد اعتبر اعتراض من اعترض على النبي «صلى الله عليه وآله» مظهرا عدم تسليمه لما يقرره الرسول «صلى الله عليه وآله» وعن شكه في صوابية تصرفاته «صلى الله عليه وآله» ـاعتبر البعض ذلك ـ وعي الصحابة!!

   مع أن من اعترض معروف ومحدد، ولا يمكن نسبة ما صدر عنه إلى الصحابة، كما لا يمكن اعتبار ذلك وعيا!!

   يقول ذلك البعض:

«لا يمكن لأية قيادة إسلامية أن تقدم التنازلات للأعداء، حتى إن ذلك كان وعي الصحابة في عهد الرسالة، عندما كان النبي يقدم التنازلات التكتيكية لمصلحة الخطة الإستراتيجية، فإن المسلمين كانوا يقفون ويقولون: إننا لا نعطي الدنية في ديننا. وإننا كنا لا نتنازل لهم قبل الإسلام، فكيف نتنازل لهم بعد أن أعزنا الله بالإسلام»([9]).

1008 ـ هل تواعد أبو بكر مع النبي «صلى الله عليه وآله» على الخروج معاً ليلة الهجرة؟!

1009 ـ أبو بكر خشي على نفسه وعلى النبي.

1010 ـ النبي يقول لأخيه ابي بكر: لا تحزن إن الله معنا..

1011 ـ كان الإهتزاز الروحي والفكري والعملي لأبي بكر في البلاء والمحنة فثبته النبي «صلى الله عليه وآله».

يقول البعض:

«..﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ﴾ إن امتنعتم عن نصره، فإن الله لا يعجز عن ذلك، كما فعل ليلة الهجرة ﴿فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ﴾ وخلصه من أيدي قريش التي أطبقت على بيته وانتظرت الصباح لتهجم عليه ﴿إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من موطنه ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ﴾ فقد كان معه أبو بكر الذي تواعد وإياه على الخروج معاً حتى دخلا الغار، وأقبلت قريش حتى وقفت على بابه، وبدأ الحوار فيما بينهم، بين قائل يحثهم على الدخول، وقائل يدفعهم إلى الرجوع».

 ويقول:

«واشتد الضغط على مشاعر أبي بكر الذي كان يخشى من الموقف على نفسه، وعلى النبي «صلى الله عليه وآله» ﴿إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾ يتحاوران، فيتحدث أبو بكر عن أجواء الخوف المدمر، ولكن النبي كان يعيش آفاق النصرة التي وعد الله بها، والله لا يخلف وعده، فكان يشجع أبا بكر على الثبات في الموقف، وعلى الإطمئنان لنصر الله ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا([10]).

فلو كان الناس بأجمعهم مع الإنسان وكان الله ضده، لم ينفعه ذلك شيئاً، ولو كان الله معه وكان الناس ضده لم يضره ذلك شيئاً، لأن الله هو الذي يملك القوة كلها، فلا قوة لأحد إلا من خلال ما أعطاه، فهو الذي يملك من الإنسان ما لا يملكه الإنسان من نفسه، فإذا أراد رعاية عبد من عباده، برحمته وقوته ولطفه، فإنه يأخذ بكل أسباب القوة من خلال الله، وتلك هي الأجواء الروحية التي تطوف بالإنسان في ملكوت الله عندما تشتد عليه الأهوال، وتضيق عليه السبل، وتكثر حوله التحديات، ويهجم عليه أهل البغي والطغيان، فإذا أحس من نفسه ضعفاً أمام ذلك كله، وشعر بالحزن يزحف إلى قلبه، وبالخوف يسيطر على روحه، رجع إلى الله في روحية العبد الخاشع، وذهنية الإنسان الملتجئ إليه المعتصم به، فعاش معه ابتهالاته ودعواته وروحية الصلاة في ضميره، فإذا بالضعف يتبدل إلى القوة، وبالخوف يتحول إلى شعور بالأمن، وبالحزن ينطلق إلى الفرح الروحي، ليوحي لنفسه بأن الله معه، ليثبت أمام الزلزال، وليقول لإخوانه الذين يعيشون الإهتزاز الروحي والفكري والعملي أمام عواصف المحنة والبلاء: لا تحزنوا إن الله معنا»([11]).

 وقفة قصيرة:

ونقول:

1 ـ إن دعوى وجود تواعد فيما بين النبي «صلى الله عليه وآله» وبين أبي بكر على الهجرة معاً.. يقابلها نصوص تقول: إنه «صلى الله عليه وآله» قد لقي أبا بكر على طريق المصادفة.. فطلب منه أبو بكر مرافقته، فلم يرفض النبي «صلى الله عليه وآله» ذلك..

بل إن ثمة نصّاً آخر يقول: إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أخذه معه ليتلافى بذلك بعض السلبيات المحتملة، ولسنا هنا بصدد تحقيق ذلك.

2 ـ ثم هو يسجل خبراً يحكي لنا فيه حقيقة مشاعر أبي بكر، حيث قرر أن الضغط قد اشتد على مشاعره لأنه كان يخشى من الموقف على نفسه وعلى النبي «صلى الله عليه وآله».

وقد كنا نتوقع أن يذكر لنا النصوص التي أثبتت له هذه الحقيقة التي تدخل في دائرة المشاعر الخفية بشقيها: أعني خوف أبي بكر على نفسه أولاً، ثم خوفه على النبي «صلى الله عليه وآله» ثانياً، حتى استطاع هذا البعض أن يقدمها كحدث صادر وواقع.. وهو الذي يشترط اليقين في الأخذ بالأخبار في قضايا التاريخ، وفي الأخبار عن حالات الأشخاص، وغير ذلك.

فكيف بما يدخل في دائرة المشاعر والأحاسيس؟!.

3 ـ ولا ندري كيف عرف أن أبا بكر قد عاش الإهتزاز الروحي والعملي والفكري.. مع أن هناك من يقول: إن حزن هذا الرجل لم يكن مبرراً بدرجة يقينية.. خاصة إذا فرضنا أن حزنه كان على النبي «صلى الله عليه وآله».. فإن ما رآه من الآيات من شأنه أن يمنحه اليقين برعاية الله سبحانه لنبيه «صلى الله عليه وآله».

