أهم واجباتنا زمن غيبة الإمام المهدي (15)
عجل الله تعالى فرجه الشريف
(إعداد الأستاذ : أبو الزهراء الدمشقي )
42 ـ ترك التوقيت، وتكذيب الموقّتين
لقد اقتضت حكمة الباري تعالى البالغة إخفاءَ وقتِ ظهور صاحبِ الأمر عن عباده ؛ لأنّه ـ كما في حديث الإمام الصادق u الذي رواه المفضّل بن عمر ـ هو الساعةُ التي قال الله عزّوجلّ : " يسألونكَ عنَ الساعةِ أيّانَ مُرساها " ، وقوله تعالى : " يسألونكَ عن الساعة أيّان مُرساها قل إنّما عِلمُها عند ربّي ... لا تأتيكم إلاّ بَغتةً " ، وقوله تعالى : " وعندَهُ عِلمُ الساعة ".
r وروى الشيخ النعماني عن محمّد بن مسلم ، قال : قال أبو عبدالله الصادق u: يا محمّد ، مَن أخبرك عنّا توقيتاً بوقتٍ فلا تَهابَنَّ أن تُكذِّبَه ، فإنّا لا نوقِّت لأحدٍ وقتاً .
r وروى عن أبي بصير أنّه سأل الإمام الصادق u عن القائم u، فقال u: كذب الوقّاتون ، إنّا أهلُ بيتٍ لا نُوقِّت . ثمّ قال : أبى اللهُ إلاّ أن يُخلِف وقتَ الموقِّتين .
وقد اقتضت الحكمة الإلهيّة أن يكون المؤمنون مُنتظِرين لظهور الإمام الحجّة u، وأن يُمحَّصوا بانتظارهم هذا ويُفتنوا حتّى لا يبقى منهم إلاّ القليل .
43 ـ تكذيب من ادّعى الوكالة والنيابة الخاصّة عنه u في عصر الغيبة الكبرى ..
اتّفقت الإماميّة على اختتام النيابة الخاصة وانقطاع الوكالة بوفاة الشيخ الجليل عليّ بن محمّد السَّمَري النائب الرابع والأخير من نوّاب الإمام الحجّة u، وأنّه ليس له u بعد وفاة السَّمَري إلى زمن ظهوره u نائب خاصّ ينوب عنه في شيعته ، وأنّ المرجع في عصر الغيبة الكبرى هم العُلماء العاملون الحافظون لحدود الله ، وأنّ من ادّعى النيابة الخاصّة فهو كاذب مردود .
r وروى الشيخ الصدوق عن الحسن بن أحمد المكتب أنّ الشيخ عليّ بن محمد السمري أخرج إلى الناس توقيعاً ( أي كتاباً عن الحجّة u ) جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، يا عليّ بن محمّدالسَّمري ، أعظَمَ اللهُ أجرَ إخوانك فيك ، فإنّك ميّتٌ ما بينَك وبين ستّة أيّام ، فاجمَعْ أمرَكَ ، ولا تُوصِ إلى أحدٍ يقومُ مَقامَك بعد وفاتِك ، فقد وَقَعت الغَيبةُ الثانية ، فلا ظهورَ إلاّ بعد إذنِ الله عزّوجلّ ، وذلك بعد طُولِ الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جَوراً ، وسيأتي من شيعتي مَن يَدّعي المُشاهَدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبلَ خروج السُّفياني والصَّيحة فهو كاذب مُفترٍ، ولا حَول ولا قوّة إلاّبالله العليّ العظيم .
44 ـ الدعاء للتشرّف بلقاء الحجّة u
من تكاليف الفرد المؤمن في عصر غيبة إمامه المنتظر u : أن يسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقه لقاءَ إمامه u مقترناً بالعافية والإيمان .
r وقد روي عن الصادق u في دعاء العهد : " ... اللهمّ أرِني الطَّلعةَ الرشيدة ، والغُرَّةَ الحميدة .. ". وفي الدعاء الذي رواه العَمْري عن صاحب الأمر u : " اللهمّ إنّي أسألك أن تُرِيَني وليَّ أمرِك ظاهراً نافِذَ الأمر .. ".
r وروى الشيخ الكليني عن الإمام الصادق u، قال : إذا تمنّى أحدُكم القائمَ u فَلْيَتَمَنَّه في عافية ـ وقد علّل الإمام الصادق u ذلك بأن الله تعالى بعث نبيّه رحمةً فلم يأمره بالانتقام من الكافرين والظالمين إذا لم يبدؤوه بقتال ، وقال له : " فمَهِّلِ الكافرينَ أمهِلْهُم رُوَيداً "، وأمر الإمامَ المنتظر u بالانتقام ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون ، فقال عزّوجلّ عن زمانه : " ولنُذيقنّهم مِن العذابِ الأدنى دونَ العذابِ الأكبر ".
ولذلك أمَرَ الأئمّة
شيعتَهم أن يسألوا اللهَ العافيةَ من محن آخر الزمان والفوز بلقاء إمامهم المنتظر u مُعافَين سالمين ، ليكونوا من المتنعّمين بظهوره ولقائه ، لا المنحرفين الشاكّين ، ولا المُغيّرين المُبدّلين ، ولا المغضوب عليهم ولا الضالّين .. الذين ينتقم المهدي u منهم .
r وقد جاء في الخبر الذي رواه الشيخ الكليني في أصول الكافي عن سُدَير الصَّيرفي ، قال : سمعتُ أبا عبد الله الصادقu يقول : إنّ في صاحب هذا الأمر شَبَهاً من يوسف u ... فما تُنكر هذه الأمّة أن يفعل الله عزّ وجلّ بحُجّته كما فَعَل بيوسف : أن يمشي في أسواقهم ويطأ بُسُطَهم ، حتّى يأذَنَ الله في ذلك له كما أذِن ليوسف ، " قالوا أإنّكَ لأنتَ يُوسُفُ قال أنا يوسف ".
وورد في فضل قراءة دُعاد العهد الذي رواه المجلسي في البحار عن الإمام الصادق u أنّه قال : مَن قرأ بعد كلّ فريضة هذا الدعاء ، فإنّه يرى الإمامَ محمّد بن الحسن عليه وعلى آبائه السّلام في اليقظة أو في المنام .
... يتبع ..