الدعوى ومبرراتها

   

صفحة :   

تمهيد:

الدعوى ومبرراتها:

يدعي البعض: أنه لم يكن لبيوت المدينة المنورة حين ظهور الإسلام أبواب ذات مصاريع، تفتح وتغلق عند الحاجة، حسبما نعرفه ونألفه، وإنما كانوا يسترون بيوتهم بالستائر من مسوح الشعر، أو غيرها([1]).

ولعل الدكتور جواد علي، يقترب من هذا المعنى حين نجده يقول:

«..كانت بيوت أزواج النبي من اللبن، ولها حجر من جريد، مطرورة بالطين، وعلى أبوابها مسوح الشعر([2]).

وهذه كانت صفة معظم بيوت أهل يثرب والمدينة، ما عدا بيوت الأثرياء..»([3]).

ولعلهم قد فهموا ذلك مما نقل عن محمد بن هلال، حين قال:

«أدركت بيوت أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» كانت من جريد، مستورة بمسوح الشعر، مستطيرة في القبلة، والمشرق، والشام، وليس في غربي المسجد منها شيء»([4]).

وعن عطاء الخراساني: «..أدركت حجرات أزواج رسول الله «صلى الله عليه وآله» من جريد، على أبوابها المسوح من شعر أسود»([5]).

وكذا قال عمران بن أبي أنس([6]).

فلعلهم قد استنتجوا من ذلك أن هذه الصفة لم تكن مختصة بحجرات أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» ـ بل هي صفة أبواب المدينة كلها، أو باستثناء الأغنياء منهم.


 

([1]) نقل ذلك عن الدكتور سهيل زكار، والمسوح هي الكساء من الشعر.

([2]) طبقات ابن سعد: ج 1 ص 499 فما بعدها.

([3]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: ج 8 ص 31.

([4]) وفاء الوفاء: ج 2 ص 459 و 460، وراجع ص 540.

([5]) وفاء الوفاء، ج 2 ص 461.

([6]) المصدر السابق.

 
   
 
 

موقع الميزان