ولربما أصبح واضحاً:
أولاً:
أن غواية آدم «عليه السلام» ليست بمعنى الضلالة عن طريق
الهدى، وإنما هي ضد الرشد، بمعنى أنه
«عليه السلام»
لم يصل إلى مطلوبه، الذي أراده وسعى إليه..
حيث إنه
قد حاد ومال عن هدفه، وغوى عنه..
وبقي في وسط الطريق لأجل مانع، حال بينه وبين مواصلة
طريقه، ومن كان كذلك، فإنه لا يكون ضالاً، لأن رعاية الله له واضحة،
وسبيل الوصول أيضاً معروف المواصفات، لكن قد حصل مانع له من الوصول،
أوجب عجزه عن تحقيق مراده، وخيبته فيما قصد إليه. وهذا هو المراد
بكلمة: «غَوَى»..
ثانياً:
لو كان المقصود بالغواية، الضلال.. لَلَزِم أن يقول: غوى آدم وضل،
فعصى. لأن المعصية تنشأ من الضلال، ولا ينشأ الضلال عن المعصية..
|