الثقافة 30
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنهُ قَالَ :
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ الْبَشَرِ وَ مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ
* * *
ان من علل الزواج التي اكد عليها الاسلام هو توليد النسل يعني لعل الانسان يستطيع ان يصبر على الحاح الغريزة في الزواج لكن هذا لا يعني ان يترك الزواج لان توليد النسل وبقاء البشرية لابد ان يتقدمها الزواج لذلك قال يوسف
لاخيه لما ساله متعجبا من زواجه مع فقدان اخيه وكيف لم يشغله همّ الفراق عن الانس بالنساء والزواج منهن فاجابه يوسف عليه السلاتم بان الامر ما كان للانس بالنساء الشاغل لي عن هم الفراق وانما كان لعلة الامر الصادر من ابي يعقوب
لبقاء النسل كما نقرء في هذه الرواية الاتية:
الكافي 5: 329 و 6: 2: الثلاثة، عن عبد اللَّه بن سنان، عن أبي عبد اللَّه
قال" لما لقي يوسف أخاه قال:
يا أخي كيف استطعت أن تتزوج النساء بعدي؟!
فقال:
إن أبي أمرني، و قال:
إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل".
الفقيه 3: 382 رقم 4340:
عمرو بن شمر [عن جابر]، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر
قال
" قال رسول الله صلى الله عليه واله :
ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلا لعل الله أن يرزقه نسمة، تثقل الأرض بلا إله إلا الله".
بيان
" النسمة" محركة الإنسان.
قد يستشكل انسان قائلا بان هذا الزمان يصعب تربية الاطفال وتغذيتهم للغلاء ولصعوبة العيش بينما يرد كل هذا؛ القول الصريح لرسول الله صلى الله عليه واله بان طلب المولود مراد للاسلام وان
الرسول صلى الله عليه واله امر بالزواج لتكثير الامة الاسلامية يوم القيامة وحتى لو كان سقطا ؛ وليس على الاب ان يهتم بتربية اولاده اكثر مما اوجبه الله تعالى عليه كما قال امير المؤمنين
:
كتاب غررالحكم 405
9280- لا تجعل أكبر همك بأهلك و ولدك فإنهم إن يكونوا أولياء الله سبحانه فإن الله لا يضيع وليه و إن يكونوا أعداء الله فما همك بأعداء الله
وان الرزق ينزل مع المولود كما في كثير من الايات القرانية قال الله سبحانه:
وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبيراً (31)(الاسراء)
وكان كثيرا ما يقول امير المؤمنين
:
َ الكافي 5 81 باب الإجمال في الطلب ..... ص : 80
9- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ
قَالَ كَانَ
أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ
كَثِيراً مَا يَقُولُ:
اعْلَمُوا عِلماً يَقِيناً أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لِلعَبْدِ وَ إِنِ اشْتدَّ جَهْدُهُ وَ عَظمَتْ حِيلتُهُ وَ كثرَتْ مُكابَدَتُهُ أَنْ يَسْبِقَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذكْرِ الحَكِيمِ و لَمْ يحُلْ مِنَ العَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَ قِلَةِ حِيلَتِهِ أَنْ يَبْلغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الحَكِيمِ أَيُّهَا الناسُ إِنهُ لَنْ يَزْدَادَ امْرُؤٌ نَقِيراً بِحِذقِهِ و لَمْ يَنتَقِصِ امْرُؤٌ نقِيراً لِحُمْقِهِ فَالعَالِمُ لِهَذَا العَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ الناسِ رَاحَةً فِي مَنفَعَتِهِ و العَالِمُ لِهَذَا التارِكُ لَهُ أَعْظمُ الناسِ شُغُلا فِي مضرَّته و رُبَّ مُنعَمٍ عليْهِ مُسْتَدْرَجٍ بِالإِحْسَانِ إِلَيهِ وَ رُبَّ مَغرُورٍ فِي الناسِ مَصنُوعٍ لَهُ فأَفِقْ أَيُّهَا السَّاعِي مِنْ سَعْيِكَ و قَصِّرْ مِنْ عجَلَتِكَ و انْتبِهْ مِنْ سِنَةِ غفلَتِكَ وَ تَفَكَّرْ فِيمَا جَاءَ عَنِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه واله .
مستدركالوسائل 13 27 10- باب استحباب الإجمال في طلب ..
14645- 3- عن كتاب فِقهُ الرِّضَا،
:
اتقِ فِي طلَبِ الرِّزْقِ وَ أَجْمِلْ فِي الطلَبِ وَ اخْفِضْ فِي الكَسْبِ و اعْلَمْ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ فَرِزْقٌ تَطلبُهُ و رِزْقٌ يَطلبُكَ فَأَمَّا الذِي تَطلبُهُ فَاطلبْهُ مِنْ حَلالٍ فَإِنَّ أَكْلَهُ حَلالٌ إِنْ طلَبْتَهُ فِي وَجْهِهِ وَ إِلا أَكلتَهُ حَرَاماً وَ هُوَ رِزْقكَ لا بُدَّ لَكَ مِنْ أَكْلِه.
اذن فلا يمكن ان نتحجج بهذه الحجج الواهية في ترك الانجاب بعد هذه الروايات الصريحة وكما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله :
الفقيه 3: 383 رقم 4344:
ابن رئاب، عن محمد أن أبا عبد الله
قال
" إن رسول الله صلى الله عليه واله قال:
تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غدا يوم القيامة حتى إن السقط يجيء محبنطئا على باب الجنة فيقال له:
ادخل [الجنة] فيقول:
لا حتى يدخل أبواي [الجنة] قبلي".
نقل لي اخ اندنوسي كان معنا في ايام دراستنا في الحوزة ؛ ان عشيرته عندما يرزق احدهم سقطا يحتفل فياتي الناس ليباركوا له لانه حصل على شفيع ينتظره على باب الجنة
الوافي، ج21، ص: 34
بيان لصاحب الوافي
" مكاثر" غالب بكثرة يقال كاثرته فكثرته إذا غلبته و كنت أكثر منه،
و المحبنطي بالحاء و الطاء المهملتين و تقديم الباء الموحدة على النون يهمز و لا يهمز هو المتغضب الممتلئ غيظا المستبطئ للشيء و قيل هو الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء.
فالزواج لازم لنا اما لحاجتنا الغريزية وان استطعنا ان نسيطر على الغريزة فعلينا بالزواج لطلب النسل او كما قرات في كتاب من الكتب الاخلاقية المهمه حينما كان يقيس بين حالتي الزواج والعزوبة كتب ان من اسباب الزواج عند بعض الفقهاء لكي يُسْكت الوساوس التي تراود بعض الرجال حينما يكون مشغولا في طلب العلم .
ومعنى ذلك ان البعض يتزوج لكي لا تسيطر عليه الاوهام والوساوس .