فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقاً ، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ، ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما ، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي
: كل من أحب صاحبي رسول الله
وسلم وضجيعيه فليفرد جانباً ، فتتجزأ الخلق جزأين أحدهما موال والأخر متبريء منهما .
فيعرض المهدي
على أوليائهما البراءة منهما فيقولون : يامهدي آل ال رسول الله
وسلم نحن لم نتبرأ منهما ، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة ، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنتبرأ السعة منهما وقد رأينا منهما مارأينا في هذا الوقت ؟ من نضارتهما وغضاضتهما ، وحياة الشجرة بهما ؟ بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما ، ومن صلبهما ، وأخرجهما ، وفعل بهما فعل فيأمر المهدي
ريحاً سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية .
ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم
وجمع النار لإبراهيم
وطرح يوسف
في الجب ، وحبس يونس
في الحوت ، وقتل يحي
وصلب عيسى
وعذاب جرجيس ودانيال
وضرب سلمان الفارسي ، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين
لإحراقهم بها ، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ، ورفس بطنها وإسقاطها محسناً ، وسم الحسن
وقتل الحسين
، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره ، وسبي ذراري رسول الله
وسلم وإراقة دماء آل محمد
وسلم وكل دم سفك وكل فرج نكح حراماً ، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم
إلى وقت قيام قئمنا
كل ذلك يعدده
عليهما ، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ، ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر ناراً تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليم نسفاً
قال المفضل
ياسيدي ذلك أخر عذابهما ؟ قال: هيهات يامفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله
وسلم والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة
وكل من محض الإيمان محضا ً وكل من محض الكفر محضاً، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ، ويردان إلى ماشاء ربهما . ثم يسير المهدي
إلى الكوفة وينزل مابين الكوفة والنجف ، وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفاً من الملائكة وستة ألاف من الجن ، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفساً
قال المفضل : كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت ؟ قال : في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل من الرايات ، الصفر ، ومن رايات المغرب ، ومن كلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد
والله لينزلن بها من صنوف العذاب مانزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى أخره ، ولينزلن بها من العذاب مالاعين رأت ولا اذن سمعت بمثله ولا يكون طوفن أهاها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذ بها مسكناً
والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال إنها هي الدنيا وإن دورها وقصورها هي الجنة وأن بناتها هن الحور العين وغن ولدانها هم الولدان وليظنن أن الله لم يقسم رزق العباد الا بها وليظهرن فيها من الأمراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه واله وسلم والحكم بغير كتابه ومن شهادات الزور وشرب الخمور والفجور وأكل السخت الدماء مالايكون في الدنيا كلها إلا دونه ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات حتى ليمر عليها المار فيقول : ههنا كانت الزوراء
للموضوع بقية ....