أدلة وشواهد

   

صفحة :   

أدلة وشواهد:

وأما أدلة الإثبات لذلك فقد تقدم شطر هام منها، ونستطيع أن نجمل شطراً منها هنا في الأمور التالية:

أولاً: إن أبا ذر يأمر عثمان باتباع سنة صاحبيه: أبي بكر وعمر في الأموال.

قال عثمان : كذبت، ولكنك تريد الفتنة، وتحبها، وقد انغلت الشام علينا.

فقال أبو ذر : اتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام([1]).

ولما فعل عثمان أبي ذر ما فعل، وأرسله إلى الشام ؛ ليكون بعيداً عنه، ويعيش تحت إشراف ورقابة معاوية وأعوانه.. وليواجه الكثير من الأذى، وأنواع المصاعب والإهانات ـ لما كان ذلك ـ قال علي «عليه السلام» لعبد الرحمن بن عوف: هذا عملك. في إشارة منه إلى دور ابن عوف في الشورى العمرية في تكريس الأمر لصالح عثمان .

فقال عبد الرحمن: إذا شئت فخذ سيفك، وآخذ سيفي؛ إنه قد خالف ما أعطاني([2]). أي خالف ما أخذه عليه في قضية الشورى، من العمل بالكتاب والسنة، وسنة أبي بكر وعمر.

ومن الواضح: أن صاحبيه «أبا بكر وعمر» كانا يقبلان بملكية ما زاد عن الحاجة، إذا كان قد أدى حق الله فيه. ولا يوجبان إنفاق الزيادة.

ثانياً: إن غضب الصحابة لأبي ذر، ومنهم علي والحسنان «عليهم السلام»، وكذلك عمار، وعبد الرحمن بن عوف،  ـ إن غضبهم هذا ـ يدل على أنهم كلهم كانوا يشاطرونه رأيـه، ويـذهبـون مذهبـه، مع أن من بينهم ـ وهو ابن عوف ـ قد ترك من الذهب ما يكسر بالفؤوس، وقد مات بعد إرجاع أبي ذر من الشام .

ولو كان أبو ذر ينكر عليهم مجرد جمع المال، لما كان عبد الرحمن بن عوف من مؤيديه، فإنه لما مات، وجيء بتركته حالت البدر بين عثمان وبين الرجل القائم. وحينما سأل عثمان كعب الأحبار عن رأيه فيمن ترك هذا المقدار من المال، وأعطاه كعب رأيه، ضربه أبو ذر بعصاه.. وكانت النتيجة هي نفيه إلى الربذة، حسبما هو معلوم([3]).

ومما يدل على غضب الصحابة له:

ما قاله البلاذري وغيره: «وقد كانت من عثمان قبل هنات إلى عبد الله بن مسعود، وأبي ذر ، فكان في قلوب هذيل وبني زهرة، وبني غفار وأحلافهما، من غضب لأبي ذر ما فيها، وحنقت بنو مخزوم لحال عمار بن ياسر»([4]).

وقال الشريف المرتضى عن أبي ذر : «لم يكن في أهل المدينة إلا من كان راضياً، بقوله عاتباً بمثل عتبه، إلا أنهم كانوا بين مجاهر بما في نفسه، مخف ما عنده، وما في أهل المدينة إلا من رثى لأبي ذر مما حدث عليه، ومن استفظعه. ومن رجع إلى كتب السيرة عرف ما ذكرناه»([5]).

وتقدم: تذاكر علي «عليه السلام» وعبد الرحمن بن عوف فعل عثمان .

فقال علي «عليه السلام»: هذا عملك.

فقال عبد الرحمن: إذا شئت فخذ سيفك، وآخذ سيفي؛ إنه قد خالف ما أعطاني.

ولكن الراوي ذكر: أن هذا الكلام كان بعد وفاة أبي ذر .. وذلك لا يصح، لأن ابن عوف قد توفي بعد رجوع أبي ذر من الشام ، وقبل نفيه إلى الربذة، كما يدل عليه مشادة أبي ذر مع كعب الأحبار، وضربه له حتى غضب عثمان لكعب ونفا أبا ذر .

