اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يفرحون لفرحنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
لقد دعيت للمنبر في احدى الحسينيات بمناسبة المبعث النبوي الشريف وقبل ان اتشرف بالارتقاء على المنبر قال لي احد المشرفين على اعمال الحسينية ان صاحب الحسينية هذه هو خطيب يقرء في الكويت في المناسبات ويعود للبلاد وكلما جاء للحسينية من سفره وارتقى المنبر في فرحة من فرحات اهل البيت يقرء المصائب ولمدة طويلة مع العلم ان للمصائب وقتها ولبيان الحزن مقامه فان امكن ان توضح لنا حدود الفرح والحزن في مناسبات الفرح والحزن .
فلما بدات بالخطابة قلت لهم اخواننا ان مصائبنا نحن الشيعة لا تنتهي الا بظهور صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف حيث يرجع الخلافة الحقة لاهلها وينتقم ممن تجرء لغصبها من امير المؤمنين وهتك حرمة الاسلام بالفجائع العظيمة الجمة التي ارتكبوها مع اهل البيت ولكن على الموالي ان يلتزم بحدود ما حده اهل البيت كما ورد في هذه الروايات :
لقد ورد في كتاب
يتبع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم :2
لقد ورد في كتاب
عيونأخبارالرضا( ) 1 299 28- باب فيما جاء عن الإمام علي بن
و كتاب الأماليللصدوق 129 المجلس السابع و العشرون
وكتاب إقبالالأعمال 544 فصل فيما نذكره من عمل أول ليلة المح
وكتاب بحارالأنوار 98 102 باب 14- فضل زيارته صلوات الله عليه
عن عيون أخبار الرضا و عن الأمالي للصدوق:
وانقل النص عن كتاب :
وسائلالشيعة 14 502 66- باب استحباب البكاء لقتل الحسين
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم : 3
وورد في كتاب
وسائلالشيعة 14 507 66- باب استحباب البكاء لقتل الحسين
والنص عن
كتاب كاملالزيارات 101
الباب الثاني و الثلاثون ثواب من بكى
عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال قال لي
أبو عبد الله :
يا مسمع
أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين :
قلت لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة و عندنا من يتبع هوى هذا الخليفة و عدونا كثير من أهل القبائل من النصاب و غيرهم و لست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي قال لي: أفما تذكر ما صنع به ؟ قلت: نعم قال : فتجزع قلت : إي و الله و أستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي قال:
رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا و
الذين يفرحون لفرحنا
و يحزنون لحزننا و يخافون لخوفنا و يأمنون إذا أمنا أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك و وصيتهم ملك الموت بك و ما يلقونك به من البشارة أفضل و لملك الموت أرق عليك و أشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها قال :
ثم استعبر و استعبرت معه فقال : الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة و خصنا أهل البيت بالرحمة يا مسمع إن الأرض و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا و ما بكى لنا من الملائكة أكثر و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر و إن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض و إن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه
يا مسمع
من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و لم يستق بعدها أبدا و هو في برد الكافور و ريح المسك و طعم الزنجبيل أحلى من العسل و ألين من الزبد و أصفى من الدمع و أذكى من العنبر يخرج من تسنيم و يمر بأنهار الجنان يجري على رضراض الدر و الياقوت فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء يوجد ريحه من مسيرة ألف عام قدحانه من الذهب و الفضة و ألوان الجوهر يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا و لا عنه تحويلا أما إنك يا ابن كردين ممن تروي منه و ما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر و سقيت منه من أحبنا و إن الشارب منه ليعطى من اللذة و الطعم و الشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا و إن على الكوثر أمير المؤمنين و في يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم إني أشهد الشهادتين فيقول انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك فيقول تبرأ مني إمامي الذي تذكره فيقول ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه و تقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك فإن خير الخلق من يشفع [حقيق أن لا يرد إذا شفع] فيقول إني أهلك عطشا فيقول له زادك الله ظمأ و زادك الله عطشا قلت جعلت فداك و كيف يقدر على الدنو من الحوض و لم يقدر عليه غيره فقال ورع عن أشياء قبيحة و كف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا و ترك أشياء اجترى عليها غيره و ليس ذلك لحبنا و لا لهوى منه لنا و لكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته و تدينه و لما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس فأما قلبه فمنافق و دينه النصب و أتباعه أهل النصب و ولاية الماضين و تقدمه لهما على كل أحد .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم :4
وورد في كتاب
بحارالأنوار 10 114 باب 7- ما علمه صلوات الله عليه من أ
والنص عن
كتاب الخصال 2 634 علم أمير المؤمنين أصحابه في مجلس
احذروا السفلة فإن السفلة من لا يخاف الله عز و جل فيهم قتلة الأنبياء و فيهم أعداؤنا إن الله تبارك و تعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا و اختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا و إلينا ما من الشيعة عبد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلي ببلية تمحص بها
وورد في
جامعالأخبار 179 الفصل الحادي و الأربعون و المائة في
وكتاب بحارالأنوار 44 287 باب 34- ثواب البكاء على مصيبته
والنص
عن كتاب الخصال:
الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَنَا وَ اخْتَارَ لَنَا شِيعَةً يَنْصُرُونَنَا وَ يَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا وَ يَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا وَ يَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَنْفُسَهُمْ فِينَا أُولَئِكَ مِنَّا وَ إِلَيْنَا .......
