اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
يااااااااالله
يقول اللهّ تعالى:
".. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ..."
التّوبة: 119.
الآية الكريمة جامعة لمضامين شتى ..وفيها مقاصد عديدة..نسأل الله
ان يمن علينا برشحة لطف ..حتى نلمس بعقولنا قبسا من نورها ...
يـــــــــا عـــــــلــــــــــي ..
سنحاول ان نثبت من خلال الاية الشريفة
" ضرورة وجود الإمام المعصوم في كل آن ومكان "
منطوق الاية دالّ وصريح في وجوب الكون مع الصادقين وذلك لظهور صيغة الأمر في قوله تعالى
(( كونوا مع)) وتكليف الله لعباده وإلزامه لهم بأي أمر لا يكون إلا بعد توفر شرطين هامين :
الشرط الأول :"وجود مُتعلّق الأمر"
وفي موضوعنا متعلق الأمر في الآية الشريفة هو ((اتباع الصادقين)) ،
وجود الصادقين شرط لتحقق اتباعهم فلا اعتبار لأمر متعلقُه غير متحقق الوجود.
مثلا : لابد من وجود الكعبة الشريفة حتى يتحقق الطواف فلا اعتبار للأمر بالطواف عند عدم وجود الكعبة الشريفة
والله تعالى لا يأمرنا بأمر إلا اذا كان في وُسعنا وشروطه وظروفه
متحققة ، استكمالا لحججه علينا وتسهيلا ولطفا ورحمة منه بنا ..
والأمر بالكون مع الصادقين كالأمر بالصلاة ،فكما ان الصلاة متحققة
الوجود بصورتها وشروطها والخ..كما بينها رسول الله
..فكذلك "الصادقين "متحققي الوجود ..
وكما ان الصلاة واجبة منذ عصر الخطاب ، على كل مخاطب في كل زمان ومكان ..فكذلك بالنّسبة إلى الكون مع الصّادقين، فإنّه ليس خاصّاً
بعصر المُخاطبين, بل يعمّهم وأهل الأزمنة والأمكنة كُلّهم.. !!
وإلاّ كان الأمر به لغواً.. !!وحاشا ان يكون هذا من شأن الله تعالى
الأمر الثّاني:
كون المأمور به مقدوراً، بمعنى أن يكون تحت اختيار المُكلّف،
بحيث يُمكنه الفعل أو التّرك بإرادته
ومع تحقق هذين الشرطين : وجود الصّادقين، والقُدرة على امتثال اتّباعهم
فإنّه يثبت بذلك أنّ الصّادق لا يخلو منه زمان أو مكان؛ ليصدق الطّلب الإلهي ولا يكون لغواً..
عن أبي عبد الله عليه السّلام، أنّه قال:
" الحُجّة قبل الخلق، ومع الخلق، وبعد الخلق"
عن أبي عبد الله عليه السّلام، قال:
" إنّ الأرض لا تخلو إلاّ وفيها إمام, كيما إن زاد المؤمنون شيئاً ردّهم, وإن نقصوا شيئاً أتمّه لهم"
الكافي: 1/ 178 ح 2.
عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السّلام، عن قول
الله عزّ وجلّ:
اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ، قال: إيّانا عنى"
الكافي: 1 / 208 ح1
.
وعن ابن شهر آشوب، من تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان، حدّثنا
مالك ابن أنس، عن نافع، عن ابن عُمر، قال: وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ،
يعني مع مُحمّد وأهل بيته عليهم السّلام"
مناقب آل أبي طالب: 2 / 288.
من محاضرات السيد كمال الحيدري
وبحوث الشيخ عبد الكريم العقيلي
اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك
الآخذ بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك
عليه وعلى آباه الطاهرين