فلعل هذه القضية بين علي «عليه السلام» وعبد الرحمن قد حصلت حين نفي أبي ذر إلى الشام ، لا بعد وفاة أبي ذر ، ولعلها حرفت لحاجة في النفس قضيت.

وعلى كل حال، فإن عد ما فعله عثمان بأبي ذر من المطاعن على عثمان ، ومن موجبات الثورة ضده لا يخفى على أي ناظر في كتب الحديث والتاريخ([6]).

ثالثاً: لماذا لا نجد أبا ذر ينكر على غير عثمان وعماله، فقد كان في الصحابة وغيرهم أغنياء كثيرون؟!

ولماذا ينحصر خلافه مع قريش([7]) ولا يتعداها إلى الأنصار، وغيرهم من أصحاب الثروات؟! ولماذا تفسد الشام على معاوية ، ويخاف عثمان منه أن يفسد المدينة؟!

نعم.. لماذا تتوجه نقمة الناس على خصوص الحكام في هذه القضية، وهم لا تقصير لهم، ولا مخالفة منهم. لقد كان الأجدر أن ينقم الناس على الأغنياء كلهم، لا على خصوص الحكام!.. فنقمتهم على خصوص الحكام تدل على أنه إنما يتعرض لأمر يختص بالحاكم، وتكون مخالفته منحصرة به وفيه..

قال الزمخشري: «ولقد كان كثير من الصحابة، كعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله يقتنون الأموال، ويتصرفون فيها، وما عابهم أحد ممن أعرض عن القنية؛ لأن الإعراض اختيار للأفضل..»([8]).

ومن أغنياء الصحابة نذكر:

1 ـ عبد الرحمن بن عوف، الذي كان على مربطه مئة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف من الغنم، وقد بلغ ثُمْنِ ماله أربعة وثمانين ألف دينار([9]). بالإضافة إلى الذهب الذي خلفه عند موته.

2 ـ طلحة بن عبيد الله الذي بنى من البيوت ما قيمته مئة ألف دينار، وكانت غلته بالعراق كل يوم ألفاً مما يسمى بـ «الوافي»، وفي الشام عشرة آلاف دينار، وخلف مقادير هائلة من الذهب والفضة([10]).

3 ـ 4 ـ قيس بن سعد، وعبد الله بن جعفر، اللذين كانا يهبان المئات والألوف، وأخبار كرمهما قد سارت في الآفاق.

5 ـ أبا سعيد الخدري الذي كان يقول: ما أعلم أهل بيت من الأنصار أكثر أموالاً منا([11]).

6 ـ زيد بن ثابت الذي كان ورثته يكسرون ما خلفه من الذهب والفضة بالفؤوس، ليقتسموها فيما بينهم، وخلف من المزارع، والآبار والأموال الأخرى ما قيمته مئة وخمسون ألف دينار([12]).

7 ـ ولحكيم بن حزام حكايات تدل على ثرائه الفاحش أيضاً([13]).

8 ـ يعلى بن منبه (منية) أو (يعلى بن أمية) الذي خلف خمس مئة ألف دينار ذهباً، ومن البيوت والأراضي والديون ما يبلغ ثلاث مئة ألف دينار([14]).

9 ـ عمر بن الخطاب.. الذي كان يملك أربعة آلاف فرس([15]) وغير ذلك([16]).

10 ـ بل إن عثمان نفسه كانت له أموال هائلة، حسبما قدمناه في فصل سابق.

وراجع المزيد من المصادر كتابنا: الحياة السياسية للإمام الحسن «عليه السلام»، الفصل الثالث، حين الكلام على آثار الفتوح على الفاتحين.

رابعاً: قال الأميني: «..تشريع الزكاة يدل على أن الباقي مباح لصاحبه، ولأبي ذر نفسه في آداب الزكاة أحاديث أخرجها البخاري، ومسلم، وغيرهما من رجال الصحاح، وأحمد، والبيهقي، وغيرهم؛ فلو كان يجب إنفاق بعد إخراج الزكاة، فما معنى التحديد بالنُّصُبِ، والإخراج منها»([17]).

