اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كان الملك ووزيره ذاهبين في مهمة عسكرية ، فاجتازا بصبية يلعبون ، فأحب الملك أن يتفاءل فاستوقف أحد الصبية وقال : ما اسمك ؟ قال : فتاح .
قال له إلى أين تذهب ؟
قال : إلى المعلم .
قال أين تقرأ ؟
قال ألغلام : في سورة (انا فتحنا لك فتحاً مبيناً) فاستبشر الملك بذلك ، ثم لما انتهيا من غايتهما وكانا قد صادفا نجاحاً ،قال الملك لوزيره : مرَّ بنا على المعلم لنكرّم هذا الطفل، فإننا تفألنا باسمه ودرسه. فمرا بالمعلم وقالا له : ادعُ لنا هذا الغلام . فناداه : عباس . . . يا عباس . فلما حضر قال له الملك: ما اسمك ؟ قال : عباس .
قال : أين تقرأ ؟
قال: في سورة (عبس وتولّى) .
فقال الملك : لقد سألتك آنفاً فقلت فتاح وفي سورة الفتح .
فقال الغلام : عندما أستوقفتني وسألتني تنبهت إلى ما تريد ، لأن مثلك لا يتكلم مع مثلي إلا لإمر معقول .
فلم أحب أن تتشاءم باسمي .
فقال : احسنت يا بني ، خذ هذا الدينار فامتنع الغلام عن أخذه .
فقال له : كيف تمتنع عن عطية الملوك ؟
فقال الغلام : يا مولاي ، إن أخذت الدينار ، سألني أبي عن مصدره ، فإن قلت من الملك لم يصدقني ، ويقول : سرقته لأن الملوك لا يعطون القليل ، فأكرمه الملك وأعطاه مائة دينار .
ثم إجتاز الملك فرآى شيخاً قذراً ، عكر عليه صفو الطريق وهو يبيع أموراً محقرةً فأمره أن يتنحى فشتمه ، فقال أما تخشى أن أكون ممثلاً للملك فشتمه ثانية وشتم الملك واستمر في عمله .
فأمر الملك بإحضاره للتأديب ونادى المنادي : من أحب أن ينظر إلى تأديب فلان فليحضر . فسمع الغلام فحضر ثم استأذن على الملك ، فدخل وسلم عليه ثم دفع إليه الدنانير ، فقال : ما هذا ؟
قال : إنك أعطيتنيها لأفدي بها أبي ،
إن فلان أبي .
فقال الملك : بارك الله فيك وأبعد أباك ، فقال : فقال الغلام : بل بارك الله بأبي وأبعد أباه .
فقال : ولمَ ؟ قال : لأن أبي أحسن تربيتي فقربتني حسن تربيته من الملوك وجدي لم يحسن تربية ولده ، فعرضه لسخط الملوك ، فأكرمه الملك ثانية وعفا عن أبيه .