فيها يُفرَقُ كلُّ أَمر حكيمٍ -1
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
ان الله تعالى برحمته جعل لنا شهرا مباركا لمحاسبة النفس والتوبة قبل الموت ؛ لان الانسان لا يعلم الى السنة القادمة اهو حي؟
ام انه عظام نخرة بين الاموات؛ وقد نسيه الاهل والخلان وبقي وحيدا في بيت الدود والوحشة؛ بين هوام الارض وعقاربها لذلك
قال امير المؤمنين
:
بحارالأنوار ج : 8 ص : 307
68- عن كتاب نهج البلاغة نهج البلاغة وكتاب تنبيه الخاطر:
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
:
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِهَذَا الجِلدِ الرَّقِيقِ صَبْرٌ عَلَى النارِ فَارْحَمُوا نُفُوسَكُمْ فَإِنكُمْ قَدْ جَربْتُمُوهَا فِي مَصَائِبِ الدُنْيَا فَرَأَيْتُمْ جَزَعَ أَحَدِكُمْ مِنَ الشوْكَةِ تُصِيبُهُ وَ العَثرَةِ تدْمِيهِ وَ الرَّمْضَاءِ تُحْرِقُهُ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ بَيْنَ طَابَقَيْنِ
مِنْ نَارٍ ضَجِيعَ حَجَرٍ وَ قَرِينَ شَيْطَانٍ أَعَلِمْتُمْ أَنَّ مَالِكاً إِذَا غَضِبَ عَلَى النارِ حَطَمَ بَعْضُهَا بَعْضاً لِغَضَبِهِ وَ إِذَا زَجَرَهَا تَوَثبَتْ بَيْنَ أَبْوَابِهَا جَزَعاً مِنْ زَجْرَتِهِ ؛ أَيُّهَا اليَفَنُ الْكَبِيرُ الذِي قَدْ لَهَزَهُ الْقَتِيرُ كَيْفَ أَنتَ إِذَا التحَمَتْ أَطوَاقُ النارِ بِعِظَامِ الأَعْناقِ وَ نَشبَتِ الجَوَامِعُ حَتى أَكَلَتْ لحُومَ السَّوَاعِدِ فَاللهَ اللهَ مَعْشَرَ العِبَادِ وَ أَنتُمْ سَالِمُونَ فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقمِ وَ فِي الفُسْحَةِ قَبْلَ الضِّيقِ فَاسْعَوْا فِي فَكَاكِ رِقَابِكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُغْلَقَ رَهَائِنُهَا(انتهى)
فان الانسان الصحيح البدن والعقل قد يغتر بما انعم الله تعالى عليه ولا يلتفت لما امره الله تعالى من الطاعة ؛ مغترا بشبابه وصحته ؛ واذا به خلال السنة وقبل ان يحل عليه شهر الغفران ليتوب؛ يصاب ببلاء يمنعه من النطق والحركة ؛ فكيف لهذا ان يبادر للهداية كما قال مولانا امير المؤمنين
في
كتاب غرر الحكم:
طوبى لمن بادر الهدى قبل أن تغلق أبوابه
وقال
في :
نهجالبلاغة ص : 332
فَليَقبَلِ امْرُؤٌ كَرَامَةً بِقَبُولِهَا وَ ليَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلولِهَا وَ ليَنظُرِ امْرُؤٌ فِي قَصِيرِ أَيَّامِهِ وَ قَلِيلِ مُقَامِهِ فِي مَنزِلٍ حَتى يَسْتبْدِلَ بِهِ مَنزِلا فَليَصْنَعْ لِمُتَحَوَّلِهِ وَ مَعَارِفِ مُنْتَقَلِهِ فَطوبَى لِذِي قَلبٍ سَلِيمٍ أَطاعَ مَنْ يَهْدِيهِ وَ تَجَنبَ مَنْ يُرْدِيهِ وَ أَصَابَ سَبِيلَ السَّلامَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ الْهُدَى قَبْلَ أَنْ تُغْلَقَ أَبْوَابُهُ وَ تُقطَعَ أَسْبَابُهُ وَ استَفتحَ التوْبَةَ وَ أَمَاطَ الحَوْبَةَ فَقَدْ أُقِيمَ عَلَى الطرِيقِ وَ هُدِيَ نَهْجَ السَّبِيلِ .(انتهي)
.والان لنسمع وكلنا اصغاء لائمتنا
ماذا يقولون ويوصننا في هذا الشهر المبارك لكي ندخل بيت الرحمة من ابوابها
فيها يُفرَقُ كلُّ أَمر حكيمٍ -2
شكرا لاخواني واخواتي الموالين لمرورهم المسر
بسم الله الرحمن الرحيم
الله مصل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
الكافي ج : 4 ص: 66
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ المُغِيرَةِ عَنْ عَمْرٍو الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله
قَالَ :
إِنَّ عِدَّةَ الشهُورِ عِنْدَ الله اثنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ الله يَوْمَ خَلَقَ
السَّماواتِ وَ الأَرْضَ فَغُرَّةُ الشهُورِ شَهْرُ الله عَزَّ ذِكْرُهُ وَ
هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ
وَ قَلبُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةُ القَدْرِ
وَ نُزِّلَ القُرْآنُ فِي أَوَّلِ لَيلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَاسْتَقبِلِ الشهْرَ بِالقُرْآنِ.