وعن أبي ذر في حديث له عن النبي «صلى الله عليه وآله»: «لا يموت أحد منكم، فيدع إبلاً وبقراً لم يؤد زكاتها إلا جاءته يوم القيامة أعظم ما كانت واسمنه، تطؤه بأخفافها الخ..»([18]).

هذا كله عدا ما رواه أبو ذر  في الأموال، والنفقات والصدقات المستحبة، وقد ذكره الأميني في الغدير عن مصادر كثيرة([19]).

فروايته لذلك تدل: على أنه لم يكن يوجب إنفاق ما زاد على الحاجة، إلا ما أوجبه الله تعالى من حق الزكاة، والخمس، ونحوهما، وإلا.. لم يكن بالإمكان فهم المبرر للصدقات المستحبة وغيرها من النفقات..

ومع غض النظر عن ذلك، وفرضنا أن أبا ذر لم يرو من ذلك شيئاً، فهل لم يكن أبو ذر يحفظ من القرآن إلا آية الكنز؟! ألم يمر أمامه أية آية ترتبط بالزكاة، والنفقات، والصدقات المستحبة؟! ألم يقرأ قوله تعالى: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً([20]).

ألا تدل هذه الآية على أن: للإنسان أن يملك قنطاراً، وأن يُملِّكه؟!

ألم يقرأ آيات البيع، والشراء، والتجارة، عن تراض؟!

ألم يقرأ آيات الإرث؟! وغير ذلك مما يدل على جواز تملك المال، وكون الإنسان بالخيار بين الإنفاق والإمساك؟ وإن كان الإنفاق أفضل؟!

خامساً: مما روي عن أبي ذر :

1 ـ أنه قال لعثمان : لا ترضوا من الناس بكف الأذى حتى يبذلوا المعروف. وقد ينبغي لمؤدي الزكاة: أن لا يقتصر عليها حتى يحسن إلى الجيران والإخوان، ويصل القرابات.

فقال كعب: من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه.

فرفع أبو ذر محجنه، فضربه فشجه([21]).

قال العلامة الطباطبائي: «فإن لفظه كالصريح، أو هو صريح في أنه لا يرى كل إنفاق فيما يفضل من المؤنة بعد الزكاة واجباً، وأنه يقسم الإنفاق في سبيل الله إلى ما يجب وما ينبغي، غير أنه يعترض بانقطاع سبيل الإنفاق من غير جهة الزكاة، وانسداد باب الخيرات»([22]).

2 ـ إن اعتراض أبي ذر الآتي على معاوية لبنائه الخضراء، وقوله له: إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهو الإسراف.. هذا القول يدل على أن أبا ذر يعتقد: أن المال بعضه لله تعالى وهو بيت المال. وبعضه للإنسان. وأن للإنسان حق في أن يتملك ما يبني به الخضراء، لكنه يقول: إن صرفه بهذا النحو يكون سرفاً..

سادساً: في كلام أبي ذر نفسه شواهد أخرى على أنه إنما كان ينكر على الحكام أكلهم مال الله، واستئثارهم بالفيء، وبيوت الأموال.. فلاحظ ما يلي:

1 ـ قال البلاذري والمعتزلي، والنص له: «إن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الأموال، واختص زيد بن ثابت بشيء منها، جعل أبو ذر يقول بين الناس، وفي الطرقات والشوارع: بشر الكانزين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته، ويتلو قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ([23]).

فرفع ذلك (مروان) إلى عثمان مراراً وهو ساكت، ثم إنه أرسل إليه مولى من مواليه: أن انته عما بلغني عنك.

فقال أبو ذر : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله، وعيب من ترك أمر الله؟! فوالله الخ..»([24]).

2 ـ عن سفيانية الجاحظ: فقال له عثمان : أنت الذي تزعم أنا نقول: «يد الله مغلولة، وإن الله فقير ونحن أغنياء»؟!

