صفحة :   

السوءات؟!

والآيات الكريمة تكاد تكون صريحة في أن السوءات التي بدت، قد كانت مستورة عن آدم وزوجه «عليهما السلام»، لا أنها لم تكن ثم كانت..

وهذا يشير إلى أن المراد بالسوءات في الآيات ليس هو العورة بمعناها المعروف.. إذ لا شك في أن آدم «عليه السلام» كان يعرف أن له عورة، وكان يحس بها، ويعرف أنه رجل، ويعرف أن زوجه أنثى، ويعرف الفرق بين الرجل والأنثى، ويدرك معنى الزوجية بينهما.

ولكن جاء التعبير بالسوءات التي كانت كامنة، وغير بادية للكناية عن تلك الأحوال الصعبة التي من شأنها إذا ظهرت من كمونها، أن تدخل الخلل إلى حياته، وتوصل المساءة إليه، ويحصل له بسببها الشقاء الذي أشار تعالى إليه بقوله: ﴿فَتَشْقَى﴾.. ثم كأنه فسره بقوله بعده: ﴿إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾.

وقد عبر عن هذه السوءات بصيغة الجمع، لا بصيغة الإفراد والتثنية، ربما ليشير بذلك إلى كثرتها وتنوعها.

كما أنه قد أضاف كلمة «لَهُمَا» فقال: بدت لهما، ليتأكد أن المراد بالسوءات ليس هو العورة، لأن ظهور عورتيهما لهما مما لا ضير فيه، إذ الإنسان يشعر بعورة نفسه، ويراها. ولا ضير أيضاً في أن تبدو له عورة زوجه أيضاً..

 
   
 
 

موقع الميزان