فقد رأى العنكبوت قد نسجت على باب الغار!!.. ورأى حمامة وحشية تبيض على باب الغار، وتجلس لاحتضان بيضها، ورأى شجرة تنبت ـ لساعتها ـ كل ذلك على باب الغار..

على أن الله حين أنزل السكينة، فإنما أنزلها على رسوله، ولم ينزلها على ذلك الذي عاش الإهتزاز الروحي والفكري والعملي أمام عواصف المحنة والبلاء على حد تعبير هذا البعض.. ولا ندري السبب في هذا الاستثناء له وقد أنزل سكينته على رسوله «صلى الله عليه وآله»، وعلى المؤمنين في موقف حرج آخر.. فما بال هذه السكينة لا تنزل على (إخوان رسول الله) وهم يواجهون عواصف المحنة والبلاء ـ على حد تعابير هذا الرجل ـ ألاّّتحزنوا إن الله معنا.

4 ـ على أن الآية الشريفة لم تتحدث عن خوف أبي بكر، وإنما تحدثت عن حزنه، والخوف إنما يكون من أمر داهم في المستقبل والحزن إنما يكون على ما فاته.. فما هو الشيء الذي ضاع من أبي بكر، فأوجب حزنه يا ترى!!

1012 ـ الخلفاء الراشدون حاولوا اقتفاء أثر الرسول في كل أمور الدولة.

1013 ـ الخلفاء عملوا على استلهام القرآن في كل أمور الدولة.

ويقول البعض:

«..الأمر الثاني الذي نستدل به على وجود الدولة هو تطبيق النبي هذه الآليات القانونية في إطار المساحة التي كانت تحتلها الدولة في تلك المرحلة وفي تلك الظروف.. وعندما جاء الخلفاء الراشدون من بعده لم ينطلقوا من فراغ، وإنما حاولوا أن يقتفوا أثر الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وعملوا على استلهام الكتاب في كل ما كان يعرض عليهم من أمور الدولة..»([12]).

وقفة قصيرة:

إن تعليقنا على ما ذكره هذا البعض سوف يقتصر على ما يلي:

1 ـ إن هذا الذي قاله وبهذه الشمولية والدقة يحتاج ـ حسبما قرره نفس هذا البعض ـ إلى إثبات قطعي، ولا يكفي فيه مطلق ما هو حجة.. لأنه أمر تاريخي، يحتاج إلى القطع واليقين كما يقول..

2 ـ إن هذا البعض إنما كان يجيب على سؤال: أن المشروع في الصدر الأول لم يكن يهدف إلى إقامة دولة إسلامية.. ولم يكن بحاجة إلى الاستطراد في حديثه إلى إطلاق هذا الحكم الجازم والعام فيما يرتبط بسياسات من عدا الرسول صلى الله عليه وآله.

3 ـ إن قضية فدك، ترتبط ـ ولا شك ـ بسياسات الدولة، كما أن ما جرى على الزهراء، وتهديدها بإحراق بيتها، وإحراق الباب وإسقاط جنينها وضربها، واقتحام بيتها ـ إن كل ذلك ولا شك يرتبط بأمور الدولة وممارسات أركانها في مقام تثبيت دعائمها، وتشييد أركانها. فهل كانوا في ذلك كله يحاولون اقتفاء أثر الرسول «صلى الله عليه وآله»، ويعملون على استلهام الكتاب العزيز، ولم ينطلقوا من فراغ؟!

وبعد ذلك، فهل كان قتل مالك بن نويرة، والبناء بزوجته ليلة قتله، وجعل رأسه أثفية للقدر في عمل طبخ الطعام، وحماية أبي بكر لخالد، الذي فعل ذلك كله.. هل كل ذلك كان اقتفاء لأثر الرسول واستلهاماً لكتاب الله، ولم ينطلقوا من فراغ؟!.

ومع غض النظر عن ذلك كله.. هل كان حرق الفجاءة.. ومنعهم كتابة ورواية حديث رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وحبس كبار الصحابة في المدينة، وإعطاء خمس أفريقية لمروان.. وضربهم من يسأل عن معنى آية قرآنية، والتنكيل بنصر بن حجاج..

وهل كان التمييز في العطاء على أساس قبلي وعرقي.. وتولية الفساق الذين يشربون الخمر، ويصلون بالناس في مسجد الكوفة بالعراق وهم سكارى، والذين يعتبرون سواد العراق بستاناً لقريش.. ويعلنون الحرب على مخالفيهم بعنوان حرب الردة والمنع من حيّ على خير العمل.. وغير ذلك مما يتعذر علينا إحصاؤه الآن، ويكفي مراجعة كتاب الغدير للعلامة الأميني «رحمه الله» للوقوف على بعض من ذلك.

هل كان ذلك كله اقتفاء منهم لأثر الرسول «صلى الله عليه وآله»، واستلهاماً لكتاب الله.. ولم ينطلقوا من فراغ؟!

ولماذا إذن هب الصحابة وغيرهم في وجه عثمان حتى قتلوه؟!

ولعل هذا البعض ـ الذي نتوقع منه أن يصر على مقولاته هذه سوف يعتذر عن هؤلاء بأنهم قد تأوّلوا فأخطأوا. وبذلك ينالون المثوبة على كل ما فعلوه مما ذكرناه آنفاً ومما لم نذكره.. ولا نملك والحالة هذه إلا أن نقول:

 إنا لله وإنا إليه راجعون. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

1014 ـ الثابتون مع الرسول يوم أحد سوى علي.

1015 ـ دافع الثابتون عن النبي دفاع المستميت.

1016 ـ كسرت رباعية النبي «صلى الله عليه وآله».

 يقول هذا البعض وهو يتحدث عن حرب أحد:

   «..فدارت الدائرة على المسلمين حتى تعرضت حياة الرسول «صلى الله عليه وآله» للخطر فأصابته حجارة من المشركين فكُسرت رباعيته وشُجّ وجهه وجرحت جبهته ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجهه.. وفر المسلمون عنه، ولم يبق معه إلا نفر قليل كان في طليعتهم علي بن أبي طالب وأبو دجانة وسهل بن حنيف فدافعوا عنه دفاع المستميت..»([13]).