فقال أبو ذر : لو كنتم لا تقولون هذا لأنفقتم مال الله على عباده، ولكني أشهد أني سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً جعلوا مال الله دولاً، وعباد الله خولاً، ودينه دخلاً([25]).

3 ـ لما قدم أبو ذر المدينة (أي من الشام ) جعل يقول: «تستعمل الصبيان، وتحمي الحمى، وتقرب أولاد الطلقاء الخ..»([26]).

«فهو ينكر عليه إذن مخالفته الصارخة لأحكام الإسلام، وكونه يحمي الحمى، وغير ذلك مما ثبت مخالفته للشرع، لا عدم انفاقه ما زاد عن حاجته».

4 ـ لقد رأينا النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه يتنبأ بما يجري على أبي ذر ، وبسببه، ونراه لا ينكر على أبي ذر موقفه، ولا يقول له: إن الحق سوف يكون معهم، فاقبل منهم واسكت عنهم. وإنما هو فقط يامره أن لا يشهر السيف؛ لأن معنى ذلك: أن يقتل من دون أن يترتب اثر على ذلك..

فقد قال النبي «صلى الله عليه وآله» له: كيف أنت وأئمة (ولاة) بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟!

قال: قلت: إذن والذي بعثك بالحق اضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألحق بك.

قال: أولا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني([27]).

وفي نص آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» قال له: «يا أبا ذر أنت رجل صالح، وسيصيبك بلاء بعدي.

قلت: في الله؟!

قال: في الله.

قلت: مرحباً بأمر الله»([28]).

5 ـ قال العسقلاني حكاية عن غيره، ونقله العيني عن عياض: «والصحيح: أن إنكار أبي ذر ، كان على السلاطين الذين يأخذون المال لأنفسهم ولا ينفقونه في وجهه. وتعقبه النووي بالإبطال، لأن السلاطين حينئذ كانوا مثل أبي بكر ، وعمر، وعثمان ، وهؤلاء لم يخونوا..»([29]).

ونتعقب نحن النووي هنا بما تعقبه به أبو ذر  من قبل، من أن عثمان لم يتَّبع سنة صاحبيه في الأموال، وقد قال له: «اتبع سنة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام».

6 ـ بنى معاوية الخضراء بدمشق، فقال أبو ذر : يا معاوية، إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهي الإسراف كما تقدم([30]).

7 ـ وأخيراً.. فإننا نجد عثمان ، يحاول أن يتستر على ما يجري على بيت المال فيقول:

أترون بأساً «أن نأخذ مالاً من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوبنا من أمورنا ونعطيكموه؟!

فقال كعب: لا بأس؛ فرفع أبو ذر العصا فوجأ بها في صدر كعب الخ..»([31]).

وهكذا يتضح: أن أبا ذر كان ينكر على الهيئة الحاكمة تصرفها في بيت مال المسلمين، واستئثارها بالفيء، ويصرح به في كلماته بما يزيل الريب، ولم يكن بصدد إنكار الملكية لما يزيد عن الحاجة، ولا بصدد الوعظ والتزهيد بالدنيا، إلى غير ذلك مما تقدم..

سابعاً: إن أبا ذر كان يستشهد بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ([32]).

وكان ينادي «رحمه الله» بهذه الآية في الشوارع والطرقات.. والمال الذي كان يأخذه الأحبار والرهبان هو أموال الكنائس والبيع، وما يُهدى إليها، والكفارات المذكورة في التوراة وأشباهها، وهي أموال عامة، فكان الأحبار والرهبان يكنزونها لأنفسهم، ويجعلونها من أموالهم الخاصة وينفقونها على شهواتهم.. فالله تعالى يخاطب المسلمين بهذه الآية، ويعطيهم قاعدة كلية، مفادها: أن كل من يأكل الأموال العامة، سواء أكان من أهل الكتاب، أو من غيرهم، محكوم عليه بالهلاك والعذاب..

