وقد أشارت الآيات الشريفة إلى وجود هدايتين تختلف كل
واحدة منهما عن الأخرى..
أولاهما:
هداية الله تعالى للنبي آدم «عليه السلام» قبل هبوطه، وقد أشير إليها
بقوله تعالى: ﴿وَعَصَى
آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ
وَهَدَى﴾..
الثانية:
هدايته له تعالى بعد هبوطه، قال تعالى: ﴿قَالَ
اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا
يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ
وَلا يَشْقَى﴾..
فالهداية الأولى:
تتمثل بمعارف، وآفاق يفتحها الله أمام أوليائه، وأنبيائه، على حد قوله:
﴿لِنُرِيَهُ مِنْ
آيَاتِنَا﴾..[1].
أو ﴿لَقَدْ
رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾..[2].
أو: «علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب»..
ومنها تلقى النبي آدم «عليه السلام»، الكلمات من ربه،
ومعرفته بحقائقها، ومقاماتها..
والهداية الثانية:
هي الهداية التكوينية، والفطرية، والإلهامية، والتشريعية، والعقلية،
التي يحتاج إليها الإنسان في مسيرته في الحياة الدنيا.. كما أشرنا إليه
في كتاب «تفسير
سورة هل أتى»
في أكثر من موضع..
([1])
الآية
الأولى من سورة الإسراء.
([2])
الآية
18 من سورة النجم.
|