من آفات الدين و المتدينين
آفة الحسد :
يقول الإمام علي () :
" آفة الدين الحسد والعجب والفقر "
وقال الصادق () : " أصول الكفر ثلاثة :
الحرص والاستكبار والحسد "
اعتبر الإمام الصادق() الحسد من أصول الكفر .
. كيف يكون ذلك ؟
نعرف الحسد: مرض قلبي قد يظهر على الحاسد بصورة لفظ وعمل وقد لا يظهر .
أو هو شعور نفسي ببغض أو كره في رؤية النعمة على مسلم .
- هل الشعور القلبي يعتبر إثم ؟
البعض من الفقهاء اعتبره معصية لأنه من الذنوب القلبية وإن لم يظهر بالعمل أو القول ،
والبعض قال إن استطاع ألا يظهره بقول أو فعل فلا يُؤثم .
- ما هي النعم ؟
منها المادية ومنها المعنوية ، المادية ( المال ، الأولاد كماً أو كيفاً ، الزوج ، البيت )
المعنوية ( الدراسة ، الحج كل عام ، الزيارة المستمرة للمعصومين )
*لا يجوز الحسد حتى للإنسان الكافر ، لأن الحسد يجرُّ إلى الكفر تدريجياً:
لأن الحاسد لا يخلو من حالتين :
1/ أن يكون عنده اعتراض على وجود تلك النعمة بيد ذلك الإنسان
وفي اعتقاده أن ذلك الإنسان هو المسبب للنعمة ، فيرغب أن تزول تلك النعمة من يده . .
وهنا ابتلي الحاسد بالشرك لأنه اعتقد أن غير الله هو من أنعم هو المسبب .
2/ أن يعتقد أن تلك النعمة من الله سبحانه وتعالى ،
ولكن يا إلهي : لماذا تعطي ذلك الإنسان ولا تعطيني ؟ وهنا اعتراض على فعل الله ،
هذا الاعتراض إما أن يكون ناتج عن شك في عدالة الله أو شك في حكمته تعالى .
عندما يُقسم الله رزقه على العباد يقسمه من منطلق حكمته وعدالته ،
وعندما يعترض الإنسان على حكمة وعدالة الله هذا كفر .
إذن الحاسد كافر ومشرك .
يقول تعالى في حديثه القدسي لموسى :
" يا ابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي فإن الحاسد ساخط لنعمي ،
صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي "
إذن هذه الصفة يُصاب بها المتدين في الأمور المادية الدنيوية والأمور المعنوية الأخروية .
ثلاث صور :
- يشعر القلب بعدم رؤية النعمة عند شخص معين يتألم من هذا الشعور
ويحاول أن يتوب .. هذا مغفور له .
- يرضى بهذا الشعور ويمسك شعوره ولا يُظهره بالقول أو بالفعل ..
وهذا فيه قول بالمغفرة أو عدمها .
- الشعور موجود ويبرزه بالقول والفعل ..
وهذا ذنب من الذنوب الكبيرة يخسر الحاسد من خلاله الدين والدنيا والآخرة ..
وهذا السبب في مظلومية أهل البيت ( )
بسبب الحسد ليفقدوا محبوبيتهم عند الناس .
يقول أمير المؤمنين () :
" إن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب "
ورد في وصية للصادق () :
" أيها الإنسان إذا رأيت نعمة عند أخيك الإنسان وتمنيتها
اطلبها من صاحبها ، اسأل الله من فضله *
" واسألوا الله من فضله "
من محاضرة سمعتها للسيدة
أم مهدي الموسوي