وورد في كتاب
غررالحكم 117 في الشيعة .....
إن الله تعالى اطلع إلى الأرض فاختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أنفسهم و أموالهم فينا فأولئك منا و هم معنا في الجنان .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم الخامس
وبعد ان نقلت هذه الروايات ؛ قلت لهم اخواني ان اعتقادنا بائمتنا
انهم مبعوثون من الله سبحانه وتعالى لكل زمان ومكان وعندما ينطقون فانهم بامر الله يقولون وهم ملتفتون لظروف الكلام ومستقبل اثره وعواقب امره وكل ما يحيط به ويؤول اليه .
فنعدما يقولون سلام الله عليهم ((ويفرحون لفرحنا)) وفي رواية شبيب جاءت بصيغة الامر ((وافرح لفرحنا)) فمن كل ذلك نفهم ان هناك فرحا وحزنا ولولم يكن هناك فرق بين الحالتين لما ذكرهما اهل البيت بجنب بعض للتاكيد على ان المؤمن الموالي الشيعي يحزن لحزنهم لانهم هم الائمة و القادة لنا ويهمنا حزنهم بل هو حزننا بالحقيقه لاننا نحن المحتاجون لوجودهم والعطف منهم وارشادهم لنا في كل صغيرة وكبيرة وكذلك يجب ان نفرح لفرحهم لاننا نشعر بان الفرحة التي جاءتهم هي فرحتنا وسرورنا وهذا امر بديهي لا شك ولا ريب فيه ولا يجهله من له ادنى لمسة من العقل ؛ ولذلك فعلى الانسان الموالي ان يميز بين الفرح والسرور لتنطبق عليه تلك الروايات المباركة بانه فَرح لفرحهم وحزين لحزنهم .
ثم قلت على المنبر :
وهنا سؤال مهم وهو ان الامام الم يكن يعرف بان يقول شيعتنا هم من يحزنون في فرحنا كما يفعله هذا الخطيب ويجعل افراح اهل البيت احزانا غير ملتفت لآثار فعله هذا على صبياننا وشبابنا وما يحتاجون اليه من التمييز بين الحالتين كما فعله اهل البيت في تلك الروايات .
نعم ان مصيبة الامام الحسين بدات من ولادته وكل قضية تشمل الامام الحسين هي مستثناة من هذه القاعدة ولكن حتى في ولادته لابد من اظهار السرور لولادة شفيع الامة ثم الاشارة ببكاء رسول الله صلى الله عليه واله عند ولادته لاخبار جبرائيل له بما تفعله الامة به سلام الله عليه كاشارة في ضمن السرور والفرح بينما سماحة الخطيب يجعل يوم الولادة ايضا كيوم من ايام محرم الحزن بحيث يسال الاطفال مستغربين من هذا الحزن الشديد في يوم السرور .
ثم اسال ان يوم المبعث ويوم ولادة باقي الائمة وباقي افراحهم الا ينبغي ان نجعلها افراح كما امرونا ليميز الاطفال والشباب والعقلاء بين الحالتين .
