اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الفصل الثاني
الشرح
شرح نهجالبلاغة ج : 11 ص : 148
يرتجعون منهم أجسادا أي يذكرون آباءهم فكأنهم ردوهم إلى الدنيا و ارتجعوهم من القبور
و خوت خلت.
قال :
و هؤلاء الموتى أحق بأن يكونوا عبرة و عظة من أن يكونوا فخرا و شرفا
و المفتخرون بهم أولى بالهبوط إلى جانب الذلة منهم بالقيام مقام العز. و تقول هذا أحجى من فلان أي أولى و أجدر و الجناب الفناء.
ثم قال :
لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة أي لم ينظروا النظر المفضي إلى الرؤية لأن أبصارهم ذات عشوة و هو مرض في العين ينقص به الأبصار و في عين فلان عشاء و عشوة بمعنى و منه قيل لكل أمر ملتبس يركبه الراكب على غير بيان أمر عشوة و منه أوطأتني عشوة و يجوز بالضم و الفتح.
قال و ضربوا بهم في غمرة جهالة أي و ضربوا من ذكر هؤلاء الموتى في بحر جهل و الضرب ها هنا استعارة أو يكون من الضرب بمعنى السير كقوله تعالى :
وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ
أي خاضوا و سبحوا من ذكرهم في غمرة جهالة و كل هذا يرجع إلى معنى واحد و هو تسفيه رأي المفتخرين بالموتى و القاطعين الوقت بالتكاثر بهم إعراضا عما يجب إنفاقه من العمر في الطاعة و العبادة.
ثم قال :
لو سألوا عنهم ديارهم التي خلت منهم و يمكن أن يريد بالديار و الربوع القبور لقالت:
ذهبوا في الأرض ضلالا أي هالكين و منه قوله تعالى :
وَ قالُوا أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ.
و ذهبتم في أعقابهم أي بعدهم جهالا لغفلتكم و غروركم.
قوله ع تطئون في هامهم أخذ هذا المعنى أبو العلاء المعري فقال
خفف الوطء ما أظن أديم ***الأرض إلا من هذه الأجساد
رب لحد قد صار لحدا مرارا***ضاحك من تزاحم الأضداد
و دفين على بقايا دفين*** من عهود الآباء و الأجداد
صاح هذي قبورنا تملأ الأرض***فأين القبور من عهد عاد
سر إن اسطعت في الهواء رويدا*** لا اختيالا على رفات العباد
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 05-Jul-2010 الساعة 09:33 PM.
سبب آخر: تكبير الخط