صفحة :   

خلاصة.. وبيان:

وبعد تلك الجولة الطويلة فيما جرى مع أبي ذر ، وعليه يتضح مصداق قول علي «عليه السلام»، والحسين، وعمار له: إنهم خافوه على دنياهم، وخافهم هو على دينه، أو ما في معناه([1]).

ويعرف أيضاً: سر التأييد المطلق من قبل علي عليه السلام، والحسن والحسين «عليهما السلام»، وعقيل، وابن جعفر، وابن عباس، والمقداد، وعمار لأبي ذر «رحمه الله»، وموقفهم القوي معه وإلى جانبه.

ويعرف أيضاً: لماذا كان النفي من بلد إلى بلد، ولماذا كان التهديد بالقتل وبالفقر. ولماذا الرشوة، ولماذا قطع العطاء.. إلى غير ذلك مما تقدم..

وأيضاً يعرف: معنى قولهم: إنه أفسد الشام عليهم([2])، ولماذا كانت خشيتهم على المدينة([3]).

ولا يبقى بعد مجال للإصغاء إلى قول لجنة الفتوى في الأزهر وغيرها:

من أن أبا ذر ، إنما كان ينكر على الناس تملكهم فوق حاجتهم.. أو انه كان يوجب إنفاق ذلك، أو أنه كان يوجب الإنفاق في السبل الواجبة غير الزكاة.. أو أنه كان يدعو إلى الزهد في الدنيا، إلى آخر ما تقدم..


 

([1]) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص353 والغدير ج8 ص301 عنه.

([2]) راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص168 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج8 ص259 و 260 عن الواقدي XE "الواقدي"  وج3 ص56 عن اليعقوبي ج2 ص172 والغدير ج8 ص298 و 297 و 300 و 306 عنه، وعن عمدة القاري ج4 ص291.

([3]) فتح الباري ج3 ص218 وعمدة القاري ج8 ص262 والغدير ج8 ص295 عنه.

 

   
 
 

موقع الميزان