وقفة قصيرة:

   1 ـ ذكر هذا البعض ذلك النص الذي يتحدث عن كسر رباعيته «صلى الله عليه وآله» في أحد، مع أن المروي عن الإمام الصادق «عليه السلام»: أنه «صلى الله عليه وآله» خرج من الدنيا سليما في بدنه([14])، لم ينقص منه شيء.

ولو أن هذا البعض راجع روايات أهل البيت لم يقع في هذا الغلط.

2 ـ قد دلت النصوص المتضافرة على أنه لم يثبت في أحد سوى أمير المؤمنين «عليه السلام». لكن هذا البعض يذكر أنه قد ثبت في موقع القتال مع علي «عليه السلام» رجال آخرون أيضاً، وهم نفر قليل في طليعتهم: أبو دجانة وسهل بن حنيف، وذكر أنهم قد دافعوا عن النبي «صلى الله عليه وآله» دفاع المستميت، وهو ما يحاول كثيرون من أتباع المذاهب الأخرى التأكيد عليه، تجنيا على علي «عليه السلام» وحفظا لماء وجه غيره، فلماذا لا يتثبت في هذا الأمر، بل يبادر للأخذ بأقوال هؤلاء، ليس في هذا المورد وحسب، وإنما في موارد كثيرة جداً، مما ورد في حق علي وأهل البيت «عليهم السلام» في القرآن الكريم؟!

ومن الواضح: أن الثابت الذي لا ريب فيه، هو أن علياً «عليه السلام» هو الذي قد ثبت يوم أحد، وكل من عداه كان من الفارين، ويدل على ثبات علي وحده في هذه المعركة ما يلي:

ألف: قال القوشجي في شرحه على التجريد بعد أن ذكر قتل علي «عليه السلام» لأصحاب اللواء:

«فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي «صلى الله عليه وآله»، فضربوه بالسيوف، والرماح والحجر، حتى غشي عليه، فانهزم الناس عنه سوى علي «عليه السلام»، فنظر النبي «صلى الله عليه وآله» بعد إفاقته، وقال: اكفني هؤلاء، فهزمهم علي عنه، وكان أكثر المقتولين منه»([15]).

ب: عن ابن عباس، قال: » لعلي أربع خصال، هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي «صلى الله عليه وآله»، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (أي يوم أحد)، انهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره »([16]).

ج: ما ذكرنا في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»([17]): أن من يذكرون أنهم ثبتوا، لا ريب في فرارهم، كما تدل عليه النصوص، فلتراجع هناك.

د: أخرج الإمام أحمد، عن أنس: أن المشركين لما رهقوا النبي «صلى الله عليه وآله» يوم أحد ـ وهو في سبعة من الأنصار، ورجل من قريش ـ قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟ فجاء رجل من الأنصار ؛ فقاتل حتى قتل. فلما رهقوه أيضاً قال: من يردهم عنا، وهو رفيقي في الجنة؟!

فأجابه أنصاري آخر وهكذا، حتى قتل السبعة. فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: ما أنصفنا أصحابنا([18]).

سر الإختلاف في من ثبت:

وبعد، فإننا يمكن أن نفهم: أن رجعة المسلمين إلى المعركة بعد هزيمتهم لم تكن على وتيرة واحدة، وإنما رجع الأول فرأى علياُ ثم رجع آخر، فرأى عليا وأبا دجانة مثلا، ثم رجع آخر فرأى خمسة أشخاص، وهكذا، فكل منهم ينقل ما رآه. حتى وصل العدد لدى بعض الناقلين إلى ثلاثين.

كما أن ما يؤثر عن بعض الصحابة من مواقف نضالية، لعله ـ إن صح ـ كان بعد عودتهم إلى ساحة القتال.

 سر الحكم بثبات أبي دجانة:

ولعل ذكر أبي دجانة في من ثبت في بعض الأخبار، مرجعه إلى ما قدمناه آنفاًً. وبهذا نفسّر قول ابن مسعود: انهزم الناس إلا علي وحده. وثاب إلى النبي «صلى الله عليه وآله» نفر، وكان أولهم عاصم بن ثابت، وأبو دجانة([19]).

 

1017 ـ علي «عليه السلام» إنما حمل لواء المهاجرين في حنين.

1018 ـ الألوية والرايات تعددت في حنين وكثرت.

1019 ـ ثبت أبو بكر وعمر وأناس من أهل بيت النبي وأصحابه.

يقول البعض حول حرب حنين:

«وصفهم صفوفاً، ووضع الرايات في أهلها، مع المهاجرين لواء يحمله علي بن أبي طالب، وراية يحملها سعد بن أبي وقاص، وراية يحملها عمر بن الخطاب، ولواء الخزرج يحمله حباب بن المنذر، ولواء الأوس يحمله أسيد بن خضير.. وفي كل بطن من الأوس والخزرج لواء أو راية يحملها رجل منهم مسمى. وقبائل العرب فيهم الألوية والرايات، يحملها قوم منهم مسمّون».

إلى أن قال؛ وهو يتحدث عن هزيمة الناس:

«فجعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: يا أنصار الله، وأنصار رسول الله، أنا عبد الله، ورسوله.

ورجع رسول الله إلى المعسكر، وثاب إليه من انهزم.

وثبت معه يومئذٍ: العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن عباس، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر، وعمر، وأسامة بن زيد في أناس من أهل بيته وأصحابه الخ..»([20]).

وقفة قصيرة:

ويستوقفنا هنا عدة أمور، نذكر منها ما يلي:

أولاً: إن هذا البعض قد ساق الحديث المشار إليه وكأنه هو الحقيقة الثابتة، التي لا مراء فيها.. وجعلها محلاً لتحليلاته، ومنطلقاً لاستنتاجاته، أو تعليلاته وتأويلاته.

ومن المعلوم أن هذا البعض نفسه لم يزل يعلن أنه لا يكتفي بمطلق الحجة في مثل هذه الموارد، بل يلتزم بضرورة كون الدليل موجباً للقطع واليقين في كل ما عدا الأحكام الشرعية.

