صفحة :   

الإبهام والدقة في تحديد العدو:

ومن جهة: نجد أن الله تعالى قد أمعن في تحديد عدو النبي آدم إلى حد أنه جعله ظاهراً محسوساً، يشار إليه بالإشارة الحسية، التي هي أرقى وأوضح وأصرح أنواع الدلالات، لأنه تعني الحضور الفعلي للمشار إليه، فقال: ﴿إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ﴾..

لكنه من جهة ثانية: قد أبقاه على حالة من الإبهام، فلم يذكر له اسمه، ولا صفته، ولا أطلعه على حيله، ومكره وحبائله، بل اكتفى بالإشارة إلى عداوته له، وإلى أنه قد يخرجهما من الجنة.

وسيأتي: إن الإبهام والتحديد قد جاء وفق السنة الإلهية الجارية، التي تريد للمخلوقات أن يتكاملوا باختيارهم، ووفق الهدايات التي أنعم الله بها عليهم، من دون أن يكون ثمة أي حيف أو انتقاص..

 
   
 
 

موقع الميزان