بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
الأخ الفاضل aljebrawi
أولاً أضم صوتي لصوتك بالنسبه للملاحظه القيمه التي أوردتها في مشاركتك والتي تؤكد حقيقه لا يختلف عليها أثنين بأن أمير المؤمنين
( أبداع مطلق قال شعراً أم لم يقل )
ولقد لقد ذكرت لك في مشاركتي السابقه الأيات الكريمه من سورة الشعراء وطلبت منكم تدبرها و مراجعه تفسيرها وأسباب نزولها ولا سيما
الآيه الكريمه
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ( 227 )
والتي توضح لنا أن الله سبحانه وتعالى نهى عن إلقاء الشعر وعن أتباع الشعراء ولكن كان هناك أستثناء و المستثنين هم شعراء المؤمنين ( الذين أمنوا وعملوا الصالحات )
فنقلاً عن تفسير الميزان قوله تعالى :
«وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ( 224) جواب عن رمي المشركين للنبي
( وسلم) بأنه شاعر، نبه عليه بعد الجواب عن قولهم إن له شيطانا يوحي إليه القرآن.
و هذان أعني قولهم إن من الجن من يأتيه، و قولهم إنه شاعر، مما كانوا يكررونه في ألسنتهم بمكة قبل الهجرة يدفعون به الدعوة الحقة،
و قوله: «أ لم تر أنهم في كل واد يهيمون و أنهم يقولون ما لا يفعلون» يقال: هام يهيم هيمانا إذا ذهب على وجهه و المراد بهيمانهم في كل واد استرسالهم في القول من غير أن يقفوا على حد فربما مدحوا الباطل المذموم كما يمدح الحق المحمود و ربما هجوا الجميل كما يهجى القبيح الدميم و ربما دعوا إلى الباطل و صرفوا عن الحق و في ذلك انحراف عن سبيل الفطرة الإنسانية المبنية على الرشد الداعية إلى الحق، و كذا قولهم ما لا يفعلون من العدول عن صراط الفطرة.
و ملخص حجة الآيات الثلاث أنه ( وسلم) ليس بشاعر لأن الشعراء يتبعهم الغاوون لابتناء صناعتهم على الغواية و خلاف الرشد لكن الذين يتبعونه إنما يتبعونه ابتغاء للرشد و إصابة الواقع و طلبا للحق لابتناء ما عنده من الكلام المشتمل على الدعوة على الحق و الرشد دون الباطل و الغي.
قوله تعالى: «إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و ذكروا الله كثيرا» إلخ، استثناء من الشعراء المذمومين، و المستثنون هم شعراء المؤمنين فإن الإيمان و صالحات الأعمال تردع الإنسان بالطبع عن ترك الحق و اتباع الباطل ثم الذكر الكثير لله سبحانه يجعل الإنسان على ذكر منه تعالى مقبلا إلى الحق الذي يرتضيه مدبرا عن الباطل الذي لا يحب الاشتغال به فلا يعرض لهؤلاء ما كان يعرض لأولئك.
و بهذا البيان يظهر وجه تقييد المستثنى بالإيمان و عمل الصالحات ثم عطف قوله: «و ذكروا الله كثيرا» على ذلك.
و قوله:
«و انتصروا من بعد ما ظلموا» الانتصار الانتقام، قيل: المراد به رد الشعراء من المؤمنين على المشركين أشعارهم التي هجوا بها النبي ( وسلم) أو طعنوا فيها في الدين و قدحوا في الإسلام و المسلمين، و هو حسن يؤيده المقام.
و قوله: «و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» المنقلب اسم مكان أو مصدر ميمي، و المعنى: و سيعلم الذين ظلموا - و هم المشركون على ما يعطيه السياق - إلى أي مرجع و منصرف يرجعون و ينصرفون و هو النار أو ينقلبون أي انقلاب.
و فيه تهديد للمشركين و رجوع مختتم السورة إلى مفتتحها و قد وقع في أولها قوله: «فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون».
و في الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود عن النبي
( وسلم) قال: إن من الشعر حكما و إن من البيان سحرا.
أقول: و روى الجملة الأولى أيضا عنه عن بريدة و ابن عباس عن النبي
( وسلم) و أيضا عن ابن مردويه عن أبي هريرة عنه
( وسلم)
( و لفظه: إن من الشعر حكمة، و الممدوح من الشعر ما فيه نصرة الحق و لا تشمله الآية. )
و في المجمع، عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك قال: يا رسول الله ما ذا تقول في الشعراء؟ قال: إن المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه و الذي نفسي بيده لكأنما تنضخونهم بالنبل.
قال الطبرسي،: و قال النبي ( وسلم) لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم و روح القدس معك: رواه البخاري و مسلم في الصحيحين.
و في الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة و عبد بن حميد و أبو داود في ناسخه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن أبي الحسن سالم البراد قال: لما نزلت «و الشعراء» الآية جاء عبد الله بن رواحة و كعب بن مالك و حسان بن ثابت و هم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية و هو يعلم أنا شعراء أهلكنا؟ فأنزل الله «إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات» فدعاهم رسول الله فتلاها عليهم.
بالنسبه لي كلام الله هو الفيصل في ذم أو مدح الشعر حسب ما ورد في القرأن الكريم
وكما برئت الآيات الشريفه النبي الاكرم وسلم مما نسبه له الكفار ( أنه شاعر )
فالبتالى لا ينبغي أن يخطر ببالنا مجرد خاطر أن يقول أمير المؤمنين شعراً كالذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في القرأن الكريم
وكيف يصدر ذلك من أمير المؤمنين ؟ وهو القرأن الناطق .
