الإستدلال «بقصة زنا المغيرة» لا يصح

   

صفحة :   

الإستدلال «بقصة زنا المغيرة» لا يصح:

وقد حاول البعض: أن يستدل لعدم وجود أبواب ذات مصاريع للبيوت في ذلك الزمان بقصة زنا المغيرة، حيث زعم: أن الهواء رفع الستار فشوهد في حالة سيئة، كما هو معروف فشهد عليه الشهود بذلك. وكان ما كان.

ولكن هذا الإستدلال غير صحيح.

أولاً: أن الطبري وغيره يذكرون: أن بيت أبي بكرة كان مقابل بيت المغيرة بن شعبة بينهما طريق، وهما في مشربتين متقابلتين فاجتمع عند أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه فبصر بالمغيرة، وقد فتحت الريح باب الكوة التي في مشربته وهو بين رجلي امرأة.

فقال أبو بكرة للنفر: قوموا فانظروا، فقاموا فنظروا، ثم قال: اشهدوا، الخ.. ([1]).

ثانياً: إن قصة زنا المغيرة قد كانت بعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وآله» بعدة سنين، وقد حصلت في بلد استحدث بعد وفاته «صلى الله عليه وآله» أيضاً، ليكون مركز انطلاق للجيوش التي تحارب في بلاد فارس وغيرها. ولم يكن ثمة حروب داخلية تستدعي حذرا، وتحصنا، كما كان الحال بالنسبة للمدينة حين استقبالها الدعوة الإسلامية.

فلا يصح قياس أحدهما على الآخر..


 

([1]) البحار: ج 30 ص 640 وتاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 70 (ط دار سويدان) حوادث سنة 17 ه‍. ودلائل الصدق: ج 3 قسم 1 ص 87، وشرح الأخبار: ج 3 ص 57. وراجع: فتوح البلدان ص 352 ج 3 وكنز العمال: ج 3 ص 18 وسنن البيهقي ج 8 ص 235، والكامل في التاريخ: ج 2 ص 540 و 541، ووفيات الأعيان ج 2 ص 455، والبداية والنهاية: ج 7 ص 81، وعمدة القاري: ج 6 ص 340، والأغاني: ج 16 ص 331، 332 (ط دار إحياء التراث)، وشرح النهج للمعتزلي: ج 12 ص 234 ـ 237.

 
   
 
 

موقع الميزان