صفحة :   

جنس الشجرة أم شخصها؟

وقد يقال: إنه لو كان النبي آدم «عليه السلام» لا يعرف: هل أن متعلق النهي هو شخص الشجرة؟ أم جنسها؟!، فكيف صح احتجاج الله عليه وعتابه له بقوله: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾؟!.. فإن هذا يدل على أن الشجرة كانت معروفة ومشخصة لهما بجميع صفاتها وخصوصياتها..

ونقول:

إن الجواب قد اتضح مما ذكرناه آنفاً، وهو:

أن هذا ليس احتجاجاً ولا عتاباً، ولا لوماً، بل هو بيان لأمر قد أبهم على النبي آدم وحواء «عليهما السلام»، يراد به تعريفهما بحقيقة ما جرى لهما وبأسبابه، وأن ماجرى لا يعني أن الله قد تخلى عن وعوده لهما، أو أنه عاتب عليهما، أو أنهما قد أبعدا عن مقامهما، وأهبطا إلى الأرض على سبيل العقوبة، بل إن ما جرى إنما هو نتيجة طبيعية للسعي الذي بذله النبي آدم للحصول على مرضاة الله، وقد كان يجب عليه أن يسعى، ليكون مستحقاً لمقام النبوة والخلافة في أرض الله تعالى، ولكن هناك آثار لا بد له من مواجهتها، وتحملها، والصبر عليها..

 
   
 
 

موقع الميزان