فهل نقل ابن سعد هذا يعتبر من الأدلة اليقينية عنده إما لتواتره، أو لكونه محفوفاً بقرينة قطعية؟! وأين هي تلك القرينة؟!

ثانياً: لماذا اختار هذا البعض خصوص رواية طبقات ابن سعد. ولم يخطر في باله أن يرجع إلى أي مصدر شيعي ـ ولو إلى كتاب الإرشاد للمفيد، أو إلى البحار فيذكر وقائع قصّة حنين من هذا الكتاب الشريف أو ذاك، ثم يحلّل ويستنتج ويقرّب ويبعّد حسبما يراه مناسباً.

ثالثاً: إن هذا البعض قد ذكر: أن علياً صلوات الله وسلامه عليه كان يحمل لواء المهاجرين، وأعطى «صلى الله عليه وآله» راية لسعد وراية لعمر. ثم أعطى لواء الخزرج لحباب بن المنذر، ولواء الأوس لأسيد بن خضير.

ونقول:

إن ذلك لا يصح، لأن لواء الجيش كله كان مع علي. ولا يمنع أن يكون معه لواء المهاجرين أيضاً.

ويدل على ذلك:

ألف: نصوص عامة، وهي التالية:

1 ـ إنهم يقولون إنه «عليه السلام» كان صاحب لواء رسول الله «صلى الله عليه وآله» في بدر، وفي كل مشهد([21]).

2 ـ عن ابن عباس، قال: لعلي بن أبي طالب «عليه السلام» أربع ما هنّ لأحد: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله». وهو صاحب لوائه في كل زحف. وهو الذي ثبت معه يوم المهراس؛ وفرّ الناس. وهو الذي أدخله قبره([22]).

3 ـ عن ابن عباس: كان علي أخذ راية رسول الله يوم بدر. قال [الحكم] الحاكم: وفي المشاهد كلها([23]).

4 ـ وعن مالك بن دينار: سألت سعيد بن جبير وإخوانه من القراء: من كان حامل راية رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

قالوا: كان حاملها علي «رض».

وفي نص آخر: أنه لما سأل مالك سعيد بن جبير عن ذلك غضب سعيد، فشكاه مالك إلى إخوانه من القرّاء، فعرّفوه: أنه خائف من الحجاج.

فعاد وسأله، فقال: كان حاملها علي «رض». هكذا سمعت من عبد الله بن عباس([24]).

وفي نص آخر عن مالك بن دينار قال: قلت لسعيد بن جبير: من كان صاحب راية رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!

قال: إنك لرخو اللبب.

فقال لي معبد الجهني: أنا أخبرك: كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي، فإذا كان القتال؛ أخذها علي بن أبي طالب «رضي الله عنه»([25]).

5 ـ عن جابر: قالوا: يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟!

قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة، إلا من كان يحملها في الدنيا، علي بن أبي طالب؟!

وفي نص آخر: عبر باللواء بدل الراية([26]).

6 ـ وحينما مرّ سعد بن أبي وقاص برجل يشتم علياً، والناس حوله في المدينة، وقف عليه، وقال: يا هذا، على ما تشتم علي بن أبي طالب؟! ألم يكن أول من أسلم؟! ألم يكن أول من صلى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! ألم يكن أزهد الناس؟! ألم يكن أعلم الناس؟!

وذكر حتى قال: ألم يكن صاحب راية رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزواته؟!([27]).

وظاهر كلامه هذا: أن ذلك كان من مختصاته صلوات الله وسلامه عليه.

7 ـ عن مقسم: أن راية النبي «صلى الله عليه وآله» كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، وكان إذا استعر القتال كان النبي «صلى الله عليه وآله» مما يكون تحت راية الأنصار([28]).

8 ـ عن عامر: إن راية النبي «صلى الله عليه وآله» كانت تكون مع علي بن أبي طالب، وكانت في الأنصار حيثما تولوا([29]).

وقد يقال: إن هذين النصين الواردين تحت رقم 7 و 8 لا يدلّان على أن الراية كانت دائماً مع علي «عليه السلام» بصورة أكيدة وصريحة، وإن كان يمكن أن يقال: إن ظاهرهما هو ذلك.

9 ـ عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله «صلى الله عليه وآله» في المواطن كلها؛ فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب([30]).

10 ـ قال ابن حمزة: «وهل نقل أحد من أهل العلم: أن علياً كان في جيش إلا وهو أميره»؟!([31]).

11 ـ وفي حديث المناشدة: أن علياً «عليه السلام» قال: نشدتكم الله، هل فيكم أحد صاحب راية رسول الله «صلى الله عليه وآله» منذ يوم بعثه الله إلى يوم قبضه، غيري؟!

قالوا: اللهم لا([32]).

ب: نصوص خاصة.

هناك من النصوص ما يؤكد هذا الأمر في خصوص غزوة حنين، وإن كان هذا الأمر لا يحتاج إلى التأكيد، فقد قال القمي «رحمه الله»:

«..فرغب الناس، وخرجوا على راياتهم، وعقد اللواء الأكبر، ودفعه إلى أمير المؤمنين «عليه السلام»، وكل من دخل مكة براية أمره أن يحملها»([33]).

رابعاً: إن هذه الرواية التي أوردها هذا البعض، وأرسلها إرسال المسلمات، وبنى عليها استنتاجاته تقول: إن عمر وأبا بكر وأسامة بن زيد، وجماعة من أهل بيته وأصحابه.. قد ثبتوا يوم أحد.

ونقول:

إن ذلك لا يصح.. وذلك استناداً إلى الأمور التالية:

1 ـ قال الشيخ المفيد «رحمه الله» وغيره: «ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذ، وهم ثمانية، أمير المؤمنين تاسعهم: العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله، والفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره، وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر([34]) بغلته، وأمير المؤمنين «عليه السلام» بين يديه بالسيف، ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله. وقد ولّت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه»([35]).