وحينما وصل خبر قولي لسماحة الخطيب جاء من الكويت وارتقى المنبر غضبا متالما وهو يصرخ قائلا:
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم السادس :
اول ما بدء به خطابه وهو متحمس اشد التحمس وكأن عدوا مخيفا قد سطى عليه او ان ابليس قد ظهر بانيابه له يريد ان يفري لحمه
سبحان الله
لا اعلم هل بهذا اوصى محمد وآل محمد ؟!!
وكم من حديث ورواية تقول بصراحة بان العلم لا ينفع بدون الحلم والعفو والهدوء والتعقل في المناقشة وهاك اليسير القليل منها :
الكافي 8 81 وصية النبي صلى الله عليه و آله لأمي
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَ السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِه
منلايحضرهالفقيه 4 377 و من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه واله الموجزة التي
577- السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ
منلايحضرهالفقيه 4 402 و من ألفاظ رسول الله ص الموجزة التي
وَ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ وَ أَكْيَسَ الْكِيسِ التَّقِيُّ وَ أَحْمَقَ الْحُمْقِ الْفَجُور
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
القسم السابع :
فقال ما ترجمته باللهجة العراقية
((انجب وانت منه حتى تدخل بهذه القضايا))
وباللغة الفارسية ((غلط كردي)) ...
فتعجبت لا لانه سبني بهذه اللهجة المخالفة للذوق السليم
بل لانه يدعي بان له مقاما علميا ساميا ويدعي بانه يحامي عن معدن الحلم وعن ساسة العباد واصول السماحة والكرم عليهم صلوات الله العلام .
وهنا نقاط متعددة :
اولا :
ان اهل البيت من طالع معاشرتهم مع الاعداء لازداد عجبا لانهم كانوا يمطرون الاموال على من سبهم
ويهبّون عليهم نسيم السماح والعفو والصفح
وهاك بعض تلك السيرة المباركة : إعلامالورى ص : 307
و روى الشريف الحسن بن محمد بن يحيى العلوي عن جده بإسناده قال إن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي
أبا الحسن موسى و يشتم عليا فقال له بعض حاشيته دعنا نقتل هذا الرجل فنهاهم عن ذلك أشد النهي و سأل عن العمري فقيل له إنه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب إليه فوجده في زرعه فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا توطئ زرعنا فتوطأه أبو الحسن بالحمار حتى وصل إليه فنزل و جلس عنده و باسطه و ضاحكه و قال له :
كم غرمت في زرعك هذا ؟؟
قال مائة دينار قال :
و كم ترجو أن تصيب قال لست علم الغيب قال إنما قلت لك كم ترجو فقال أرجو أن يحصل ثلاثمائة دينار قال فأخرج له أبو الحسن صرة فيها ثلاثمائة دينار و قال هذا زرعك على حاله و الله يرزقك فيه ما ترجو فقام فقبل رأسه و سأله أن يصفح عن فارطه فتبسم أبو الحسن و انصرف ثم رجع إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال:
اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ قال :
فوثب إليه أصحابه فقالوا له :
ما قصتك فقد كنت تقول غير هذا ؟!!
قال فقال لهم قد سمعتم ما قلت الآن و جعل يدعو لأبي الحسن فخاصموه و خاصمهم فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لمن سألوا قتل العمري :
أيما كان خيرا ما أردت أو ما أردتم ؟؟؟.
واما عن الامام الحسن المجتبى عليه افضل الصلاة والسلام :
هكذا يجب ان نعامل اعدائنا ونتعلم هذا الخلق الكريم من ائمتنا فكيف بمن هو موالي وليس له دافع الا حبه للولاء ولخدمة اهل البيت وان كان قد اخطأ الطريقة ؛ والادهى والامر ان يصدر السب الهجين من انسان يدعي انه تابع ومحامي عن اهل البيت اهل الرحمة والاحسان .
ثانيا :
ثم الانسان ان لم يعرف الاخرين ابدا لا من قريب ولا من بعيد فكيف يتهمهم بالجهل والله سبحانه وتعالى يقول :
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)(الحجرات)
والحمد لله رب العالمين
انتهى الموضوع