بيان:
قال في كتاب :
مجمعالبحرين ج : 3 ص : 421
و ليلة الجمعة ليلة غراء: أي شريفة فاضلة على سائر الليالي، و يومها يوم أزهر لظهور فضله على سائر الأيام، من قولهم أزهر النبت: ظهرت زهرته.
قال أبو سعيد الضرير: الغرة عند العرب أنفس كل شيء يملك.
سانقل لكم استفاداتي من الروايات المباركة في فضل هذا الشهر المبارك وفضل الصيام .
1 - ان فضل هذا الشهر العزيز لم يكن شروع عظمته وفضله على باقي الشهور مختصا بالاسلام ؛ وانما كانت له فضيلته منذ ان خلق الله تعالى الوجود فهو انفس الشهور واهمها ؛ فان كان الله سبحانه جعله هكذا فكيف بالعبد الذي يمتثل امر مولاه لا يهتم بهذا الشهر الا لتلوث فطرته التي تحجبه عن ان يخترقها انوار هذا الشهر.
2 – ان مدار الدنيا منذ ان خلق الله تعالى السماوات والارض هو على الرقم 12 حيث جعل مجموع الشهور بعدد الائمة
لان بهم تتم الدنيا كما بدئت بانوارهم:
بحارالأنوار 1 97 باب 2- حقيقة العقل و كيفيته و بدو خ
*عن كتاب غوالي اللئالي:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله :
أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللهُ نُورِي .
وسيكمل الدين وتتم النعمة بامامنا الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
3 – ان القلب هو المحرك لكل الاعضاء وهو مركز السيطرة عليها وهو عرش التدبير في وجود الانسان ؛ فكذلك ليلة القدر كما سياتي البحث فيه مفصلا ؛ فان ليلة القدر هي قلب هذا الشهر الحبيب كما ان الانسان قد يستغني عن بعض اعضائه لكنه لا يستطيع ان يستغني عن قلبه كذلك الانسان لا يستطيع ان يستغني عن قلب هذا الشهر لان كل خير وشر يقدّر للانسان في هذا اليوم العظيم خطره ؛ ومن عبارة الرواية نفهم انها تنبه النائم وتحرك الغفلان لينتبه لاهم يوم في الانام وهو ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر.
3 – كما ان البدن لا ينفع بدون القلب؛ كذلك لا تنفع السنة كلها بدون شهر رمضان لانه هو خيرها ولا ينفع الشهر الحبيب الا بقلبه وهو ليلة القدر لذلك ودوما يعبر اهل البيت
عن سيدتنا فاطمة
بليلة القدر لانها قلب الوجود وبدونها لا تنفع الشهور والايام بل هي موات في موت كما ان البدن لا ينفع بدون القلب فالوجود لا ينفع بل يضر بدون فاطمة سلام الله عليها (اللهم صل على محمد وال محمد)
بحارالأنوار 25 97 باب 3- الأرواح التي فيهم ..
69- وَ رَوَى أَيْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
عَمَّا يُفْرَقُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ هَلْ هُوَ مَا يُقَدِّرُ اللَّهُ فِيهَا؟؟
قَالَ:
لا تُوصَفُ قُدْرَةُ اللَّهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فَكَيْفَ يَكُونُ حَكِيماً إِلا مَا فرِقَ وَ لا تُوصَفُ قُدْرَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ لأَنَّهُ يُحْدِثُ مَا يَشَاءُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ يَعْنِي
فَاطِمَةَ
تفسير فرات بن إبراهيم:
مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّهُ قَالَ:
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
اللَّيْلَةُ فَاطِمَةُ وَ الْقَدْرُ اللَّهُ فَمَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ لأَنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا
4 – ان الله تعالى انزل القران الكريم في اوله لنستقبل شهر ربنا بدموع التوبة وناخذ ما ارسل الينا من يد جبرئيل امين خالقنا لنبدء بلتلاوته مستقبلين هذا الشهر المبارك .
كما ان الضيف لما يرد الى بيت صديقه فيعطيه ورقة مكتوبة اول دخوله تجد الضيف يتلهف لقراءة ما كتب فيها؛ فما بالنا لا نستقبل الشهر بتلاوة الكتاب المجيد بتلهف وهو رسالة الرب الجليل لنا .