2 ـ قال مالك بن عبادة الغافقي:

لـم يــواس النبي غيـر بني ها           شــم عنـد السيـوف يـوم حنين

هرب النـاس غير تسعة رهـط           فــهـم يهتفـون بالنـاس: أيـن

ثم قامـوا مـع النبي على المـو                 ت فأبوا زينـا لنـــا غيـر شين

وثوى أيمـن الأميـن مــن القو                  م شهيـداً فاعتاض قـرة عين([36])

3 ـ وقال العباس بن عبد المطلب؛ وكلامه هذا يؤيد صحة رواية المفيد:

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة وقد فرّ من قد فرّ عنه فأقشعوا

وقولي إذا ما الفضل شــد بـسيفه              على القوم أخرى يا بني ليرجعوا

وعاشـرنا لاقى الحمـام بـنفسـه                لما نــالـــه في الله لا يتـوجع([37])

4 ـ وفي احتجاج المأمون على علماء عصره يقول المأمون حول نزول السكينة في حنين: «إن الناس انهزموا يوم حنين، فلم يبق مع النبي «صلى الله عليه وآله» إلا سبعة من بني هاشم: علي «عليه السلام» يضرب بسيفه، والعباس أخذ بلجام بغلة النبي «صلى الله عليه وآله»، والخمسة محدقون بالنبي «صلى الله عليه وآله»، خوفاً من أن يناله سلاح الكفار، حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله «عليه السلام» الظفر. عنى في هذا الموضع([38]) علياً، ومن حضر من بني هاشم، فمن كان أفضل، أمن كان مع النبي «صلى الله عليه وآله»، ونزلت السكينة على النبي «صلى الله عليه وآله» وعليه؟! أم من كان في الغار مع النبي «صلى الله عليه وآله» ولم يكن أهلاً لنزولها عليه»؟!([39]).

5 ـ قال ابن قتيبة: «كان الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوم حنين، بعد هزيمة الناس: علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب ـ أخذ بحكمة بغلته ـ وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وابنه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأيمن بن عبيد ـ وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» ـ وحاضنته، وقتل يومئذ هو وابن أبي سفيان ـ ولا عقب لابن أبي سفيان و ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة..»([40]).

فتجده لم يذكر أبا بكر وعمر في جملة من ثبت.

6 ـ «وكانت نسيبة بنت كعب تحثو في وجوه المنهزمين التراب، وتقول: أين تفرون عن الله، وعن رسوله؟!

ومر بها عمر، فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟!

فقال لها: هذا أمر الله»([41]).

7 ـ عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه كان يحدث الناس عن يوم حنين، قال:

«فر الناس جميعاً، وأعروا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلم يبق معه إلا سبعة نفر، من بني عبد المطلب: العباس، وابنه الفضل، وعلي، وأخوه عقيل، وأبو سفيان، وربيعة، ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب».

إلى أن قال: «التفت العباس يومئذٍ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير علياً في من ثبت، فقال: شوهة بوهة، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو صاحب ما هو صاحبه؟! يعني المواطن المشهورة له.

فقلت: نقص قولك لابن أخيك يا أبة.

قال: ما ذاك يا فضل؟!

قلت: أما تراه في الرعيل الأول؟! أما تراه في الرهج؟!

قال: أشعره لي يا بني.

قلت: ذو كذا، ذو البردة.

قال: فما تلك البرقة؟!

قلت: سيفه يزيّل به بين الأقران.

قال: برّ، ابن بر، فداه عم وخال.

قال: فضرب علي يومئذٍ أربعين مبارزاً كلهم يقدّه حتى أنفه وذكره. قال: وكانت ضرباته مبتكرة»([42]).

8 ـ وقال اليعقوبي: «فانهزم المسلمون عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى بقي في عشرة من بني هاشم. وقيل: تسعة. وهم: علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث، وعتبة، ومعتب ابنا أبي لهب، والفضل بن العباس، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب. وقيل: أيمن ابن أم أيمن»([43]).

9 ـ «..وفي رواية: لما فرّ الناس يوم حنين عن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يبق معه إلا أربعة، ثلاثة من بني هاشم، ورجل من غيرهم: علي بن أبي طالب، والعباس ـ وهما بين يديه ـ وأبو سفيان بن الحرث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر. ولا يقبل أحد من المشركين جهته إلا قتل»([44]).

10 ـ وقال الطبرسي: «الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي والعباس، في نفر من بني هاشم. عن الضحاك بن مزاحم»([45]).

11 ـ روي عن البراء بن عازب: «ولم يبق مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث»([46]).

12 ـ وأخيراً.. فإن البعض يقول: «وانهزم المسلمون، فانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب، فقلت له: ما شأن الناس؟!

قال: أمر الله.. ثم تراجع الناس إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»..»([47]).

13 ـ قال المجلسي: «إن الإمام الباقر «عليه السلام» قد احتج على الحروري: بأنهم كانوا تسعة فقط: علي، وأبو دجانة، وأيمن فبان أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين»([48]).

 وخلاصة القول:

إن من يظهر نفسه للناس على أنه رجل علم وتحقيق، وأنه يلتزم خط أهل البيت.. وأنه يشترط الدليل اليقيني في كل ما عدا الحكم الشرعي ولا يكتفي بمطلق الحجة. لا يمكن أن يتحاشى مصادر الحديث والتاريخ التي ألفها علماء المذهب، والأمناء على هذا الدين، ويكتفي بما ذكره آخرون ممن يهتمون بالتسويق لمناوئي أهل البيت «عليهم السلام»، ويقدمه للناس على أنه هو الحقيقة الراهنة، التي تقبل بعجرها وبجرها.

1020 ـ خالد بن الوليد ولي شرعي لعمار وللمسلمين.

1021 ـ تنزل الآية بإطاعة أولي الأمر في مورد معصيتهم لله.

1022 ـ ولاية خالد هي في الدائرة الخاصة.

هناك رواية تتحدث عن شأن النزول لآية: ﴿أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.. ([49])، وهي تتحدث عن مشكلة نشأت بين خالد بن الوليد وعمار بن ياسر في بعض الغزوات التي كان خالد بن الوليد أميراً على السريّة فيها..