فالآية ناظرة إلى التصرف في هذه الأموال، التي يجب صرفها في سبيل الله، المعبر عنها في الإسلام ببيت المال تارة، وبمال الله أخرى ـ وليست ناظرة إلى الأموال التي يملكها الشخص بالوسائل المشروعة وتزيد عن حاجته، لأن ما يملكه الشخص ليس من أموال الناس بديهة، وليست من الأموال التي تصرف في الجهات العامة.

كما أن تخصيص الأحبار والرهبان بالذكر في الآية دون غيرهم من سائر أغنياء اليهود والنصارى، الذين يأكلون أموال الناس بالباطل وما أكثرهم.. ليس إلا لخصوصية فيهم، وهي أنهم هم الذين، كانت لهم الهيمنة والسيطرة والنفوذ آنئذٍ، وكانت بيدهم الأموال العامة (لا الخاصة)، وكانت تأتيهم من الطرق الآنفة الذكر..

ومهما نوقش في دلالة الآية على ما ذكرناه.. فإن مما لا ريب فيه أن كل كلمات ومواقف أبي ذر تدل دلالة قاطعة على أنه «رحمه الله»، لم يفهم منها إلا الاستئثار بالفيء، ونهب بيت مال المسلمين..

والغريب هنا: أن البعض، كالفضل بن روزبهان وغيره يحاولون دعوى النسخ، ويقولون: إن مذهب عامة الصحابة والعلماء: أن آية تحريم كنز الذهب والفضة منسوخة بالزكاة، ومذهب أبي ذر أنها محكمة([33]).

وقد أجاب العلامة المظفر «رحمه الله»: بأن هذا الكلام سخيف؛ إذ لا معنى لنسخ الآية بالزكاة لعدم التنافي بينهما؛ إذ يمكن أن تجب الزكاة مع الزائد كما يمكن أن تجب دون الزائد؛ لتعلقها بمال الفقير، أو يجب الزائد دون الزكاة؛ حين لا يكون مال الغني زكوياً..([34]).


([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص56 وج8 ص259 و 260 وبحار الأنوار ج22 ص417 وج31 ص177 و 178 والفتوح لابن أعثم ج2 ص158 وكتاب الأربعين للشيرازي ص608 والغدير ج8 ص297 و 306 والدرجات الرفيعة ص245 وأعيان الشيعة ج4 ص238 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص370 والشافي في الإمامة ج4 ص296 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص271 وسفينة النجاة للتنكابني ص252.

([2]) أنساب الأشراف ج5 ص57 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص28 وتقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص282 والغدير ج9 ص86 و 215 وج10 ص124.

([3]) راجع: مروج الذهب ج2 ص340 ومسند أحمد ج1 ص63 والغدير ج8 ص369 ومجمع الزوائد ج10 ص239 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص411 وراجع: حلية الأولياء ج1 ص160.

([4]) أنساب الأشراف ج5 ص26و 68 وتاريخ الخميس ج2 ص261 وكتاب الثقات لابن حبان ج2 ص258 و 259 والغدير ج8 ص359 وج9 ص169 عن بعض من تقدم، وعن: تاريخ اليعقوبي ج2 ص150 ومروج الذهب ج1 ص438 و 441 والرياض النضرة ج2 ص124 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ص385 والصواعق المحرقة ص68. وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج39 ص415 وتاريخ المدينة لابن شبة ج4 ص1157.

([5]) الشافي في الإمامة ج4 ص299 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص58 و 59 وسفينة النجاة للتنكابني ص255.

([6]) راجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص173 و 174 ومروج الذهب ج2 ص438 و 439 والصواعق المحرقة ص112 والأوائل ج1 ص276 ـ 279.

([7]) صحيح مسلم (ط دار الفكر) ج3 ص77 ومسند أحمد ج5 ص167 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص359  وصحيح ابن حبان ج8 ص51 وتهذيب الكمال ج8 ص311 والغدير ج8 ص320.

([8]) الكشاف للزمخشري ج2 ص267 و (ط مطبعة مصطفى البابي) ج2 ص187 وتفسير النسفي ج2 ص87 والبحر المحيط ج5 ص39.

