اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أنوار الرضا ( تراث محمدي )
-------------------------------------------------------------
لما استقدم المأمون الرضا () وعقد له البيعة وحضر العيد ، بعث إلى الرضا () يسأله أن يركب ويحضر العيد ، ويخطب ويطمئنّ قلوب الناس ، ويعرفوا فضله ، وتقرّ قلوبهم على هذه الدولة المباركة .
فبعث إليه الرضا () وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخولي في هذا الأمر ، فقال المأمون : إنما أريد بهذا أن يرسخ في قلوب العامة والجند والشاكريّة هذا الأمر فتطمئنّ قلوبهم ، ويقرّوا بما فضّلك الله تعالى به ، فلم يزل يرادّ الكلام في ذلك .
فلمّا ألحّ إليه قال () : يا أمير المؤمنين !.. إن أعفيتني من ذلك فهو أحبّ إليَّ ، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله () وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () ، قال المأمون : اخرج كما تحبّ ، وأمر المأمون القواد والناس أن يبكّروا إلى باب أبي الحسن () .
فقعد الناس لأبي الحسن () في الطرقات والسطوح من الرجال والنساء والصبيان ، واجتمع القواد على باب الرضا () ، فلمّا طلعت الشمس قام الرضا () فاغتسل وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن ، وألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه ، وتشمّر ثم قال لجميع مواليه : افعلوا مثل ما فعلت ، ثم أخذ بيده عكّازة وخرج ونحن بين يديه ، وهو حافٍ قد شمّر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثيابه مشمّرة .
فلمّا قام ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبّر أربع تكبيرات ، فخيّل إلينا أنّ الهواء والحيطان تجاوبه ، والقواد والناس على الباب قد تزيّنوا ولبسوا السلاح وتهيّأوا بأحسن هيئة ، فلمّا طلعنا عليهم بهذه الصور حفاة قد تشمّرنا وطلع الرضا () ووقف وقفةً على الباب وقال :
الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر على ما هدانا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، والحمد لله على ما أبلانا ، ورفع بذلك صوته ورُفعت أصواتنا .
فتزعزعت مرو من البكاء والصياح ، فقالها ثلاث مرات ، فسقط القوّاد عن دوابّهم ورموا بخفافهم لمّا نظروا إلى أبي الحسن () ، وصارت مرو ضجةً واحدة ولم يتمالك الناس من البكاء والصيحة ، فكان أبو الحسن () يمشي ويقف في كلّ عشر خطواتٍ وقفةً فيكبّر الله أربع مرات ، فيتخيّل أنّ السماء والأرض والحيطان تجاوبه .
وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين : يا أمير المؤمنين !.. إن بلغ الرضا المصلّى على هذا السبيل افتتن به الناس ، فالرأي أن تسأله أن يرجع ، فبعث إليه المأمون فسأله أن يرجع ، فدعا أبو الحسن () بخفّه فلبسه ورجع.
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا *** لما طلعت من الصفوف وكبروا
حتى انتهيت إلى المصلى لابسا *** نور الهدى يبدو عليك ويظهر
ومشيت مشية خاشع متواضع *** لله لا يزهى ولا يتكبر
فلو ان مشتاقا تكلف غير ما *** في وسعه لمشى إليك المنبر
__________________________
اللهم اجعلنا بوصفهم إذا طلع علينا نور قائم آل محمد عجل اللهم فرجه واكحل عيوننا بناظره
توقيع خادم الزهراء المظلومة
يا دماء فاطمة ثوري واطلبي الثار
واستنهضي منتظراً طال له انتظار
آخر تعديل بواسطة عبـد الرضا ، 23-Feb-2012 الساعة 11:17 PM.