وقد ضعّف البعض هذه الرواية وردّها.. وقد أصاب في ذلك.. ولكنه عاد فاستدرك كلاماً آخر لا مجال لقبوله.. حيث قال هذا البعض:

«ومع ذلك كله، فإن المسألة المطروحة في الخط العام صحيحة لأن المفروض أن خالداً، على تقدير صحّة الرواية ـ وهي ضعيفة ـ كان مكلفاً بالأمر القيادي من قبل النبي «صلى الله عليه وآله» مما جعله ولياً شرعياً في هذه الدائرة الخاصة، فليس لأتباعه إلا الطاعة والخضوع له في أوامره ونواهيه المتصلة بحركة المسؤولية، فلا يجوز لهم الاستقلال عنه بأي عمل أو موقف، لأن معصيته معصية رسول الله «صلى الله عليه وآله»..»([50]).

وقفة قصيرة:

ونقول:

1 ـ إن هذا البعض إذا كان قد شكّك في صحّة الرواية، فكيف فرّع عليها هذه التفريعات، واعتبرها صحيحة في الخط العام.

2 ـ إن هذا البعض قد خلط بين أمرين:

أحدهما: لزوم تنفيذ الأمر.

والثاني: الولاية الشرعية في الدائرة المحدودة..

ومن الواضح: أن لزوم تنفيذ الأمر، لا يعني جعل الآمر ولياً شرعياً، فقد يكون ذلك الآمر كافراً، ومع ذلك يجب عليك تنفيذ أمره لكي تدفع الضرر عن نفسك، أو لتصل إلى مطلوبك أو تحفظ مصالحك من خلاله..

فهل يصبح ذلك الكافر ولياً لك لمجرد أنه يجب عليك امتثال أوامره.

وقد أمرك الله حين تستأذن على أحد وهو في بيته بالرجوع، فقال: إن قيل لكم ارجعوا فارجعوا، فهل يصير صاحب البيت ولياً لك بذلك.

وكذلك الحال في كل موظف يريد تطبيق القانون، كقانون السير، وقانون الضمان، وقانون الأحوال الشخصية، والإحصاء، وما إلى ذلك.

3 ـ قوله: «إن المسألة المطروحة في الخط العام صحيحة».

لا يمكن قبوله.. لأن الآية لا يمكن أن تنزل من عند الله لتأمرهم بإطاعة خالد باعتبار أنه ولي شرعي.. في الوقت الذي يطلب خالد منهم ما لا يحق له. بل هو يعصي الله في ذلك، فهل يمكن أن تأمرهم بإطاعته في مورد يعصي الله فيه؟! وقد جاء الحديث الصريح ليقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولو فرضنا أنه لم يكن عاصياً بل كان جاهلاً بالحكم الشرعي، فهل تجب طاعته في مثل هذا المورد أيضاً ـ فإن الرجل الذي أعطاه عمّار الأمان قد كان من المسلمين فلا يصح أن يسبى ولا يحتاج إلى إجازة عمّار، ولا إجازة خالد، بل لا يحتاج حتى إلى أمان من أحد، وإنما أمر خالد بمحاربة الكفار وسبيهم.. فعمار لم يخطئ في توجيه الرجل للبقاء في موطنه. وخالد هو الذي اخطأ حينما أسر الرجل وأخذ ماله وهو مسلم.

وأما لزوم أن تكون الإجازة والأمان بعلم الأمير.. فليس ثمة ما يثبته إلا ما يدّعيه خالد نفسه.. وإلا فإن المسلمين يسعى بذمتهم أدناهم، وأيما رجل من المسلمين أعطى لكافر أماناً ولو بإشارة منه، فإن أمانه ماضٍ له. ولا يستطيع أحد أن يماري في ذلك..

1023 ـ خير أمة أخرجت للناس نزلت في ابن مسعود.

1024 ـ خير أمة أخرجت للناس نزلت في معاذ بن جبل.

1025 ـ خير أمة أخرجت للناس نزلت في سالم مولى أبي حذيفة.

وفي مناسبة تفسير قوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ([51]) يذكر البعض تحت عنوان: مناسبة النزول، ما يلي:

«جاء في أسباب النزول ـ للواحدي ـ: قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود، وأُبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وذلك أن مالك بن الضيف، ووهب بن يهوذا اليهوديين، قالا لهم: إن ديننا خير مما تدعونا إليه، ونحن خير وأفضل منكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية »([52]).

 وقفة قصيرة:

ونقول:

1 ـ قد ورد عن أهل البيت «عليهم السلام»: أن هذه الآية قد نزلت في آل محمد «صلى الله عليه وآله» فراجع ([53]). فلماذا يتجاهل البعض هذه الروايات؟!

2 ـ إن معاذ بن جبل كما يقول سليم بن قيس: كان من الذين كتبوا الصحيفة في إزالة الإمامة عن أمير المؤمنين علي «عليه السلام».

وفي رجال البرقي في حديث يذكر فيه أن جمعاً أنكروا على أبي بكر تقدمه على علي «عليه السلام» قال: «وسل عمر سيفه في الجمعة المقبلة، وقال: يضرب عنق من قال مثل مقالتهم. ثم مضى هو وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبو عبيدة شاهرين سيوفهم، حتى أخرجوا أبا بكر، وأصعدوه المنبر»([54]).

كما أنهم يذكرون: أن معاذ بن جبل قد كان في جملة المهاجمين لبيت فاطمة الزهراء «عليها السلام» بعد وفاة الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»([55]).

3 ـ أما بالنسبة لسالم مولى أبي حذيفة، فقد تقدم قولهم.. إنه قد سلّ سيفه وذهب مع عمر، واستخرج أبا بكر، وأصعده المنبر، وذلك لإسكات الأصوات التي ارتفعت بالإعتراض على خلافته..

كما أن بعض الروايات تقول: إن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: إن آية: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾!!([56]). قد نزلت فيه.

على أن قول عمر: لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّاً لوليته، أو ما جعلتها شورى، يوضح مكانة هذا الرجل عند عمر: خصوصاً إذا علمنا مدى شدّة عمر في أمر الموالي، وكره قريش لهم.. ومع إجماعهم على أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: «الأئمة من قريش».

