|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
fadak
المنتدى :
ميزان المنبر الحر
بتاريخ : 04-Mar-2011 الساعة : 10:35 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الصدوق في أماليه عن رسول الله أنه سئل فيم النجاة غداً؟ فقال: "إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم ، فإنه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان ، ونفسه يخدع لو يشعر ، فقيل له وكيف يخادع الله؟ قال يعمل بما أمر الله به ثم يريد غيره ، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء فإنه شرك بالله. إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر ، حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك اليوم ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له".
قال الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه : اعلم أن الرياء في أصول العقائد والمعارف الإلهية هو أشد أقسام الرياء وأسوأها عاقبة ، والظلمة الحاصلة منه للقلب أكثر وأزيد من جميع أقسام الرياء.
فإن صاحب هذا الرياء إن لم يكن معتقداً لما يريه فهو من المنافقين الذين وعدهم الله الخلود في النار ، وله الهلاك والبوار الأبدي ، وعذابه أشد عذاب.
وإن كان معتقداً لذلك الأمر ولكنه طلباً للمقام في القلوب والمنزلة عند الناس يظهر أمره ، فهذا وإن لم يكن منافقاً ولكن هذا الرياء يوجب أن يزول نور الإيمان من قلبه ، وتدخل ظلمة الكفر مكانه ، لأن هذا الشخص وإن كان في أول الأمر مشركاً بالشرك الخفي ، فإنه قد عرض على الناس المعارف الإلهية والعقائد الحقة التي لا بد أن تكون خالصة لله سبحانه ، وصاحبها هو الذات المقدسة للحق جل جلاله ، وهو قد أشرك غيره فيها وجعل الشيطان متصرفاً فيها, فهذا العمل القلبي قد صدر منه لغير الله ، كما قال في الحديث الشريف في الكافي: "كل رياء شرك" ولكن هذه السريرة المظلمة والملكة الخبيثة تجران أمر الإنسان إلى أن يكون بيت القلب مختصاً بغير الله ، وتكون ظلمة هذه الرذيلة سبباً بالتدرج لأن يخرج الإنسان من الدنيا بلا إيمان ، ويكون هذا الإيمان المتوهم صورة بلا معنى وجسداً بلا روح وقشراً بلا لب ، ولا يكون مورداً لقبوله تعالى ، كما أشار إلى ذلك في حديث الكافي الشريف عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال الله عز وجل:{ أنا خير شريك ، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله ، إلا ما كان لي خالصاً}.
ومن المعلوم أن الأعمال القلبية إذا لم تكن خالصة لا تكون مقبولة عند الله تعالى ، ولا ينظر الله إليها ، ويكلها إلى الشريك الآخر ، وهو الذي صدر العمل مراءاة له ، فتكون الأعمال القلبية مختصة لذلك الشخص ، وتخرج المرائي عن حد الشرك ويدخل في الكفر المحض ، بل يمكن أن يقال إن هذا الإنسان أيضاً من زمرة المنافقين وكما أن شركه كان مخفياً كذلك نفاقه أيضاً كان مخفياً ، والمسكين توهم أنه مؤمن ، ولكنه مشرك في أول الأمر ومنافق في نتيجة الأمر ، ولا بد له أن يذوق عذاب المنافقين ، والويل لمن ينجر أمره إلى النفاق.
أللهم أذهب عنا الرياء والسمعة ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحيمن
شكرا الأمل على ما أوردت وعلى تذكيرنا بإعادة النظر ومراقبة أنفسنا .
|
|
|
|
|