([9]) راجع: مروج الذهب ج2 ص342 والبداية والنهاية ج7 ص164 ومشاكلة الناس لزمانهم ص14.

وحديث ربع الثمن موجود في: جامع بيـان العلم ج2 ص16 و 17 والغـديـر ج8 = = ص284 عن: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج3 ص96 و (ط دار صادر) ج3 ص136 ومروج الذهب ج1 ص434 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص146 وصفة الصفوة لابن الجوزي ج1 ص138 والرياض النضرة لمحب الطبري ج2 ص291 وراجع: العبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص204 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج2 ص847 والإكمال في أسماء الرجال ص138 وتاريخ مدينة دمشق ج35 ص305 والوافي بالوفيات ج18 ص126 ونصب الراية ج5 ص218.

([10]) راجع: مشاكلة الناس لزمانهم ص14 والغدير ج8 ص283 عن مروج الذهب ج1 ص434 وتاريخ مدينة دمشق ج25 ص101 و 102 و 120 وسير أعلام النبلاء ج1 ص32 والوافي بالوفيات ج16 ص273 والإكمال في أسماء الرجال ص114 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص221 و 222 وتهذيب الكمال ج13 ص423.

([11]) صفة الصفوة لابن الجوزي ج1 ص715 والغدير ج8 ص337 عنه، ومسند أبي داود الطيالسي ص294 ومسند ابن الجعد ص195 وتاريخ مدينة دمشق ج20 ص388 وإمتاع الأسماع ج14 ص100 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص52.

([12]) مشاكلة الناس لزمانهم ص14 والغدير ج8 ص338 ـ 337 وراجع ج2 ص85 ـ 88 عن مروج الذهب ج1 ص434 والعلل لابن حنبل ج2 ص5 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص204 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص359 وحليف مخزوم (عمار بن ياسر) ص204.

([13]) صفة الصفوة لابن الجوزي ج1 ص715 وتاريخ مدينة دمشق ج15 ص325 ـ 344 و (ط دار الفكر) ج15 ص119 ـ 125والغدير ج8 ص337 ـ 338 عنهما، وراجع ج2 ص85 ـ 88 وتهذيب الكمال ج7 ص185 ـ 190 وسير أعلام النبلاء ج3 ص50 و 51 والإصابة ج2 ص98 وراجع: السنن الكبرى للبيهقي ج6 ص35 ومعرفة السنن والآثار ج4 ص427 والإستيعاب ج1 ص362 وأضواء البيان ج2 ص74 .

([14]) مشاكلة الناس لزمانهم ص14 والغدير ج8 ص284 عن مروج الذهب ج1 ص434 وأعيان الشيعة ج1 ص346 . وراجع: الوافي بالوفيات ج29 ص14 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج2 ص453 والإمامة والسياسة (تحقيق الشيري) ج1 ص79 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص355 والجمل للشيخ المفيد ص89 و  123 ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص250 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص422 والإستيعاب ج4 ص1585 ـ 1587 والإكمال في أسماء الرجال ص146 والجمل لابن شدقم ص108 وبحار الأنوار ج32 ص145 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص143 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص372 وعمدة القاري ج15 ص49 والثقات لابن حبان ج2 ص279 والبداية والنهاية ج7 ص258.

([15]) المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص644 والخراج لأبي يوسف ص51 وإن كان يقول: إنها كانت موسومة في سبيل الله تعالى. وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج3 ص155.

([16]) راجع كتابنا: الحياة السياسية للإمام الحسن «عليه السلام».. الفصل الثالث. حين الكلام على آثار الفتوح على الفاتحين.

([17]) الغدير ج8 ص338 ـ 339.

([18]) راجع: مسند أحمد ج5 ص157 و 158 وصحيح مسلم ج3 ص75 و 74 وسنن النسائي ج5 ص29 و 27 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص97 و 182 وعمدة القاري ج9 ص27 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص240 وكنز العمال ج6 ص301 و 309.

