الصمت زين والسكوت سلامة * فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
بتاريخ : 01-Oct-2010 الساعة : 10:48 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
حفظ اللسان عن غير ذكر الخالق المنان وما يقرب من هذا العنوان وذلك وإن كان راجحا في كل زمان إلا أنه لما كان الإنسان في زمان غيبة صاحب الزمان أكثر وقوعا في معرض الخطر والخسران، والفتنة والامتحان، كان اهتمامه بهذا الشأن آكد وأهم من سائر الأزمان.
يستعمل السكوت غالبا في حفظ اللسان عن الكلام، إذا كان الانسان في معرض التكلم، والصمت أعم منه، ويستعمل النطق غالبا في التكلم في مقام المخاطبة، والتكلم أعم منه.
- وفي أصول الكافي(10) في الصحيح عن أبي جعفر ()، قال: إن شيعتنا الخرس.
- وفيه(11) عن الكاظم () بسند موثق حين قال له رجل: أوصني فقال () احفظ لسانك تعز، ولا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك.
- وفيه(12) في الصحيح عن الرضا ()، قال: من علامات الفقه العلم والحلم والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة ان الصمت يكسب المحبة، إنه دليل على كل خير.
وفيه(13) في الصحيح عن الصادق ()، قال: قال رسول الله () لرجل أتاه ألا أدلك على أمر يدخلك الله به الجنة قال: بلى يا رسول الله قال: أنل مما أنالك الله قال: إن كنت أحوج ممن أنيله قال () فانصر المظلوم، قال: فإن كنت أضعف ممن أنصره؟ قال: فاصنع للأخرق قال: فإن كنت أخرق ممن أصنع له؟ قال: فأصمت لسانك إلا من خير أمايسرك ان تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة.
عن النبي ()، أنه قال: يارب، ما أول العبادة؟ قال الصمت والصوم.
- وفي خبر آخر: أربعة لا يصيبهن إلا مؤمن: الصمت، وهو أول العبادة، الخبر.
- وقال: يا أحمد! ليس شئ من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم.
- وقال: علامات الفقه: العلم والحلم والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة فأصمت لسانك إلا من خير يجرك إلى الجنة.
- وقيل لعيسى (): دلنا على عمل ندخل به الجنة! فقال (): لاتنطقوا أبدا.
- وقال النبي (): الرفق والاقتصاد والصمت جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوة.
- وقال لأبي ذر: ألا اعلمك عملا ثقيلا في الميزان خفيفا على اللسان؟ قال: بلى، يا رسول الله. قال (): الصمت، وحسن الخلق، وترك ما لا يعنيك.
- وقال عيسى () العبادة عشرة أجزاء، تسعة منها في الصمت، وجزء واحد في الفرار من الناس.
- وقال النبي (): من كف لسانه ستر الله عوراته.
- وفي الرواية ان شابا من أصحاب الرسول () في غزوة أحد قتل في حالة شد حجرا على بطنه من شدة الجوع فجاءت امه على نعشه ترفع التراب عن وجهه، وتقول: طيبا لك الجنة يا ولدي فقال لها رسول الله () من أين تعلمين ان الجنة له طيبة، لعله تكلم بما لا فائدة فيه.
- وروي في القدسيات: يابن آدم، إذا وجدت قساوة في قلبك وحرمانا في رزقك، وسقما في بدنك، فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك. ونقل ان الخواجه ربيع لم يتكلم للدنيا ولا عبث منذ عشرين سنة، حتى قتل مولانا الحسين بن علي (). فقال جماعة هو يتكلم اليوم، فذهبوا إليه، وأخبروه بقتله فقال: عظم الله اجورنا واجوركم بقتل الحسين () ونظر إلى السماء وبكى، وقال: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم رجع إلى معبده، ولم يتكلم إلا بالحق حتى مات.
- وفي تحف العقول في وصايا الصادق () لعبد الله بن جندب: وعليك بالصمت تعد حليما، جاهلا كنت أو عالما، فإن الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال. أقول: وقد اجاد بعض الشعراء فقال:
الصمت زين والسكوت سلامة * فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
ما ان ندمت على سكوتي مرة * ولقد ندمت على الكلام مرارا