4 ـ العلامة الطباطبائي رحمه الله، يؤيد ويؤكد:

   

صفحة :   

4 ـ العلامة الطباطبائي رحمه الله، يؤيد ويؤكد:

هذا.. وقد ذكر العلامة الطباطبائي «رحمه الله» هنا، ما يؤيد ويؤكد على ما نقول. وهو أن الملائكة قالوا: ﴿أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاء كُلَّهَا﴾..([1]).

فهذا يعني: أنه تعالى قد أقام الحجة على الملائكة بتعليمه لآدم «عليه السلام» هذه الأسماء، مما يعني أنها أسماء من شأنها حل كل المشكلات، وإزالة كل آثار الظلم والمعاصي، ودواء كل داء، وإصلاح كل فاسد، فأسكتهم بذلك، وأقام الحجة عليهم.

 وذلك معناه: أنها أسماء موجودات عالية، لا يتم كمال المستكمل إلا ببركاتها، وهي كما دلت عليه الأخبار أسماء أهل البيت «عليهم السلام».

أما قول بعضهم إن الكلمات هي قول آدم «عليه السلام»:

﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾..

فقد رده العلامة الطباطبائي «رحمه الله»:

أولاً: بأن آيات سورة البقرة قد دلت على أن التوبة وقعت بعد الهبوط إلى الأرض. وهذه الكلمات قد صدرت من آدم «عليه السلام» قبل الهبوط كما في سورة الأعراف.

ثانياً: بل الظاهر هو أن قوله: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا.. تذلل وخضوع قبال ندائه تعالى، وليس دعاء بالكلمات المتلقات([2]).

ثم ذكر أخيراً.. أنه تعالى حين يعود إلى آدم «عليه السلام» ليستنقذه بلطفه، ويمده بعونه، ويقوي ضعفه، ويرفع عجزه، فإنما يفعل ذلك من حيث هو تواب كثير العودة إلى عباده، لمساعدتهم، وسد الخلل الذي يعانون منه، وإن عودته هذه إليهم إنما هي من موقع رحيميته بهم، التي يحتاجونها، لتقوي ضعفهم، ولتسدّ الخلل، وترفع النقص..


([1]) الآيتان 30 و31 من سورة البقرة.

([2]) راجع: تفسير المنير ج1 ص148 و149 وراجع ص133 و134.

 
   
 
 

موقع الميزان