وراجع: كشف الخفاء ج1 ص219 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص14 و 12 والمغني لابن قدامة ج2 ص467 والشرح الكبـير لابن قـدامـة ج2 ص496 = = وكشاف القناع ج2 ص220 والمحلى لابن حزم ج6 ص8  وجواهر العقود ج1 ص169 ونيل الأوطار ج6 ص44 وسنن الدارمي ج1 ص380 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص9.

([19]) الغدير ج8 عن: مسند أحمد ج5 ص151 ـ 178 وتاريخ الأمم والملوك ج5 ص67 والأموال لأبي عبيد ص355 وسنن ابن ماجة ج1 ص544 وصحيح مسلم ج3 ص82 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص188 والترغيب والترهيب ج1 ص47 وج2 ص230/38 وعن أبي داود، وابن خزيمة، والنسائي، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، والدر المنثور ج3 ص233، عن ابن أبي شيبة، وابن مردويه.

([20]) الآية 20 من سورة النساء.

([21]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص336 والغدير ج8 ص351 عنه، وتاريخ مدينة دمشق ج66 ص198 والميزان ج9 ص258.

([22]) الميزان ج9 ص263 ـ 264.

([23]) الآية 34 من سورة التوبة.

([24]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص54 وج8 ص256 وبحار الأنوار ج22 ص414 وج31 ص174 والشافي في الإمامة ج4 ص293 وسفينة النجاة للتنكابني ص250 وأنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص52 والغدير ج8 ص292 و 303.

([25]) راجع: الفتوح لابن أعثم ج2 ص156 ـ 157 و (ط دار الأضواء) ج2 ص374 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص55 ـ 56 وج8 ص258 والصراط المستقيم ج3 ص33 وكتاب الأربعين للشيرازي ص607 وبحار الأنوار ج22 ص416 وج31 ص176 والغدير ج8 ص305 والدرجات الرفيعة ص244 والشافي في الإمامة ج4 ص295.

([26]) أنساب الأشراف ج5 ص53 والغدير ج8 ص293 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص371 .

([27]) كشف الأستار عن مسند البزار ج2 ص250 و 251 وكتاب السنة لأبي عاصم ص511 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص210 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص322 وإمتاع الأسماع ج12 ص307 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص83 ومسند أحمد ج5 ص180 بطريقين صحيحين كما قال الأميني. وراجع ص178 و 179 و 156 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص166 والغدير ج8 ص316 ـ 317 وسنن أبي داود ج2 ص282.

([28]) حلية الأولياء ج1 ص162 والغدير ج8 ص316 و 339 وتاريخ مدينة دمشق ج66 ص192 وراجع: كنز العمال ج5 ص787.

([29]) فتح الباري ج3 ص218 والغدير ج8 ص321 وعمدة القاري ج8 ص264 وفلك النجاة لفتح الدين الحنفي ص155.

([30]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص54 و55 وج8 ص256 وأنساب الأشراف= = ج5 ص53 وبحار الأنوار ج22 ص415 وج31 ص175 والشافي في الإمامة ج4 ص294 وكتاب الأربعين للشيرازي ص605 والغدير ج8 ص293 و 304  وأعيان الشيعة ج4 ص237 وسفينة النجاة للتنكابني ص251.

([31]) راجع: أنساب الأشراف ج5 ص52 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3 ص54 وج8 ص256 وراجع: بحار الأنوار ج31 ص272 و 273 وج93 ص93 ومروج الذهب ج2 ص240  (وتحقيق شارل بلا) ج3 ص83 والغدير ج8 ص295 وراجع: تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي ص265 ومستدرك الوسائل ج7 ص37 وجامع أحاديث الشيعة ج8 ص321.

([32]) الآية 34 من سورة التوبة.

([33]) راجع: دلائل الصدق ج3 قسم1 ص177 وإحقاق الحق (الأصل) ص256 وفتح القدير ج2 في تفسير الآية. والكشاف للزمخشري ج2 ص266 و 267.

([34]) راجع: دلائل الصدق ج3 قسم1 ص180.

 
   
 
 

موقع الميزان