وروي: أنه هاجر مع عمر، بل قيل: إن النبي «صلى الله عليه وآله» آخى بينه وبين أبي بكر([57]).

4 ـ وأما بالنسبة لابن مسعود: فقد قالوا: إن الفضل بن شاذان قال عنه: إنه «خلط، ووالى القوم، ومال معهم، وقال بهم»([58]).

وقد جاءت من اليمن أو مكة صحيفة فيها أحاديث حسان في أهل البيت «عليهم السلام» إلى عبد الله بن مسعود، فدعا بطست فيه ماء، فمحاها([59]).

وقد تكلم التستري في كتابه: قاموس الرجال ج6 ص136 ـ 142 بصورة مسهبة عن أمر ابن مسعود، ولم يرتضِ ما ذكروه في مدحه، وردّه، وفنّده، فراجع.

1026 ـ الإمام الصادق «عليه السلام» يقدم مخدته لمالك بن أنس ليجلس عليها.

1027 ـ الإمام الصادق «عليه السلام» يعرف قدراً لمالك بن أنس.

1028 ـ الإمام الصادق «عليه السلام» يفيض بمشاعر الحب لمالك بن أنس.

1029 ـ علم مالك وخلقه هما سبب حب الإمام «عليه السلام» له.

ويقول البعض، تحت عنوان:

«الإفاضة بمشاعر الحب: ونكتفي بشهادة أحد أئمة المذاهب آنذاك، وهو (مالك بن أنس) الذي كان يجلس إلى الإمام الصادق «عليه السلام»، وكان يتحدث عنه فيقول:

كنت أدخل إلى الصادق جعفر بن محمد: فيقدم لي مخدته، ويعرف لي قدراً ـ لأن مالك بن أنس كان من فقهاء السنة، ومن أئمة مذاهبهم ـ ويقول: (يا مالك، إني أحبك)، فكنت أسر بذلك ـ حيث كان الإمام «عليه السلام» يفيض بمشاعر الحب، حتى للذي يختلف معه في الخط المذهبي، على أساس أنه يحب علمه وخلقه ـ وأحمد الله عليه»([60]).

وقفة قصيرة:

إننا نسجل بعض النقاط، ونترك بعضها الآخر لإفساح المجال أمام القاريء الكريم ليتلمس الحقيقة بنفسه، فنقول:

1 ـ إن هذا البعض لا يقبل في غير الأحكام الشرعية بالخبر الواحد، ولا المستفيض بل يشترط القطع واليقين في التاريخ والتفسير، وفي مواصفات الأشخاص.. وفي كل شيء..

فهل هذا الخبر الذي ينقله لنا متواتر؟! أو قطعي؟! وكيف؟! علماً أنه لا بد من حصول التواتر وتأكد اليقين في جميع مراتب السند وطبقاته.

2 ـ وتتأكد الشبهة والتهمة حول هذا الخبر إذا كان راوي الحديث يريد أن يثبت لنفسه فضلاً وامتيازاً، فإن شهادة الإنسان لنفسه غير مقبولة، كما هو معلوم، ولعله يريد من خلال ذلك أن يفتح نافذة على أصحاب الإمام لجذبهم إلى خطه..

3 ـ إن من الواضح: أن الإمام الصادق «عليه السلام» كان يعتبر مالكاً وغيره من أئمة المذاهب مخطئين في خطهم المذهبي، ولا شك في أنه «عليه السلام» كان قد أقام الحجة عليهم في إمامته.. ولكنهم قد أصروا على الخلاف؛ فهل يمكن بعد هذا كله أن يحبهم، أو أن «يفيض بمشاعر الحب» لهم.

4 ـ لنفترض صحة مقولة حبه «عليه السلام» لمالك بن أنس، فمن أين علم هذا البعض: أن حبه له كان لأجل علمه، ولأجل خلقه، فلعله أحبه لأجل موقف سياسي اتخذه أو لأجل حادثة جرت اتخذ فيها مالك جانب الحق لأكثر من سبب.

5 ـ ومن الذي قال إن ما فعله أو قاله الإمام لو صح أنه فعله، أو قاله لم يأت على سبيل التقيّة والمداراة للسلطان وأعوانه، حيث كان مالك يعمل مع السلطان من دون أي تحفظ.


([1]) الآية 253 من سورة البقرة.

([2]) من وحي القرآن (الطبعة الأولى) ج5 ص15.

([3]) مجلة الموسم عدد 21 ـ 22 ص303.

([4]) الآية 253 من سورة البقرة.

([5]) مجلة الموسم عدد 21 ـ 22 ص315.

([6]) الآية 43 من سورة النساء.

([7]) فكر وثقافة العدد 17 الصفحة 4.

([8]) نشرة فكر وثقافة ـ الصفحة 2 بتاريخ 27/6/1997.

([9]) الإنسان والحياة ص318.

([10]) الآية 40 من سورة التوبة.

([11]) من وحي القرآن (الطبعة الثانية ـ دار الملاك) ج11 ص116 و 117.

([12]) جريدة الشرق الأوسط ـ الثلاثاء 24/10/2000 عدد رقم 8001.

([13]) من وحي القرآن ج6 ص162 و 163.

([14]) بحار الأنوار ج20 ص96 وأعلام الورى ص83.

([15]) شرح التجريد ص486 ودلائل الصدق ج2 ص357 عنه.

([16]) مستدرك الحاكم ج3 ص111 ومناقب الخوارزمي ص21 و 22 وراجع إرشاد المفيد ص48 وتيسير المطالب ص49.

([17]) الجزء 6 من الصفحة180  ـ حتى 193.

([18]) البداية والنهاية ج4 ص26 وحياة الصحابة ج1 ص533 وتقدمت الرواية عن صحيح مسلم ج5 ص178 إلا أن فيه: رجلين من قريش. وكذا في تاريخ الخميس أيضاً.

([19]) قاموس الرجال ج5 ص7. ولكن يبدو أن في الإرشاد تحريفاً، فراجع ص50 منه، وقارنها مع ما نقله عنه في البحار ج20 وقاموس الرجال.

