بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله
ديمومة وبقاء عاشوراء
إن الشواهد التاريخية والحالية تثبت بما لا تقبل أدنى جدل أن عاشوراء عصية على أن تطويها السنين فهي حيّة دائماً والإمام الحسين باق مشرقاً في هذا العالم رمزاً لكل ثائر حر ومعلماً لكل طالب حق.
يقول الإمام الخميني قدس سره: "وعندما نهض الحسين واستشهد مظلوماً أطلق عليه البعض صفة (الخارجي) واتهموه بالمروق عن طاعة "حكومة الحق القائمة آنذاك" لكن نور الله ساطع وسيبقى ساطعاً وسيمتلئ العالم بنوره".
ويقول عن مؤثرية شهادة الإمام الحسين الدائمة: "ينبغي لنا أن ندرك أبعاد هذه الشهادة وفي عمقها وتأثيرها في العالم ونلتفت إلى أن تأثيرها ما زال مشهوداً اليوم أيضاً".
ولذا فمن الطبيعي أن انتصار الثورة الإسلامية كان من بركات تلك النهضة: "لو لا نهضة سيد الشهداء لما استطعنا تحقيق النصر في ثورتنا هذه".
"... إن هذه الصيحة (صيحة المظلوم بوجه الظالم) يجب أن تبقى حية مستمرة".
المحافظة على إحياء عاشوراء:
"علينا أن نحافظ على هذه السنن الإسلامية وينبغي لنا أن نحافظ على هذه المواكب الإسلامية المباركة التي تنطلق في عاشوراء في محرم وفي صفر وفي المناسبات ونؤكد على الالتزام بها أكثر فأكثر فتضحية سيد الشهداء عليه السلام هي التي حفظت الإسلام".
"ينبغي لكم أن تحافظوا على مجالس عزاء الأئمة الأطهار فهذه المجالس هي شعائرنا الدينية التي يجب أن نحافظ عليها، وهذه المجالس هي شعائر سياسية أيضاً ينبغي المحافظة عليها".
"ينبغي أن تستمر المجالس بإقامة العزاء، ينبغي أن نذكر المظالم كي يفهم الناس ماذا جرى بل إن هذا يجب أن يقام كل يوم، فإن لذلك أبعاداً سياسية واجتماعية غاية في الأهمية". ولذا ففي بركات عاشوراء ثورة الإسلام.
"إن ثورتنا هي امتداد لنهضة الحسين وإنها تبع لتلك النهضة وشعاع من أشعتها".
مراسم إحياء عاشوراء
لا بد قبل كل شيء أن يعرف الإنسان أهمية وقيمة عاشوراء وكيفية إحيائها فهو الذي يقول قدس سره: "إن كل ما لدينا من محرم وعاشوراء" ومما لعاشوراء مراسيمها المؤثرة وإليها يعزي بقاء الإسلام وإحيائه ونشر مفاهيمه وتعاليمه وحفظ التشيع وعن ذلك يقول: "أجل إن الحق منتصر لكن للنصر مفاتيح ورموزاً ينبغي لنا العثور عليها ومعرفتها... علينا أن نعرف رمز بقاء الشيعة طوال الزمن الماضي منذ عصر أمير المؤمنين حتى الآن... إن أحد هذه الرموز الكبرى ـ وهو أكبرها ـ قضية سيد الشهداء وإذا أردنا أن يكون بلدنا مستقلاً وحراً ينبغي أن نحفظ هذا الرمز".
إقامة المجالس توفيق إلهي:
"ندعو الله أن يوفق شعبنا لإقامة مراسم العزاء في ذكرى واقعة عاشوراء...".
إحياء عاشوراء بصورتها التقليدية:
ويؤكد الإمام قدس سره على إقامة مراسم عاشوراء "وفق الأساليب والسنن التقليدية".
"لتقم المآتم والمجالس الحسينية في أنحاء البلاد وليلقى الخطباء مرايثهم وليبك الناس".
ويقول قدس سره: "لا يمكن إدراك عظمة الثواب المترتب على إقامة مجالس العزاء".
المجالس تبقي عاشوراء حية ومؤثرة:
يقول قدس سره: "ونحن وخطباؤنا إنما سعينا لابقاء قضية كربلاء حية، قضية مواجهة الثلة المؤمنة القليلة لنظام طاغوتي، ونهوضها بوجهه مستقرة متواصلة"."... لقد حفظت هذه المآتم شعبنا وصانته".
المجالس والبعد السياسي:
"إن هذا الثواب المخصص للبكاء ومجالس العزاء، إنما تضيء ـ علاوة على الناحية العبادية والمعنوية ـ على الأبعاد السياسية فهناك مغزى سياسي لهذه المجالس".
"طوال التاريخ كانت مجالس العزاء ـ هذه الوسائل التنظيمية ـ منتشرة في أرجاء البلدان الإسلامية وفي إيران صارت مهداً للإسلام والتشيع. أخذت هذه المجالس تتحول إلى وسيلة لمواجهة الحكومات التي توالت على سدة الحكم ساعية لاستئصال الإسلام وقلعه من جذوره والقضاء على العلماء. فهذه المجالس والمواكب هي التي تمكننا من الوقوف بوجهها واخافتها".
يقول قدس سره: "إن المهم هو البعد السياسي لهذه الأدعية وهذه الشعائر".
تنظيم حركة الأمة:
يرى الإمام قدس سره: "أن أوامر أهل البيت بإحياء مجالس العزاء إضافة إلى الأجر والثواب الكبيرين الذي ندبوا إليه يهدفون إلى ترابط حركة الجماهير ووحدتها لتنظيم هذه الحركة بشكل متجانس وموحد والاستفادة من ذلك لبناء هوية المجتمع السياسية".
يقول قدس سره: "ولكنكم ترون كيف أن هذه المجالس والمواكب التي ربطت الجماهير ببعضهم، هذه المآتم التي حركت الجماهير يلتئم شملها من جميع الشرائح الاجتماعية المعزية بمجرد أن يصلح أمر يستدعي التجمع وليس في مدينة واحدة بل في كل أنحاء البلاد ودون الحاجة إلى بذل أو أعلام واسع النطاق. إن الناس يجتمعون على كلمة واحدة لمجرد أنهم يعتقدون أنها خرجت من فم الحسين سيد الشهداء ".
وكذلك يقولك "الأهم من ذلك هو البعد السياسي الذي خطط له أئمتنا في صدر الإسلام كي يدور حتى النهاية وهو الاجتماع تحت لواء واحد وبهدف واحد، ولا يمكن لأي شيء آخر أن يحقق ذلك بالقدر الذي يفعله عزاء سيد الشهداء عليه السلام".
"لو أن كل المتحزبين والمثقفين وجميع ذوي القدرة والقوة اجتمعوا لما تمكنوا أن يفجروا انتفاضة كتلك التي حصلت في 15 خرداد (5 حزيران 1963) وإن من يمتلك هذه القدرة على صنع حدث كهذا هو من اجتمع الجميع تحت لوائه".
شبكة المعارف الاسلامية