أمام شخصية الإمام يقف الإنسان خاشعاً متهيّباً فأننا نتحدث عن شخصيه أجتمع فيها العجائب والاضداد , شخصيه بلغت من الكمال والفضل ما لم يبلغه سواه , نحن نتحدث عن شخص هوأمتداد لشخصية الرسول الاعظم وسلم
مصداقاً لقوله وسلم
يا جابر خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام نقلنا إلى صلبه ولم نزل نسير في الأصلاب الزاكية والأرحام الطاهرة حتى افترقنا إلى صلب عبد المطلب فجعل في النبوة والرسالة وفيه الخلافة والسؤدد .
يا جابر ان عليا لم يعبد صنما ولا وثنا ولم يشرب خمرا ولم يرتكب معصية قط ، ولا عرف له خطيئة ولا إثما فمن أراد أن يبرأ من النفاق فليحب أهل بيتي فانهم أصلي وورثة علمي مثلهم في الجنة كمثل الفردوس في الجنان ألا ان جبرئيل أخبرني بما قلت يا جابر » .
كما علينا ان ندرك أن هناك الكثير من القصائد التي نسبت لأمير المؤمنين ولذا فلا نستطيع أن نساوي ما ينسب للأمام بما يحسب على الامام عليه أفضل الصلاه وأذكى السلام .
الامام علي في حد ذاته معجزه كل شيئاً فيه معجزة حتى كلامه
وقد قال أبن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغه عن كلام أمير المؤمنين : إنه فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق
ولو أخذنا على سبيل المثال المناجاه المنظومه التي تنسب له , أتحدى أن يقرأها أنسان ذو قلب سليم إلا وينحني أمام عظمه وتقى وورع من نظمها , من منا يستطيع أن يناجى المولى عز وجل بما ناجاه به أمير المؤمنين وأولاده المعصومين
أتركك يا أخي الفاضل في تأمل أبيات هذه القصيده راجيه منك الإنصاف
لك الحمد يا ذا الجود والمجد والعـلى تبــاركت تعطي من تشـــــاء وتمنعُ
إلــــهي وخلاقي وحرزي ومـــوئلي اليك لـدى الاعــسـار واليســر أفزعُ
إلهي لئـن جلت وجمت خطـــــيئتي فعفوك عن ذنبي أجــل وأوســــــعُ
إلهي لئن أعطيت نفسـي سؤلـــــها فها أنـــــــا في روض الندامة أرتعُ
إلهي ترى حـــــــالي وفقري وفاقتي وأنت منــــــــاجاتي الخفية تسمـعُ
إلهي فلا تقطع رجــــــائي ولا تزغ فؤادي فلي في ســيب جودك مطمعُ
إلهي لئن خيبتني أو طـــــــــردتني فمن ذا الـــــذي أرجو ومن ذا أُشفعُ
إلهــي أجرني من عذابـــــــك أنني أسير ذليل خائـــف لك أخـــــــضعُ
إلهي فآ نسني بتلقـــــــــين حجـتي اذا كان لي في القبر مثوى ومضجعُ
إلهي لئن عــذبتني الف حــــــــجة فحــبل رجــــــــائي منك لا يتقطعُ
إلهي أذقني طــــــــعم عفوك يوم لا بنون ولا مـــــــــال هـنـالك ينفـعُ
إلهي لئن لم ترعني كنت ضـــــائعا وإن كنت ترعــــاني فلست أُضيعُ
إلهي إذا لم تعف عن غير مــــحسن فمــن لمسيئ بالهوى يتمــــــــتع
إلهي لئن فرطت في طـــــلب التــقى فها أنـــا إثـــر العفــــو أقفو وأتبعُ
إلهــــي لئن أخطأت جهــلا فطالما رجــــوتك حتى قيل مـــا هو يـجزعُ
إلهــي ذنــوبي بذت الطود وأعتــلت وصفحــك عن ذنبــــي أجــل وأرفعُ
إلهي ينـــجي ذكــــر طولك لــوعتي وذكـــــر الخطـــايا العين مني يدمعُ
إلهــــي أقلني عثرتي وأمـــح حوبتي فإني مــقـــــر خـــــائف متضــــرعُ
إلهـــــي أنلني منك روحــا و راحــة فلســت سوى أبـــواب فضلك أقـرعُ
إلهــي لـــئن أقصــيتنـي أو أهنتني فمـــا حيلتي يا رب أم كيف أصنـــعُ
إلهـي حليف الحــب في الليل ســاهر ينــــــاجي ويدعو والمغفـــل يهجعُ
إلهــــي وهــذا الخلق مــا بين نـائم ومنتبـــــه في ليــــــله يتضـــرعُ
وكلــهم يرجـــو نـوالـك راجيــــــا لرحمتـــك العظمى وفي الخلـد يطمعُ
إلهـي يٌمنيني رجــــــائي سلامــــة وقبــح خطيئـــــاتي عـليّ يشنـــعُ
إلهــي فــــــان تعفو فعفوك منقذي وإلا فبـــــالذنب المدمـــر أُصــرعُ
إلهـي بحق الهـــــاشمي محمــــــد وحرمة أطهــــــــــار هم لك خضعُ
إلهي بحق المصــــطفى وابن عمه وحرمــــــــــة أبرار هم لك خشــعُ
إلهي فــــــــأنشرني على ديـن أحمد مـنـيـبـا تقيا قانـــتــا لك أخضــــعُ
ولا تحـرمني يــــــــا إلهي وسيدي شفــــــــاعته الكبرى فذاك المشفعُ
وصــل عليهم ما دعـــــــــاك موحد وناجـــاك أخيار ببـــــــــابك ركعُ
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين
يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا