وحول سؤال:
كيف يثق النبي آدم بقسم إبليس، مع أن الله تعالى قد حذره منه، نقول:
أولاً:
إنه ليس بالضرورة أن يكون النبي آدم «عليه السلام» عارفاً بحقيقة
إبليس، وبأنه هو الذي كان يخاطبه، خصوصاً مع محاولة التخفي التي مارسها
إبليس، كما ألمحت إليه الروايات..
ثانياً:
إنه يلاحظ: أن الآيات التي تحدثت عن تعريف الله تعالى للنبي آدم
بعدوِّه قد ذكرت اسم «إبليس»،
ولكن جميع الآيات التي تحدثت عن موضوع الأكل من الشجرة إنما ذكرت كلمة
«الشيطان»،
رغم أن بعض الآيات متصل بالبعض الآخر، كما في سورة طه. فراجعها..
وهذا يثير احتمال أن يكون إبليس قد توسل ببعض جنوده
الذي ربما لم يكن قد رآه النبي آدم أصلاً. أو أن ذلك يشير إلى صحة ما
قدمناه آنفاً من تخفي إبليس عن النبي آدم، لكي لا يعرفه..
ثالثاً:
إن القَسَم يخرج الأمر من عهدة المقسم، ويجعله في عهدة غيره، فإذا كان
الله هو الذي سوف يكون المطالب، وهو الذي يتولى الأمر، ويكون الكفيل
والضامن، فإن النبي آدم يكون بريئاً من أي مسؤولية، وبعيداً عن أي
مؤاخذة..
|