([20]) الإسلام ومنطق القوة ص157. ورمز للنص المذكور بـ: طبقات ابن سعد ج2 ص149 ـ 152.

([21]) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (من تاريخ ابن عساكر) بتحقيق المحمودي ج1 ص145 وذخائر العقبى ص75 عن أحمد في المناقب، والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ق1 ص14 وكفاية الطالب ص336 عنه، وفي هامشه عن: كنـز العمال ج6 ص398 عن الطبراني، والرياض النضرة ج2 ص202 وقال: أخرجه نظام الملك في أماليه.

([22]) مستدرك الحاكم ج3 ص111 وتلخيصه للذهبي (بهامشه)، ومناقب الخوارزمي ص21 و 22 وإرشاد المفيد ص48 وتيسير المطالب ص49.

([23]) ذخائر العقبى ص75 والرياض النضرة (المجلد الثاني) ج4 ص156.

([24]) راجع: مستدرك الحاكم ج3 ص137 وصححه وقال: له شاهد من حديث زنفل العرفي، وفيه طول فلم يخرجه الحاكم، ومناقب الخوارزمي ص258 و 259 وذخائر العقبى ص75 عن أحمد في المناقب.

([25]) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ق1 ص15.

([26]) هامش ص180 من احتجاج الطبرسي، والرياض النضرة المجلد الثاني ج3 ص172 عن نظام الملك في أماليه، وكفاية الطالب ص336 وقال: ذكره محدث الشام ـ أي ابن عساكر ـ في ترجمة علي «عليه السلام» من كتابه بطرق شتى عن جابر، وعن أنس، وكنز العمال ج15 ص119 وراجع ص135 عن الطبراني، ومناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي ص200 وعمدة القاري ج16 ص216 ومناقب الخوارزمي ص358.

([27]) مستدرك الحاكم ج3 ص500 وصححه على شرط الشيخين هو والذهبي في تلخيص المستدرك، وحياة الصحابة ج2 ص514 و 515. وأظن أن القضية كانت مع سعد بن مالك أبي سعيد الخدري، لأن سعد بن أبي وقاص كان منحرفاً عن أمير المؤمنين. ويشير إلى ذلك ما ذكره الحاكم في مستدركه ج3 ص499 من أن أبا سعيد قد دعا على من كان ينتقص علياً فاستجاب الله له.

([28]) المصنف لعبد الرزاق ج5 ص288 وراجع: فتح الباري ج6 ص89 عن أحمد عن ابن عباس بإسناد قوي.

([29]) المصنف لعبد الرزاق ج5 ص288.

([30]) أسد الغابة ج4 ص20 وأنساب الأشراف ج2 ص106 لكن فيه: ميسرة العبسي بدل سعد بن عبادة.

([31]) الشافي لابن حمزة ج4 ص164.

([32]) المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب «عليه السلام» ص57.

([33]) تفسير القمي ج1 ص286 والبحار ج21 ص149 وتفسير البرهان ج2 ص113 ونور الثقلين ج2 ص199.

([34]) الثفر: السير الذي في مؤخر السرج.

([35]) الإرشاد للمفيد (ط دار المفيد) ج1 ص141 وعنه في مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج2 ص30 وراجع: البحار ج38 ص220 وج21 ص156.

وقريب منه ذكره الطبرسي في مجمع البيان ج3 ص18 و 19.

([36]) الإرشاد للمفيد ج2 ص141 وراجع مناقب آل أبي طالب ج2 ص31 والبحار ج38 ص220 وج21 ص156.

([37]) الإرشاد للمفيد ص141 و 142 والمواهب اللدنية ج1 ص164 والمعارف لابن قتيبة ص164 وفيه: سبعة، بدل: تسعة. وثامننا، بدل: وعاشرنا، وراجع: مناقب آل أبي طالب ج2 ص30 والبحار ج38 ص220 وج21 ص156 ومجمع البيان ج3 ص18 و 19 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص349.

([38]) أي في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[الآية 26 من سورة التوبة].

([39]) البحار ج49 ص199 وعيون أخبار الرضا ج2 ص193.

([40]) المعارف لابن قتيبة ص164. وعنه في البحار ج38 ص220 بواسطة المناقب ومناقب آل أبي طالب ج1 ص.

([41]) تفسير القمي ج1 ص287 والبحار ج21 ص150.

([42]) البحار ج21 ص178 و 179.

([43]) تاريخ اليعقوبي ج2 ص62.

([44]) السيرة الحلبية ج3 ص109 والمواهب اللدنية ج1 ص163.

([45]) مجمع البيان ج3 ص17.

([46]) التفسير الكبير للرازي ج16 ص22 والكشاف ج2 ص259 والمواهب اللدنية ج1 ص163 عن البخاري في الصحيح وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين ج3 ص39.

([47]) السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص624 وراجع ص623 عن البخاري وبقية الجماعة

إلا النسائي والمغازي للواقدي ج3 ص908.

([48]) بحار الأنوار ج27 ص323.

([49]) الآية 59 من سورة النساء.

([50]) من وحي القرآن (الطبعة الثانية ـ دار الملاك) ج7 ص320.

([51]) الآية 110 من سورة آل عمران.

([52]) من وحي القرآن (الطبعة الثانية ـ دار الملاك) ج6 ص212.

([53]) راجع تفسير البرهان ج1ص309.

([54]) راجع قاموس الرجال ج9 ص11 و 12.

([55]) مأساة الزهراء ج1ص226.

([56]) الآية 51 من سورة القلم.

([57]) راجع: قاموس الرجال ج4 ص298.

([58]) راجع قاموس والرجال ج6 ص136 ـ 142.

([59]) تقييد العلم ص54 والسنة قبل التدوين ص312 وراجع: غريب الحديث لابن سلاّم ج4 ص48 وليس فيه: أن الأحاديث في أهل البيت «عليهم السلام».

([60]) بينات بتاريخ 20 ربيع الأول 1421هـ ـ الموافق 23 حزيران 2000م نص خطبة الجمعة.

 
   
 
 

موقع الميزان